الدولار "القوي" ينكسر.. صوب أكبر خسائر منذ 2015
في تغير دراماتيكي لم يتوقعه الدولار، انهار بعد ساعات من تحقيقه مكاسب كبيرة على وقع انتخابات التجديد النصفي الأمريكية.. لكن ماذا حدث؟
كان نطاق تحركات الدولار مقابل العديد من العملات اليوم الخميس كبيرا، قبيل ظهور بيانات التضخم الأمريكية، على أمل ارتفاعها بما يدفع الفيدرالي الاحتياطي للمزيد من عمليات التشديد النقدي.
لكن مع إعلان بيانات أضعف من المتوقع لأسعار المستهلكين في الولايات المتحدة، بدأ المستثمرون في التخلي عن الدولار مع تجدد الآمال في أن يخفف مجلس الاحتياطي الاتحادي تشديد السياسة النقدية بزيادات أقل مما كان متوقعا في معركته ضد التضخم.
- أسواق المال والذهب وبيتكوين.. رقصة جماعية على أنغام التضخم الأمريكي
- من الرابح في يوم ضبابية الانتخابات الأمريكية ومخاوف كوفيد الصين؟
وبحلول الساعة 1730 بتوقيت جرينتش، تراجعت العملة الأمريكية 2.9 بالمئة مقابل الين الياباني، وهو أكبر انخفاض لها في يوم واحد منذ يوليو/تموز 2016.
ومقابل اليورو، هبط الدولار 1.4 بالمئة، وهو أكبر هبوط له منذ الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني.
ومقابل سلة من العملات، نزل الدولار بنحو 1.9 بالمئة، في طريقه لتسجيل أسوأ أداء يومي له منذ ما يقرب من سبع سنوات.
وقالت وزارة العمل إن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.4 بالمئة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهي نفس نسبة زيادة الشهر السابق. وكان اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم توقعوا أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.6 بالمئة.
وتسببت البيانات في تراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، حيث وصل سعر السندات القياسية لأجل عشر سنوات إلى 3.8555 بالمئة، وهو أدنى مستوى منذ شهر تقريبا، مما أدى إلى تضييق الهوة بين العوائد على ديون الحكومة الأمريكية والأجنبية وهو ما أضر بجاذبية الدولار.
وقد يكون هبوط الدولار مبعث ارتياح لشركات التصدير الأمريكية والشركات المتعددة الجنسيات التي تضررت ميزانياتها بسبب صعود قيمة العملة الأمريكية هذا العام، وكذلك اقتصادات الأسواق الناشئة التي تقترض بالدولار.
وفي الأسابيع الأخيرة، نزل الدولار من أعلى مستوياته منذ عدة عقود حيث عمل المستثمرون على جني الأرباح بعد ارتفاع استمر لأشهر مع تزايد التكهنات بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي يوشك على رفع أسعار الفائدة مرة أخرى، مما سيؤدي بالتبعية إلى تعزيز الدولار.