"فيروس ميتر" شقيقان يطلقان أول تطبيق مصري عن كورونا
شقيقان أطلقا معا أول تطبيق مصري يسمى "فيروس ميتر" عن فيروس كورونا، يفند الشائعات وينشر أخبار مرضى كوفيد-19، وسبل الوقاية منه.
لم يتخيل المهندس المصري محمود عسكر، وشقيقته أسماء، أن أحاديثهما اليومية بعد عودتها من المستشفى التي تعمل بها كطبيبة طوارئ، ستدفعهما لتدشين أول تطبيق مصري عن فيروس كورونا المستجد (كوفيد-١٩).
البداية كانت مع محمود، وهو الشقيق الأكبر لأسماء، عندما شعر بالضغط النفسي الذي تعاني منه شقيقته بعدما أصبحت تتعامل مع كورونا عن قرب، فباتت الأحاديث اليومية بينهما لا تخلو من الحديث عن مستجدات الفيروس الجديد.
ومع زعم وسائل إعلام دولية مشبوهة وكتائب الإخوان الإلكترونية الترويج وجود أعداد هائلة من المصابين في مصر، فرضت الشائعات نفسها على أحاديث محمود وأسماء، حتى لمعت فكرة تدشين تطبيق عن كورونا "فيروس ميتر" بذهن المهندس الشاب.
يقول محمود عسكر لـ"العين الإخبارية": كان هدفي أن يكون لدينا تطبيق متكامل، يجمع كل ما يخص فيروس كورونا سواء إحصائيات رسمية عن أعداد المصابين والوفيات في كل دولة، أو تفنيد للشائعات والأخبار المغلوطة عن الفيروس.
وخلال ٨ أيام فقط، نجح محمود في الانتهاء من برمجة تطبيق "فيروس ميتر" الذي حمل تدشينه دافعا آخر لديه، وهو رغبته في إسعاد شقيقته بشيء مختلف وسط الأجواء اليومية المحيطة بعملها.
يوضح محمود: فضلت ألا أخبر شقيقتي بالفكرة قبل تحويلها لواقع، فأنهيت نحو ٥٠٪ من عمل التطبيق، وهو الجزء الأصعب المتعلق بالبرمجة، لتأتي هي وتكمل الشق الأهم وهو الإشراف الطبي من تدقيق للمعلومات وتنقية الأخبار وتفنيد الشائعات.
دقيقة واحدة تفصل بين إعلان الإحصائيات الرسمية عن كورونا والتي تعلنها منظمة الصحة العالمية ووزارات الصحة بمختلف الدول، وبين نشرها على "فيروس ميتر"، فضلا عن إمكانية اختيار المستخدم لدولته بحيث يرى التحديث المستمر لها في ظل تفشي كورونا.
لا للشائعات
وعن أهمية التطبيق الذي يشاهده 1400 شخص يوميا، تقول الطيبة أسماء، شقيقة محمود لـ"العين الإخبارية": زادت الإشاعات عن كورونا وزاد معها إحباط الناس، فكرت لماذا لا ننشأ لهم تطبيق يتحرى الدقة في كل معلومة، ويكون عونا لهم في مواجهة هذا الكم من اللغط.
وتابعت: شعرنا أنه واجبنا جميعا التكاتف لطمأنة الناس بمعلومات صحيحة تبعد عن التهويل، خاصة أنني عايشت مخاوف الناس بالمستشفى يوميا مع انتشار الشائعات.. أي شخص يعاني من دور إنفلونزا يشك أنه أصيب بكورونا.. كنت أرى الخوف في أعين الجميع.
ترجع الطبيبة التي تحول عملها من طبيبة أسنان إلى عمل الطوارئ مع انتشار كورونا، السبب في حالة الهلع التي أصابت الناس إلى حجم الشائعات التي زادت في الفترة الأولى من دخول الفيروس مصر.
وعن المعوقات التي واجهتها، تروي أسماء: في البداية واجهتنا صعوبة في أن نثبت للناس أن ما يتم ترويجه هو شائعة، خاصة بعدما يبدأوا في تصديقها وتداولها.. لكن حاليا أصبح الوضع أفضل مع زيادة وعي الناس.
وتضيف أسماء: الناس أصبحت تقارن وضع مصر المستقر بإحصائيات دول أخرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا، فبدأت حالة الاطمئنان تسود ولم يعد سهلا عليهم تصديق أي خبر دون معرفة مصدره.
ولا ينسى محمود وأسماء أغرب شائعات واجهتهم خلال العمل على التطبيق، وهي أن شرب المياه الساخنة يطرد فيروس كورونا من الفم، وأن أكلة الشلولو تفي من فيروس كورونا، وأن الغرغرة بالماء والملح تقتل الفيروس الجديد.
التوعية هدف أولي
ويتشبث الشقيقان بأن يظل "فيروس ميتر" مجاني رغم أن تكلفته تجاوزت ٦٠ ألف جنيه مصري، وهو ما تقول عنه أسماء: منذ البداية لم يكن غرضنا الربح من وراء التطبيق، ولا أعتقد أننا سنفعل.
يتابع محمود حديث شقيقته: الأهم بالنسبة لنا استفادة الناس بأكبر قدر من المعلومات.. الفيروس مثله مثل أي عدو يجب أن تعرف عنه ما يمكنك من محاربته.
هذه المعرفة، بحسب محمود وأسماء، ما دفعتهم لتقديم خدمة جديدة داخل التطبيق وهي نشر مقاطع تعريفية بالفيروس وأخرى توعوية عن أهم طرق الوقاية والتعامل اليومي في ظل تفشي كورونا.
ومع إصرارهما على إبقاء "فيروس ميتر" متاحا للجميع، فكر محمود وأسماء في إتاحة الإعلانات عبر التطبيق دون الإخلال بمجانية "فيروس ميتر"، على أن يذهب عائد الإعلانات لمساعدة المتضررين من فيروس كورونا، وتوفير المستلزمات الطبية اللازمة للأطقم الطبية.
خلية نحل
يصف الشاب المصري عمل فريقه بأنه أشبه بخلية نحل، حيث نجح وشقيقته ومعهم ٥ أشخاص آخرون في الانتهاء من التطبيق في ٨ أيام فقط، رغم أن تدشين أي تطبيق يستغرق أسبوعين، بحسب حديثه.
ويفسر محمود: كنا نسابق الزمن كي نخرج بـ"فيروس ميتر" للنور.. أردنا أن نحجم الشائعات في أولها وألا نكون قد تأخرنا في تصحيحها.
وعمل محمود وأسماء معا على تطبيق "فيروس ميتر" حتى وصلا لشكله الحالي، والذي نجح في جذب أكثر من 3 آلاف شخص قاموا بتحميل التطبيق الجديد، فيما يحرص 7 آلاف شخص على دخول موقع التطبيق يوميا بإجمالي ١٢٥ ألف مشاهدة منذ انطلاقه.
ويأمل الشقيقان أن ينجحا في إيصال التطبيق لأكبر شريحة ممكنة من المصريين، وتحجيم أي شائعة بمجرد ظهورها، ما جعلهما يفكران في تخصيص رقم لاستقبال الشائعات عليه، حتى يمكن لفيروس ميتر تصحيحها على الفور.