علق اقتصاديون على مشاركة مصر في المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس، بأن المشاركة مهمة لاستعراض التطورات الاقتصادية.
وتحت شعار "التعاون في عالم منقسم" انطلقت فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس، وسط مخاوف من أزمة ركود عالمي، فيما تشارك مصر بوفد رفيع المستوي بين وفود من 52 رئيس دولة وحكومة.
وتضم الوفود 56 وزيرا للمالية، و19 محافظا للبنوك المركزية و30 وزيرا للتجارة و35 وزيرا للخارجية، فيما تشارك مصر بوفد رفيع المستوى على رأسه الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية المصرية.
وقال الدكتور شريف الديواني رئيس قسم الشرق الأوسط بمنتدي دافوس سابقًا إن مشاركة مصر في المنتدى فرصة لمصر في إعادة ترتيب التجارة العالمية في ظل الأزمات المتلاحقة لأوروبا والاقتصاد العالمي بشكل كامل.
وأضاف لـ"العين الإخبارية"، أن العالم يركز حاليا على الصمود الاقتصادي والتعامل مع الأزمات الملاحقة، ما يمنح الاقتصاد المصري فرصة جيدة في 2023 من خلال المشاركة في المنتدى في تحديد مكاناتها في التجارة العالمية، لا سيما مع توقعات الركود في أوروبا الفترة المقبلة بشكل أكبر من الولايات المتحدة الأمريكية.
وتابع أن تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية، وجائحة كورونا أحد أهم المحاور الرئيسية في منتدي دافوس العالمي، في ظل مخاوف الركود العالمي المقبل.
وقال إن مصر لديها فرصة جيدة من خلال المشاركة لدعم اقتصادها خاصة في ظل قربها جغرافيا من أوروبا التي تمثل الشريك الأساسي لمصر اقتصاديا.
وتستحوذ 5 دول غرب أوروبا على ما يزيد على 26% من إجمالي الصادرات المصرية خلال العام الماضي، وفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء بقيمة وصلت إلى 9 مليارات دولار، هي إيطاليا ومالطا وإسبانيا والمملكة المتحدة وفرنسا.
ووفقا للبيانات شملت الصادرات المصرية البترول ومنتجاته، تلاها الحديد ومصنوعاته والألمنيوم ومصنوعاته واللدائن ومصنوعاتها.
وأضاف أن هناك فرصا كبيرة أمام الوفد المصري من خلال لقاءاته في توسيع التعاون في مجال الطاقة والتي تربط مصر بأوروبا بشكل أكبر، في ظل أزمة الطاقة في أوروبا.
وقال الدكتور مصطفى بدرة الخبير الاقتصادي إن مشاركة وفد مصري في منتدي دافوس له تأثيرات إيجابية حيث تساهم في معرفة التغيرات الاقتصادية العالمية عن قرب، خلافا لأنها فرصة لعقد لقاءات ثنائية بين الوفد المصري وقادة العالم ورجال الأعمال المشاركة لبحث سبل التعاون في المجالات المختلفة.
وأضاف أن الوفد سيعرض رؤية مصر لاقتصادها وكذلك الاطلاع على اقتصاديات الدول الأوروبية، ومن ثم فتح مجالات تعاون في مجالات مختلفة، من شأنها مساعدة الاقتصاد المصري على النمو وجذب استثمارات أجنبية جديدة.
وتابع أنه من خلال الاطلاع على جدول مشاركة الوفد المصري يظهر اهتمامه بجذب استثمارات في مجالات الطاقة النظيفة في ظل المتغيرات المناخية، ما يتماشى مع قمة المناخ التي انعقدت في مصر نوفمبر الماضي.
وقال إن منتدى دافوس العالمي يعد من أهم التجمعات الاقتصادية التي تضم أثرياء العالم ورجال الأعمال بجانب الحكومات، ما يعد فرصة لجذب استثمارات أجنبية في وقت تبحث فيه أوروبا عن مخرج من أزمة الركود العالمي، لا سيما أن مصر تبحث عن أدوات جذب للاستثمارات، للخروج من أزمة ما بعد كورونا، وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.
وتشارك الدكتور هالة السعيد وزيرة التخطيط المصرية في منتدي دافوس في جلسة حول تمكين الاستثمار في التحول إلى صافي صفر، خلافا لمائدة مستديرة تحت عنوان التخطيط للدورة الـ28 لمؤتمر الأطراف cop28.
وأيضا تتضمن الأجندة مشاركة مصر بجوار أصحاب المصلحة في جلسات بعنوان "بين السيولة والهشاشة: الإصلاح في منطقة الشرق الأوسط"، و"تغير المناخ في الشرق الأوسط"، و"جلسة استراتيجية حول مستقبل النمو".
وتعقد هالة السعيد وزيرة التخطيط المصرية عددا من اللقاءات مع وزراء الدول المشاركة، بينها لقاء مع الرئيس التنفيذي لشركة استرازينيكا، فضلًا عن لقاء رؤساء شركات Google لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، ومجموعة أداني، وبلاك روك.
ومن بين اللقاءات التي ستجريها الوزيرة لقاء مع دينا باول المدير الإداري والشريك في بنك "غولدمان ساكس"، فضلًا عن لقائها بالرئيس التنفيذي لشركة "إنفيجن جروب".