طائر الدودو.. انقراض ذاتي نتيجة سلوك الغذاء
هناك بلا شك مجموعة كبيرة من الأنواع الرائعة للطيور والحيوانات على الأرض، لكنها تنقرض تباعا بسبب السلوك البشري، لكن ليست كل عمليات الانقراض سببها البشر، ومن أمثلة ذلك انقراض طائر الدودو.
ذكرت موسوعة المعارف البريطانية أن طيور الدودو عاشت في موريشيوس، وتم اكتشافها في أوائل القرن السادس عشر، وكانت طيعة، وغير قادرة على الطيران، وتعيش على مستوى الأرض، وكانت بمثابة صيد سهل للبحارة الجياع، حتى انقرضت عام 1681.
هنا سيكون من السهل افتراض أن الأنشطة البشرية هي المسؤولة عن انقراض الدودو، لكن أحدث الدراسات العلمية أثبتت أن الأنشطة البشرية لم تتورط في انقراض الدودو، ولكنها تسببت في انقراض نفسها.
الطيور الغاطسة
تعتبر الأنواع الأخرى من الطيور أسرع بكثير وأكثر مراوغة من طائر الدودو، فالصقر الشاهين، وفقا لموسوعة غينيس للأرقام القياسية، قادر على الغوص بأسرع وقت من أي طائر على هذا الكوكب.
يُعتقد أن الشاهين يستطيع الوصول إلى سرعات تصل إلى 200 ميل في الساعة (320 كيلومترا في الساعة)، بل يستطيع أحيانا الوصول إلى 242 ميلا في الساعة (389 كيلومترا في الساعة) ورغم أن وتيرة صقر الشاهين لا مثيل لها فإن الهجمات السريعة لمثل هذه تعتبر حيوية للعديد من أنواع الطيور الأخرى.
الطيور المائية على وجه الخصوص قادرة على الغوص بشكل مثير للإعجاب للمناورة على فريستها البحرية، وهي بالطبع مجهزة بيولوجيا ومكيفة للقيام بذلك.
في أكتوبر 2016، نشرت وقائع الأكاديمية الأمريكية للعلوم مقالا بعنوان "كيف تغوص الطيور البحرية دون إصابات"، وأظهرت فيه أنه بعد دراسة لتكرار سرعة وأسلوب حركة بعض الطيور، خلص الباحثون إلى أن نجاحها "يُعزى في المقام الأول إلى طول العنق وسرعات الغوص التي تمنع الرقبة من الانحناء تحت أحمال الضغط، حيث تعمل عضلات الرقبة على تحريك الطائر الغاطس بعيدا عن الانتقال الملتوي".
إذن، فإن عملية الغوص نفسها ليست ضارة بشكل عام للطيور، المشكلة، على ما يبدو، هي أن سلوك بعض الطيور يقودها إلى اصطياد طعامها بطريقة مختلفة، مما يجعلها أكثر عرضة للانقراض على المدى الطويل.
لا يمكنك تعليم الطيور
عالج جوشوا تايلر وجين إل يونغر هذه المشكلة في دراسة "الغوص في طريق مسدود: التطور غير المتماثل للغوص يؤدي إلى تحولات التنوع والتفاوت في الطيور المائية"، والتي نُشرت في Proceedings of the Royal Society B في ديسمبر/كانون الثاني 2022.
وأشار البحث إلى أن الغطس، رغم كونه أحد أصول الصيد الهائلة للطيور، قد يؤدي أيضًا إلى انقراضهم النهائي، بحسب رؤية العلماء.
وقسم الباحثون سلوكيات الغوص بين 727 نوعا من الطيور المائية إلى 4 فئات: "عدم الغوص، والغطس، والغطس بالقدم، ومتابعة الغوص بالجناح".
في النموذج الثاني، تم تبسيط الفئات إلى طيور مائية تغوص وأخرى لا تغوص. ووفقًا للدراسة فإن كلا النموذجين حولا سلكوهما إلى سلوك دائم، مما يعني أن الطيور التي تقوم بالغوص اعتمدت اعتمادا كليا على الغذاء البحري وتركت الغذاء أعلى السطح.
تلك الأنواع التي تتغذى على فريسة معينة، مثل طائر الدودو، هي الأكثر عرضة للخطر عندما يصبح الوصول إلى مصدر الغذاء نادرا.
أوضح تايلر، وفقا لموقع ScienceNews، أن "نطاق البيئات المتاحة للبحث عن الطعام أكبر بكثير بالنسبة للطيور غير الغاطسة مقارنة بالطيور التي تغوص، وقد يلعب ذلك دورا في قدرتها على التكيف والازدهار".
البيئة البحرية، مثلها مثل أي بيئة أخرى، معرضة بشكل كبير لتأثيرات المناخ، لأن هذا التوازن المتقلب يتعرض لمزيد من الاضطراب، لذا فمن الأهمية مراعاة التأثير المتزايد الذي سيحدث على تلك الحيوانات التي تتميز بأساليب متخصصة للصيد، ومدى قدرتها على البقاء على قيد الحياة.
aXA6IDMuMTQ1LjM3LjIxOSA= جزيرة ام اند امز