وثائق أمريكية تنشرها "العين الإخبارية"..مواقف تاريخية للملك فهد دفاعا عن فلسطين
رؤية الملك فهد في الرئيس الراحل ياسر عرفات، وعملية السلام، وإقامة الدولة الفلسطينة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، تكشف عنها وثائق أمريكية
تواصل "العين الإخبارية" نشر وثائق سرية كتبها دبلوماسيون أمريكيون تكشف دفاع المملكة العربية السعودية تاريخيا عن القضية الفلسطينية.
وفي هذه الحلقة تستعرض "العين الإخبارية" للمرة الأولى وثائق بما فيها تلك التي كتبها وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر توضح دفاع الملك الراحل فهد بن عبد العزيز آل سعود عن القضية الفلسطينية والحق الفلسطيني بإقامة دولة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
ويتضح من الوثائق المنشورة في موقع "ويكليكس" أنه منذ كان وليا للعهد فإن الملك فهد دافع بقوة عن الحقوق الفلسطينية.
ففي برقية مؤرخة بيوم 23 ديسمبر/كانون أول 1976 قال الملك فهد، ولي العهد آنذاك، ردا على سؤال لوفد من الكونجرس الأمريكي إن كانت المملكة العربية السعودية توافق على تسوية تقبل بها دول المواجهة إن "المملكة ستوافق في حال شارك الفلسطينيون فيها ووافقوا عليها".
وردا على سؤال إن كان من الممكن أن يشارك عرب في المفاوضات بديلا عن الفلسطينيين، أجاب ولي العهد، بأنه من وجهة نظر جميع الدول العربية فإن منظمة التحرير الفلسطينية تمثل الفلسطينيين وإنه يعود لشعبها أن يقرروا تشكيلة وفدهم.
أما سؤال إن كانت المملكة العربية السعودية توافق على دولة عربية مستقلة في الضفة الغربية مع سيادة إسرائيلية على القدس في حال وافقت سوريا ومصر على هكذا اتفاق، فردّ عليه ولي العهد بالرفض مؤكدا أيضا "أن مصر وسوريا لن توافق على هكذا اتفاق".
وفي لقاء آخر مع أعضاء في الكونجرس، يوم 18 فبراير/شباط 1976، أكد ولي العهد السعودي، حينها، على أن مسألة المقاطعة تُحَل بشرط إنهاء الصراع العربي-الإسرائيلي.
وفي ذات اللقاء رفض العاهل السعودي الراحل، اقتراحا بعقد مؤتمر دولي للسلام في جنيف أو أي مكان آخر دون دعوة أو مشاركة الفلسطينيين، وقال" إن هذا الأمر لن ينجح".
وكانت السعودية تضغط من أجل تأكيد تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية في المؤسسات الدولية.
وفي هذا الصدد كان كيسنجر قد وجّه رسالة في 14 يناير/كانون ثان 1976 إلى وزير الخارجية السعودي آنذاك الأمير سعود، وولي العهد فهد، بعد أن كانت السعودية تضغط لعقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي بمشاركة منظمة التحرير الفلسطينية حول النزاع العربي-الإسرائيلي.
وكتب كيسنجر في رسالته إلى السفير الأمريكي في جدة، التي اطلعت عليها "العين الإخبارية": "بشأن تصويتنا ضد مشاركة منظمة التحرير الفلسطينية في النقاش الحالي، يجب عليك أن تشير إلى أن موقفنا يستند إلى اعتبارات ميثاق الأمم المتحدة وبخاصة شعورنا القوي أنه لا ينبغي للمجلس أن يسجل سابقة غير مرغوبة في انتهاك قواعده الخاصة ،من خلال جلب كيان غير حكومي، سواء كانت منظمة التحرير الفلسطينية أو أي شيء آخر ، في المكان المحفوظ دوما في الماضي للحكومات الأعضاء في الأمم المتحدة. نحن صوتنا على عقد الاجتماع لمجلس الأمن، ولكننا نعتقد أن الإجراء المناسب كان يجب أن يكون إسماع منظمة التحرير الفلسطينية وفقا للقاعدة 39 (الممثلون غير الحكوميين) الموجودة لهذا الغرض تحديدا".
وتكشف وثيقة عن اجتماع عقده الملك خالد وولي العهد الأمير فهد مع عضو في الكونجرس الأمريكي في 13 أغسطس/آب 1975، حيث أكد الملك خالد على أن " السلام يتحقق بالانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة والقدس واعتراف إسرائيل بحقوق الفلسطينيين".
ولفت الملك خالد في الاجتماع إلى استخدام سلاح النفط من أجل الضغط على الولايات المتحدة لمواصلة جهودها في الشرق الأوسط.
وفي اجتماع لاحق مع نفس عضو الكونجرس قال ولي العهد الأمير فهد إن "المملكة العربية السعودية تأمل إحلال السلام الذي تعترف فيه إسرائيل بالفلسطينيين".
وفي برقية كتبها السفير الأمريكي يوم 27 مايو/آيار 1975 ، يشير إلى أنه سأل ولي العهد الأمير فهد عن الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات فردّ "هو الرجل الأفضل والأكثر منطقية لتمثيل الفلسطينيين".
وأضاف "إذا ما اعترفت الولايات المتحدة بياسر عرفات فإن هذا سيعزز من وضعه ويضعه تحت التزام مهم جدا للتصرف بمسؤولية ".
وأشارت البرقية إلى أن ولي العهد الأمير فهد حثّ الولايات المتحدة الأمريكية على الاعتراف بالزعيم الفلسطيني ياسر عرفات.
وتكشف برقية سرية كيف احتج رشاد فرعون، المستشار الملكي لدى الملك فيصل، على تصويت الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن ضد الفلسطينيين.
وتقول البرقية، التي اطلعت عليها "العين الإخبارية"، إن فرعون احتج بشدة على التصويت الأمريكي قائلا: "العالم سيتعامل مع الفلسطينيين، سواء أحببتم ذلك أم لا، وفقط الولايات المتحدة الأمريكية وقوى عظمى ترفض الاعتراف بذلك ".