المعارضة السورية.. حقل تجارب لـ200 سلاح روسي جديد
موسكو تتفاخر بقوتها العسكرية، وتؤكد أن نسبة مبيعاتها من الأسلحة ارتفعت العام الماضي إلى 15 مليار دولار.
"العملية في سوريا أظهرت ارتفاع قدرات القوات المسلحة الروسية".. بهذه الكلمات تفاخر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بقدرات بلاده العسكرية، واستغلال الأراضي السورية حقلا لتجارب الأسلحة.
وخلال رسالته السنوية أمام الجمعية الفيدرالية (البرلمان الروسي)، اليوم الخميس، قال بوتين: "تم تنفيذ عمل هائل لتعزيز الجيش والأسطول خلال السنوات الأخيرة".
وتدخلت روسيا في الحرب السورية عسكريا منذ سبتمبر/أيلول 2015، بعد طلب من الرئيس السوري بشار الأسد، ووافق البرلمان الروسي على تفويض بوتين باستخدام القوات المسلحة خارج البلاد.
أسلحة روسية جديدة
منذ بدء التدخل الروسي في سوريا، أرسلت موسكو مجموعة متنوعة من ترسانتها العسكرية الجوية والبحرية، منها ما لم يستخدم من قبل.
أبرز تلك الأسلحة الروسية الجديدة؛ طائرات: سوخوي 30، سوخوي 34، سوخوي 24، سوخوي 25، ميج 31، مي 24، أي إن 124، وصواريخ: أي إس 22، إكس 29، كاليبر إن كا، ومنظومات جوية أشهرها: منظومة إس 300، إس 400.
ومع دخول الوجود الروسي في سوريا عامه الثالث، لم تتوان موسكو عن إرسال أسلحة تحتاجها أو تختبرها أو تروج لها من خلال الحرب السورية.
وشهدت السواحل السورية وجود: الفرقاطة "جريجورفيتش"، وطراد "بطرس الأول"، وهو أكبر سفينة نووية روسية، إلى جانب حاملة الطائرات "الأميرال كوزنتيسوف"، وغواصتي "كولبينو" و"فيليكي نوفغوود" المزودتين بصواريخ "إس 300" و"إس 400".
وفي 22 فبراير/شباط الماضي، قال رئيس لجنة الدوما لشؤون الدفاع فلاديمير شامانوف، إن بلاده "أظهرت للعالم بأسره فاعلية المجمع الصناعي العسكري، من خلال اختبار أكثر من 200 سلاح جديد في سوريا"، وأكد أن الوجود العسكري الروسي في سوريا، أسهم في زيادة مبيعات السلاح، والتي بلغت 15 مليار دولار في عام 2017.
المعارضة السورية.. حقل تجارب
ومنذ بداية التدخل الروسي، وجهت موسكو أسلحتها ضد المعارضة السورية، وهو ما أنكره الكرملين قائلا: "إن القوات الروسية تستهدف الإرهابيين"، بحسب قوله.
وبدأ سجال بين الروس والمجتمع الدولي حول التنظيمات التي يمكن اعتبارها معتدلة وأخرى إرهابية، بعيدا عن "القاعدة" (جبهة النصرة)، وداعش، في الوقت الذي لم يسلم فيه المدنيون من القصف الروسي.
الوجود الروسي كان من أبرز نتائجه، ترجيح كفة الأسد علي الأرض، فبعد أن كان يسيطر فقط على 22% من مساحة بلاده، امتدت سيطرته إلى 85% من سوريا، وفقا لما قاله قائد مقر القوات الروسية في البلد العربي ألكسندرلابين في سبتمبر/أيلول الماضي.
وخاضت قوات الأسد، بدعم روسي، معارك تمكنت خلالها من السيطرة على مدن سورية مهمة مثل: حلب ودير الزور وتدمر.
ودخل الروس في مفاوضات مع فصائل سورية مسلحة، للخروج من المناطق التي يسيطرون عليها إلى مناطق أخرى، بعد التفوق عليهم ميدانيا، وهو ما حدث في حلب وحمص.
وتشن القوات الحكومية السورية والروسية حملة في الغوطة الشرقية منذ نحو 3 أسابيع، ويطالبان الفصائل العسكرية الموجودة فيها بالخروج، رغم الاتفاق على هدنة بين بعض تلك الفصائل (جيش الإسلام) والروس بوساطة مصرية أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وحتى أكتوبر/تشرين الثاني الماضي، أي بعد انتهاء عامين من التدخل الروسي، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه خلال تلك الفترة، سقط 13854 قتيلا؛ بينهم: 1399طفلا، 825 امرأة، إلى جانب 4258 من داعش، و3893 من الفصائل المقاتلة.
نهاية داعش وانحصار النصرة في إدلب
تساؤلات يطرحها البعض حول قصف النظام السوري وحليفه روسيا حاليا في الغوطة الشرقية بعد هزيمة تنظيم داعش وانحصار جبهة النصرة في إدلب بعلم النظام والروس.
يصر الأسد والروس على إخراج المعارضة من الغوطة الشرقية. التي تعد آخر معاقل المعارضة في دمشق، ويتركز بها جيش الإسلام، وسبق أن دخل مع الروس في مفاوضات لإقرار هدنة في الغوطة بوساطة مصرية.
وإلى جانب جيش الإسلام، يوجد فيلق الرحمن، وهو أحد الفصائل المنضوية تحت الجيش السوري الحر، ومجموعة صغيرة من مقاتلي النصرة.
وأدى قصف الغوطة إلى سقوط أكثر من 500 قتيل من المدنيين، ورغم إقرار هدنة من قبل مجلس الأمن الدولي، السبت، لمدة 30 يوما، يستمر القصف.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الانتصار على داعش في سوريا، معطيا أوامره بسحب جزء من القوات العسكرية.
محللون قالوا إن موسكو لم تسحب إلا جزءا صغيرا من أسلحتها من سوريا، ليست بحاجة إليه، وأنها أبقت على أغلبها، خاصة أنها تحتفظ بقاعدتين لها في سوريا، هما القاعدة البحرية: طرطوس، والجوية: حميميم.
aXA6IDMuMTQyLjUzLjE1MSA= جزيرة ام اند امز