"طبيب الغلابة": أقدر مبادرة "قلبي اطمأن".. ورفضت المساعدة لهذا السبب
الطبيب المصري محمد مشالي الملقب بـ"طبيب الغلابة" يكشف لـ"العين الإخبارية" سبب رفضه المساعدة التي قدمها له برنامج "قلبي اطمأن".
بات الطبيب المصري محمد مشالي الملقب بـ"طبيب الغلابة" حديث مواقع الاجتماعي على مدار الساعات الماضية بعد رفضه لمساعدة الشاب الإماراتي "غيث" مقدم برنامج "قلبي اطمأن".
وظهر "مشالي" خلال برنامج "قلبي اطمأن" الذي يُذاع على قناة "أبوظبي" الإماراتية، رافضاً أي مساعدة، أو تجهيز عيادة جديدة من خلال تبرع مالي كبير، متمسكاً بالعطاء للفقراء، مكتفياً بهدية رمزية عبارة عن سماعات طبية.
"أقدر مبادرة الشاب غيث.. لكني لست نادماً على رفضي المساعدة"، بهذه العبارة بدأ الطبيب المصري محمد مشالي، حديثه لـ"العين الإخبارية".
ولا يحصل الطبيب مشالي سوى على ١٠ جنيهات قيمة كشفه على الفقراء والمحتاجين، وهو مبلغ زهيد بالنسبة لأسعار الكشوفات الطبية في مصر، والتي وصلت إلى 50 ضعف هذا المبلغ.
وبكلمات بسيطة عكست حجم تواضعه، قال "مشالي": "أعالج الفقراء منذ ٤٠ عاماً، ولا أرى أنني أفعل شيئاً يستحق تسليط الأضواء عليه، بالعكس أراه واجبي لمساعدة الناس".
وأضاف "طبيب الغلابة": "عندما فاجأني غيث، ظننته في البداية مريضا كما أخبرني، ولا يستطيع الصعود للعيادة، وصدقت أنه يحتاج للمساعدة، وعندما أعطاني ورقة تبرع على أنها روشتة، وجدت نفسي أتصرف بعفوية وفق قناعاتي، وهي أنني أرغب في الاستمرار في الطريق الذي بدأته مع الناس، من هذا المكان إلى أن يتوفاني الله".
وتابع: "أقدر فكرة البرنامج، وأراها مبادرة قيّمة في عمل الخير، لكني لا أحتاج للتبرع، كما أنني لست جهة للتبرع، وكل ما أستطيع فعله التبرع بمجهودي للفقراء".
ويرد الطبيب على الأصوات التي تمنت قبوله التبرع بقوله: "واثق بأن هذه الأموال ستجد طريقها للمحتاجين بطرق كثيرة، مثل ملجأ الأيتام الذي أخبرتهم عنه، وكذلك مستشفى سرطان الأطفال، وبنك الطعام. أثق بأنهم سيعملون على توصيلها للمحتاجين بأي طريقة أخرى".
وينأى "طبيب الغلابة" بنفسه عن تصدر البرامج الحوارية مؤخراً، معتبراً نفسه لا يفعل إلا واجبه كطبيب، دون أن ينتقد من يحصل على قيمة كشف أكبر.
ويبتسم "مشالي" عندما يمتدحه أحدهم قائلاً: "لا أفعل شيئاً غير عادي، قيمة الكشف كانت ٣ جنيهات ثم اضطررت لرفعها إلى 5 جنيهات، وبعد عدة سنوات وصلنا لـ١٠ جنيهات بسبب ارتفاع الأسعار".
ويستطيع "طبيب الغلابة" أن يؤسس عيادة أكبر، بالاعتماد على ميراث لديه، أو مساعدة أولاده الـ3 الذين يتقلدون مناصب مرموقة، لكنه يرى أن مكان عيادته وقيمة الكشف تسمح له بمساعدة أكبر عدد من الفقراء، وهو ما جعله يحظى بشعبيه في مدينة طنطا حيث يسكن.
وهذه الشعبية كانت مضاعفة داخل منزل الأب "مشالي"، الذي توقع أولاده ردة فعله أثناء إذاعة البرنامج، حتى إنهم تخيلوا كلماته قبل أن ينطقها.
وقال وليد مشالي أحد أبناء "طبيب الغلابة" لـ"العين الإخبارية": "كنا نعرف كيف سيتصرف والدنا في موقف مثل هذا، وتوقعنا ماذا سيقول بالضبط، لأننا اعتدنا طوال هذه السنوات على أن ما يفعله شيء طبيعي، وهي قناعة تربينا عليها ولن تتغير".
وأضاف: "ظروف والدي المادية وظروفنا تسمح له بأن يؤسس عيادة أكبر في مكان آخر، لكنه مؤمن بأن وجوده في هذا المكان أفضل للمحتاجين، حيث يساعدهم بعلمه، ويستخدم عينات شركات الأدوية في توزيعها عليهم عند كتابة الروشتة العلاجية لهم".
وقال إن والده كان سعيدا بالسماعات الطبية، والتي تعد دليلا على تقديره للعمل الخيري الذي يقوم به "غيث" في برنامج "قلبي اطمأن".