حضرت سلطات قطر للرياض أم لم تحضر، أيا كان الحاضر، فهذا لن يغيّر من المشهد الماثل.
قبيل انعقاد القمة الخليجية بالرياض، تنشط الآلة الإعلامية القطر- إخوانية لتسويق الوهم القائل إن حضور الممثل القطري، أكان الأمير أم غيره، هو برهان على «تراجع» الرباعية العربية-وفي هذه الحالة الثلاثية الخليجية- عن مقاطعة سلطات قطر؛ عقابا لها على شرورها تجاه أمن هذه الدول.
حضرت سلطات قطر للرياض أم لم تحضر، أيا كان الحاضر، فهذا لن يغيّر من المشهد الماثل، وهو أن أسباب القطيعة الرباعية مع سلوك قطر ما زالت قائمة، بل زادت حججا وشواهد.
يتلقفون خبرا «بروتوكوليا» من هنا وهناك، ويشيّدون عليه أهراما من الأوهام والأمنيات والأراجيف التي احترفها صناع هذه البروباجندا الصاخبة، يسندهم في ذلك «شبكة» من المواقع والشاشات والصحف وحسابات «السوشيال ميديا» التي يشغلها من يسوّق خطاب سلطات قطر، إيمانا أو رغبة في مال الغاز المشتعل.
الحال أن عدالة الموقف الذي انتهجته الرياض وأبوظبي والمنامة، خليجيا، والقاهرة عربيا، عدالة واضحة وموقف مسوغ بواجبات الذب عن أمن هذه الدول وشعوبها، بل زادت هذه العدالة تجذُّرا ومصداقية، عقب الانغماس القطري، أكثر فأكثر، مع الأعداء وكارهي استقرار هذه الدول، وفي مقدمتهم إيران الخمينية، وتركيا الأردوغانية، حيث ذابت في كأسيهما الدولة القطرية مثل القرص الفوّار!
ماذا غيّرت الدوحة حتى تغيّر الرياض وأبوظبي والمنامة والقاهرة؟
هل كفّت سلطات قطر عن دعم جماعة «الإخوان» وشبكات «القاعدة» و«حزب الله» و«الحوثي» و«الحشد»؟
هل كفّت سلطات قطر عن دعم المتطرفين دعاة الخراب وتقويض الدولة مثل أبواق لندن الذين زادت من مساحة ظهورهم وثرثرتهم العلنية على شاشاتها وفي مقدمها شبكة «الجزيرة»، أمثال المسعري والفقيه؟
هل كفّت سلطات قطر عن التحريض على الدولة المصرية وأمن المصريين، ودعم جماعة «الإخوان» الإرهابية في مصر؟
من أوغل في حملة السعار الإعلامي ضد السعودية في قضية خاشقجي، باطنا وظاهرا، أمورا نعلمها وأخرى نجهلها؟
قل مثل ذلك عن حملات الميديا القطر- إخوانية على الإمارات، كما في قضية البريطاني هيدجز.
لذلك، كان وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة محقا في حديثه أمس لصحيفة «الشرق الأوسط»، وهو يتحدث عن قمة الرياض الخليجية، حيث قال إن الأزمة مع قطر «وصلت إلى نقطة بعيدة جدا لم نرها من قبل»، بعدما «التزمت مع أعداء المنطقة مثل إيران»، فقطر «أحرقت جميع سفن العودة» على حد وصف الوزير البحريني.
صفوة القول، حضرت سلطات قطر للرياض أم لم تحضر، أيا كان الحاضر، فهذا لن يغيّر من المشهد الماثل، وهو أن أسباب القطيعة الرباعية مع سلوك قطر ما زالت قائمة، بل زادت حججا وشواهد.
الأمر الآخر، هذه ليست أول مناسبة «بروتوكولية» تتصل بقطر وعلاقتها «السيئة» بجيرانها... ما عدا مما بدا!
نقلا عن "الشرق الأوسط"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة