قتل وتهجير.. إسرائيل تحجب وثائق تاريخية بشأن النكبة
قسم الأرشيف السري في جيش الاحتلال الإسرائيلي يحجب وثائق تاريخية متعلقة بنكبة عام 1948.
كشفت تقرير، الجمعة، عن محاولة إسرائيل منذ سنوات حجب وثائق تاريخية تكشف تفاصيل مرعبة عن المجازر التي ارتكبتها العصابات الإسرائيلية المسلحة ضد الفلسطينيين خلال نكبة 1948.
- 71 عاما على النكبة.. 13 قانونا إسرائيليا لاغتيال الحق
- 71 عاما على النكبة.. الفلسطينيون تضاعفوا أكثر من 9 مرات
وقالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، إن هناك وحدة سرية بالجيش الإسرائيلي تعمل منذ سنوات على حجب ومسح وثائق تخفي جرائم العصابات اليهودية وأدلة على ارتكاب جنرالات جيش الاحتلال عمليات قتل ممنهجة ضد الفلسطينيين إبان النكبة وما بعدها.
وأضافت أن "قسم الأرشيف السري في جيش الاحتلال، يحجب وثائق تاريخية، متعلقة بالنكبة عام 1948".
ورغم مزاعم إسرائيل، وعلى مدى عقود، بأن الفلسطينيين غادروا قراهم استجابة لنداءات عربية، فقد سلط التقرير الموسع الذي نشرته هاآرتس الضوء وبشهادات إسرائيلية، على أعمال قتل واغتصاب وسلب للأرض نفذتها العصابات اليهودية المسلحة لترهيب الفلسطينيين وإجبارهم على الرحيل.
وأشارت الصحيفة إلى أن موظفي "مالماب"، القسم الأكثر سرية في وزارة الأمن الإسرائيلية، عملوا على إخفاء مئات الوثائق، كجزء من حملة ممنهجة لإخفاء أدلة النكبة، من جرائم العصابات الصهيونية والمجازر الجماعية.
في هذا السياق، قالت المؤرخة تمار نوفيك، إنها لاحظت خلال أبحاثها لتأريخ حقبة النكبة، أن "هناك أجزاء من المستندات ضائعة وأوراقا منزوعة لإخفاء هوية مرتكبي الجرائم".
وأضافت نوفيك: "استغرق الأمر مني وقتا للتفكير في إمكانية اختفاء المستند ببساطة"، وعندما أصرت نوفيك وسألت عن مكان الوثيقة، قيل لها إن وزارة الأمن وضعتها في صندوق آمن".
وذكرت الباحثة أنه: "في قرية صفصاف الفلسطينية التي تم تدميرها أمسكو بـ52 رجلا، وقيدوا بعضهم بعضا، وحفروا حفرة وأطلقوا النار عليهم، 10 منهم كانوا لا يزالون ينازعون الموت، وجاءت النساء وتوسلن للرحمة، ووجدن 6 جثث لرجال كبار في السن، كانت هناك 61 جثة، وثلاث حالات اغتصاب، إحداهن فتاة عمرها 14 عاما، تم إطلاق النار على 4 رجال وقتلهم، وقطعوا أصابع أحدهم بسكين".
ويقول مكتب الاحصاء الفلسطيني: "تم تشريد ما يزيد على 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948".
ويضيف: "سيطر الاحتلال الإسرائيلي خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة فلسطينية، ودمر 531 منها بالكامل وما تبقى تم إخضاعه إلى دولة الاحتلال وقوانينها، وقد رافق عملية التطهير هذه اقتراف العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين أدت إلى استشهاد ما يزيد على 15 ألف فلسطيني، والسيطرة على أكثر من 85% من مساحة فلسطين التاريخية".
ولم تعترف إسرائيل أبدا بهذه المجازر أو عمليات التهجير القسري للفلسطينيين، لكن تقرير" هآراتس" يكشف عن فظاعة ما جرى في تلك الفترة.
وفي هذا الصدد، اعترف يحئييل حوريف، الذي شغل منصب رئيس هذه الوحدة السرية في وزارة الدفاع الإسرائيلية لمدة عقدين حتى عام 2007، بأن "العملية لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا".
واعتبر في حديثه للصحيفة، أن "الجهود المبذولة لإخفاء أحداث 1948 منطقية لأن الكشف عنها سيولد احتجاجات في الأوساط العربية".
وعند سؤاله عن الهدف من إخفاء الوثائق التي سبق نشرها، قال: "الهدف هو تقويض مصداقية الدراسات حول تاريخ مشكلة اللاجئين".
ويبرز من بين الأوراق التي سعت إسرائيل إلى إخفائها وثيقة كتبها "شاي"، أحد أفراد مليشيا "الهاغاناه"، وثَّق فيها إفراغ القرى العربية من سكانها وتهجير عرب فلسطين.
كما استند المؤرخ بيني موريس في دراسة نشرها في 1986 إلى هذه الوثيقة قبل أن تسارع الحكومة الاسرائيلية إلى إخفائها بشكل كامل.
ولكن باحثين إسرائيليين وجدوا لاحقا نسخة منها وصادق الرقيب العسكري الإسرائيلي على نشرها رغم أن الوحدة السرية في وزارة الدفاع الإسرائيلية كانت أخفتها وحظرت نشرها.
يقول كاتب الوثيقة، الذي لم يعرف اسمه الكامل، إن 70% من العرب غادروا فلسطين تحت تأثير الهجمات التي نظمتها العصابات الصهيونية وهو ما يدحض الرواية الرسمية الإسرائيلية التي تقول إن جهات سياسية عربية دعتهم للمغادرة.
وقعت النكبة في شهر مايو/أيار 1948.
وفي وثيقته يكتب "شاي": تميز شهر أبريل/نيسان "بزيادة الهجرة"، في حين أنه في "شهر مايو/أيار قد تم إخلاء الأماكن القصوى" في إشارة إلى إخلاء أكبر عدد ممكن من السكان الفلسطينيين.
وبعد أن برر في وثيقته الواقعة في 25 صفحة، إخلاء القرى العربية من سكانها، فإنه حدد بالترتيب وحسب الأهمية الأسباب التي دفعت العرب للرحيل.
وشرح تلك الأسباب ويقول إن هناك عدة أسباب لهجرة العرب قراهم، الأول: أعمال عدائية يهودية مباشرة ضد الناطقين العرب في قراهم، السبب الثاني: تأثير هذه الأعمال على القرى المجاورة.
أما السبب الثالث فهو تصرفات عصابتي الإرغون وليحي، والرابع هو أوامر المؤسسات و"العصابات" العربية، أما السبب الخامس فهو نشاطات سرية يهودية لترهيب السكان العرب ودفعهم للرحيل والسادس هو أوامر بإلاجلاء".
وأضاف: "بدون شك فإن العمليات العدائية كانت السبب الأساسي لحركة السكان، كما أن النداءات باللغة العربية عبر مكبرات الصوت أثبتت نجاعتها في مناسبات عدة واستغلت بالشكل اللائق".
ولا تكتفي الوحدة السرية في وزارة الدفاع الإسرائيلية بإخفاء الوثائق وإنما أخفت شهادات شفهية لضباط إسرائيليين تواجدوا خلال نكبة 1948.
aXA6IDMuMTQ1LjEwOS4yNDQg جزيرة ام اند امز