"العين الإخبارية" في مسقط رأس "الدكتور مشالي".. هنا عاش "طبيب الفقراء"
مشوار العطاء والقصص الإنسانية التي رويت عن الدكتور محمد مشالي "طبيب الغلابة" دفعت "العين الإخبارية" للسفر إلى مسقط رأسه في محافظة البحيرة، شمالي مصر.
قضى الدكتور محمد مشالي المعروف بـ"طبيب الغلابة" عمره في خدمة الفقراء والمحتاجين يقدِّم لهم الاستشارات والأدوية برسوم رمزيّة وأحياناً من دون أي تكلفة على الإطلاق، إلى أن غادر عالمنا يوم الثلاثاء، مُخلِّداً اسمه كرمز نبيل في خدمة البسطاء.
مشوار العطاء والقصص الإنسانية التي رويت عن "طبيب الفقراء" دفعت "العين الإخبارية" للسفر إلى مسقط رأسه في محافظة البحيرة، شمالي مصر، للحديث إلى مَن قضى عمره بينهم.
يقول سمير أحمد، حارس مقبرة "عائلة مشالي" في قرية "ظهر التمساح"، لـ"العين الإخبارية"، إنَّ قبر الطبيب الراحل كان رطباً رغم ارتفاع درجات الحرارة قبل نزول جثمانه، الذي كان يفوح منه ريح طيّب عند إنزاله.
وكشف أسامة مشالي، الشقيق الأصغر لـ"طبيب الغلابة"، عن دور والده في حياتهم قائلاً: "والدي كان يعمل جاهداً لتربيتنا جميعاً على مساعدة الفقراء والمحتاجين حتى تمكّن شقيقي الراحل من تحقيق حلم والدي وتخرّج في كلية الطب وسخّر مهنته وصحته وعلمه من أجل مساعدة المرضى الغلابة".
محمد مشالي.. وصية الوالد تلهم "طبيب الغلابة"
وطالب أسامة في حديثه لـ"العين الإخبارية" المسؤولين بتخليد اسم شقيقه الأكبر من خلال إطلاقه على جمعية خيرية تساعد الفقراء أو دار للأيتام.
وقالت عجوز، رفضت ذكر اسمها، اتباعاً للتقاليد الريفية: "كنت أذهب دائماً إلى الدكتور محمد مشالي لتلقي العلاج، وكان يرفض الحصول على أجر، وكان يجري بعض التحاليل لي ولأولادي ويعطينا في النهاية الدواء بالمجان".
انتقلت "العين الإخبارية" من قرية "ظهر التمساح" إلى مدينة طنطا، حيث مقر إقامته وعيادته.
"شمعة تحترق من أجل الآخرين"، هكذا وصف محمد مصطفى، مشالي، وقال: "إنَّ طبيب الغلابة كان يضحّي بوقته وصحته وماله من أجل علاج المرضى الغلابة غير القادرين على الذهاب إلى الأطباء أصحاب الروشتات الباهظة".
ويسرد مصطفى وهو أحد جيران "طبيب الغلابة" موقفاً إنسانياً للراحل مع شاب من أصحاب الهمم، قائلاً: "ذات يوم اصطحبت الطبيب مشالي لتوقيع الكشف الطبي على (هشام) في منزله، ورفض حينها تقاضي أجر بل وصرف له الدواء بالمجان".
وكان السيد السعد زكي بحيري، بطل المشهد الأخير في رحلة "العين الإخبارية" بمدينة طنطا، وهو شخص لعب دورين في حياة مشالي، فكان يساعده في الصباح بالعيادة، ويعمل ليلاً في صيدلية "الشريف"، الوحيدة التي تستقبل مرضى "طبيب الغلابة"، وتسمح لهم بصرف الدواء بعد رؤية الروشتة التي تحمل اسم الدكتور محمد عبدالغفار مشالي ومكتوب عليها باللغة الإنجليزية No Money.
وقال السعد إنه يعمل مع طبيب الغلابة منذ 18 عاماً بالعيادة تعلّم خلالها العطاء دون مقابل وخدمة مرضى محدودي الدخل.