وصفة اللاعب المغربي هاشم مستور.. هل يُعالِج الدين الاكتئاب؟ (خاص)
لم يتوقع أكثر المتشائمين المصير الذي آل إليه اللاعب المغربي هاشم مستور، بعدما كان ملء السمع والبصر ومحط اهتمام الأندية الأوروبية.
اللاعب الملقب بـ"نيمار العرب"، انتقل إلى صفوف نادي "إيه سي ميلان" الإيطالي وعمره 16 عاماً، وارتدى قميص منتخب المغرب عام 2015، قبل تعرّضه لانتكاسة كروية ونفسية.
وكشف هاشم مستور البالغ من العمر 25 عامًا عن مروره بضائقة نفسية ودخوله دوامة الاكتئاب، مؤكدًا أن "الأمر لم يكن سهلًا عليه أبدًا"، وقاتل بشدة حتى استعاد عافيته العقلية.
وروى متوسط ميدان فريق اتحاد تواركة المغربي كواليس علاجه من الاكتئاب في حواره مع موقع "فوت ميركاتو"، معتبرًا أن "عالم الكرة ليس سهلًا، والكثيرون لا يرونك سوى آلة أموال".
وتطرق هاشم مستور إلى دور الدين في رحلة علاجه من الاكتئاب واجتياز الأوقات الصعبة التي عايشها في رحلة احترافه، مشيرًا إلى أن "الدين ساعده كثيرًا في التغلب على الاكتئاب وهزمه".
هل يعالج الدين الاكتئاب؟
لكن الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، يرى عكس ذلك، مؤكدًا أن "الاكتئاب ليس له أي علاقة بالدين، والدين لا يعالج الاكتئاب، وإلا لم يتعرض العظماء في الدين مثل بولس الرسول للاكتئاب".
وأضاف لـ"العين الإخبارية": "حُجة الإسلام أبو حامد الغزالي كانت له نظرة تشاؤمية من الحياة، ولم يرغب في الإنجاب، كما قيل إن الفيلسوف والمتصوف أبو حيان التوحيدي مات منتحرًا بسبب الاكتئاب والقائمة تطول".
وأردف: "القرآن والدين لا يعالجان الاكتئاب إطلاقًا، وإذا كان الدين يعالج الاكتئاب فأي دين نلجأ إليه بالتحديد: الإسلامي أم المسيحي أم اليهودي أم البوذي؟ فالأديان متعددة، ومن لا يؤمن بوجود الله فبأي دين يُعالج؟".
وواصل: "كل إنسان له موروثه الثقافي ومرجعيته، ويجب أن نحترم هذا، وقول الرسول (لو حسن أحدكم ظنه بحجر لنفعه) صحيح، وهذا لا يعني أن الحجر ينفع ويضر ولكنه المعتقد، ولدينا في علم النفس العلاج بالإيحاء، ويعني علاج كل شخص بطباعه، وهناك أشخاص مرتبطون بالدين ومتشبّعون به وجدانيًا، وقد يميلون إلى قراءة القرآن واتباع سلوكيات أخرى موازية مثل الاستيقاظ مبكرًا لصلاة الفجر فيتعرض للضوء فيبرأ من الاكتئاب، وحينها لا يرجع هذا الشفاء إلى العادات السلوكية المغايرة التي اتبعها بل يرجعها إلى الدين".
ومضى يقول: "لا بد من كل صاحب فكر مستنير أن يرى هذا الأمر، لا سيما أن هذه النظرة وهذا الاعتقاد يفتحان الباب أم البعض للتكسب بالدين، وانتشار الوسائل غير العلمية في العلاج، مثل الرقية الشرعية، وهي طقس عبادة وليس طقسًا علاجيًا، فلا نفتح الباب للتلاعب بعقول الناس، ويكفينا مثالًا أن الأزهر الشريف عندما أراد علاج الناس افتتح كلية الطب والعلاج النفسي مع أنه يخرّج أئمة، وإلا فكان أحرى بأكبر مؤسسة دينية في مصر والعالم الإسلامي أن تكتفي بأئمتها ومشايخها لعلاج الأمراض العضوية والنفسية".
علاج الاكتئاب
وتطرق استشاري الصحة النفسية إلى تعريف الاكتئاب، قائلًا: "هو مرض عقلي متعلق بالصحة العقلية للإنسان، يرتبط بعدة عوامل موروثة أو مكتسبة نتيجة تعرض الإنسان للضغوط والتراكمات دون تنفيس انفعالي، وينتج بسبب تراجع إفراز مادة السيروتونين في المخ".
وأشار إلى أن علاج الاكتئاب يتطلب قياس درجته أولًا، لمعرفة ما إذا كان اكتئاباً أم يأساً أم قنوطاً أم كرب ما بعد الأزمة أم حزناً أم كآبة، ثم نضع البرنامج العلاجي الذي يتراوح بين علاج دوائي مع تحديد كمية الجرعات لوزن كيمياء المخ، والعلاج السلوكي ويتضمن أسلوب حياة يسير عليه المريض، ويشمل التغذية وتنظيم عدد ساعات النوم وممارسة النشاط والتعرض للضوء وجماعات الدعم الاجتماعي.
aXA6IDMuMTM3LjE1OS4xMzQg جزيرة ام اند امز