عام بلا صيف.. هل تؤثر البراكين على تغير المناخ؟
تُطلق الأنشطة البركانية كميات هائلة من الغازات التي قد تؤثر بشكل ما على التغير المناخي.
لم يتوقع سكان جزيرة لوزون بالفلبين انفجار بركان جبل بيناتوبو، الواقع في غرب الجزيرة في يوم 15 يونيو/حزيران من عام 1991، خاصة أنه لم ينفجر منذ 600 عام، ما تسبب في خسائر هائلة في الأرواح البشرية.
ولم يتوقف الدمار الناتج عن البركان عند هذا الحد، بل انطلق ما يُقدر بـ20 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكبريت وجزيئات الغبار في الغلاف الجوي على مسافة 20 كيلومترا، وتحركت تلك الغازات حول كوكب الأرض لمدة 3 أسابيع، ما أثر على المناخ، هذا نموذج حقيقي يُوضح كيف يمكن لانفجار بركاني أن يؤثر على المناخ العالمي.
التأثير الإشعاعي
عندما انطلقت الغازات وجزيئات الغبار من البركان إلى الغلاف الجوي وتوغلت خلاله، قلّت نسبة الإشعاع الشمسي الواصل للأرض، بسبب عكس أشعة الشمس القادمة من الفضاء، ما أثر على «التأثير الإشعاعي»، وهو مصطلح يعبر عن الفرق بين كمية الطاقة القادمة من الشمس والمرتدة مرة أخرى للفضاء الخارجي، ما قد يؤدي إلى خفض درجة حرارة الأرض، والذي بدوره يتسبب في العديد من حالات الطقس القاسية، خاصة في نصف الكرة الأرضي الشمالي، والجدير بالذكر أنّ انخفاض درجات الحرارة هذا له تأثيرات أخرى، أبرزها عمليات الزراعة في جميع أنحاء العالم.
عام بلا صيف
عندما نعد للوراء أكثر قبل بركان جبل بيناتوبو بنحو 176 عاما، تحديدا في عام 1815، اندلع واحد من أقوى البراكين المسجلة في التاريخ، وهو بركان جبل تامبورا على جزيرة سومباوا في إندونيسيا، وبسبب قوة البركان، مع إطلاقه لكميات كبيرة من الغازات المختلفة مثل: ثاني أكسيد الكربون وكبريتيد الهيدروجين وثاني أكسيد الكبريت، تأثر مناخ البلاد، فصار العام التالي لحادث البركان، عام 1816 غير مستقر.
وعندما جاء موسم الصيف، كانت درجة الحرارة منخفضة عن متوسط درجات الحرارة في المنطقة بنحو 0.4 إلى 0.7 درجة مئوية، فأُطلق على هذا العام «عام بلا صيف»، وهذا خير دليل على أنّ تأثير البراكين على المناخ قد يمتد لفترات زمنية قصيرة تتراوح ما بين عدة سنوات إلى عقود.
وتتأثر البراكين أيضا بالمناخ
تتفاعل أنظمة الغلاف الجوي والقشرة الأرضية وتتبادل الطاقة والمواد المنبعثة مع بعضها، وكما يتأثر المناخ بالأنشطة البركانية؛ يمكن أيضا أن تستجيب البراكين للتغيرات المناخية الاستثنائية، وتزيد من نشاطها، وما يترتب عليها من خسائر ودمار، قد لا يستطيع الإنسان استيعابه، بحسب دراسة منشورة في دورية «إيرث - ساينس ريفيو» (Earth-Science Reviews) في فبراير/شباط 2018.
من الأرض للسماء
في نهاية عام 2009، عانت بعض المناطق في أيسلندا من الزلزال، وانتهى الأمر باندلاع بركان بركان «إيافيالايوكل» في عام 2010، وكان واحد من أقوى البراكين، وامتد أثره إلى أن تداخلت غازاته وغباره مع الغلاف الجوي، ما تسبب في وقف خطوط الطيران عبر مناطق كثيرة من أوروبا، وبالتالي خسرت شركات الطيران مئات الملايين من الدولارات. وهذا ليس أمرًا جديدًا، فقد تسبب النشاط البركاني حول العالم بين عامي 1744-2006، في إغلاق أكثر من 100 مطار في 28 دولة حول العالم 171 مرة.
من ذلك يتضح أنّ العلاقة بين الأنشطة البركانية والتغيرات المناخية، يؤثر كل منهما على الآخر بشكل ما.
aXA6IDE4LjE4OC45MS4yMjMg جزيرة ام اند امز