«ثغرة» تفيد «داعش» في بونتلاند.. والدولار يواجه «الهاون» بمقديشيو

"ثغرة استراتيجية" رصدها تقرير لمعهد دراسات الحرب، تفيد تنظيم "داعش" الإرهابي في ولاية بونتلاند الصومالية،
في وقت لجأت السلطات في مقديشيو إلى "تكتيك جديد" لمواجهة ضربات الإرهاب.
وحذر تقرير جديد أصدره معهد دراسات الحرب، مقره في الولايات المتحدة، هذا الأسبوع، من أن تنظيم "داعش" في الصومال لا يزال يمثل تهديدا أمنيا متصاعدا في إقليم بونتلاند، الذي يمتع بحكم شبه ذاتي في شمال شرق الصومال، على الرغم من الخسائر الفادحة التي تكبدها في العمليات العسكرية الأخيرة.
وحسب التقرير، فإن الهجمات المتواصلة التي نفذتها قوات الأمن في منطقة "باري"، شمال شرق البلاد، ساهمت في إضعاف التنظيم، إلا أن قدرته على إعادة تشكيل خلاياه وشن هجمات لا تزال قائمة.
وأشار إلى أن "الضغط غير المتواصل" يمنح داعش فرصة لاستغلال الثغرات، لاسيما في ظل الطبيعة الوعرة للمنطقة وسواحلها الطويلة التي تُصعّب جهود تعقبه واحتوائه.
ويأتي هذا التحذير في وقت تكثف فيه "بونتلاند" عملياتها العسكرية ضد معاقل داعش في جبال علمسكاد في محافظة باري، حيث نجحت القوات المحلية في السيطرة على مواقع استراتيجية وتدمير مستودعات أسلحة.
كما شنت السلطات الأمنية حملات واسعة ضد المهاجرين غير النظاميين، خاصة في مدينة "بوصاصو"، واعتقلت المئات، في محاولة لقطع الطريق على تدفق المقاتلين الأجانب للانضمام إلى صفوف التنظيم.
ووفقا للتقرير، فإنه على الرغم من التقدم الميداني، فإن "غياب استراتيجية أمنية طويلة الأمد قد تمهد الطريق لعودة داعش من جديد".
وأشار إلى "مخاوف متزايدة من استمرار تهريب الأسلحة عبر البحر الأحمر من اليمن، حيث يُعتقد أن جماعة الحوثي تسهّل تدفق السلاح إلى الجماعة الإرهابية عبر طرق تهريب معروفة".
ولم تُعلن سلطات بونتلاند حتى الآن عن خطة رسمية لتثبيت وجود أمني دائم في جبال علمسكاد، بعد انتهاء الحملة الحالية، وهو ما يراه مراقبون "ثغرة استراتيجية قد يستغلها التنظيم لإعادة التمركز والانطلاق مجددًا".
الهاون يؤرق مقديشيو
وفي سياق متصل بالجهود الأمنية في مواجهة الجماعات المتطرفة وهجماتها في مقديشو ومدن أخرى، أعلن قائد شرطة إقليم بنادر (جنوب) معلم مهدي، عن تخصيص مكافأة مالية تصل إلى 30 ألف دولار لكل من يقدم معلومات موثوقة تقود إلى توقيف منفذي الهجمات بقذائف "الهاون" في العاصمة الصومالية.
ويقع إقليم "بنادر" في جنوب الصومال، ويضم مدينة مقديشو، وهو أصغر أقاليم البلاد من حيث المساحة، لكنه الأكثر كثافة سكانية بسبب احتضانه للعاصمة.
ودعا مهدي، وفقا لوسائل إعلام محلية رسمية، سكان العاصمة والضواحي المعرضة للهجمات، إلى التعاون مع أجهزة الأمن وعدم التهاون في الإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة، مؤكدًا أن الحفاظ على الأمن مسؤولية جماعية.
وأوضح أن المكافأة تهدف إلى تحفيز التعاون المجتمعي والتصدي للأنشطة الإجرامية التي تهدد حياة المواطنين، مشددا على أن الشرطة ستتخذ كل التدابير اللازمة لحماية من يدلي بأي معلومات.
وتأتي تلك الخطوة في وقت تواجه فيه مقديشو تحديات أمنية متصاعدة، حيث استهدفت هجمات إرهابية متكررة بقذائف الهاون مناطق مدنية حساسة، كان آخرها قرب مطار "آدم عدي"، أحد أكثر المنشآت حراسة في العاصمة الصومالية.
وسقطت في مطار مقديشيو 8 قذائف مما أدى إلى حالة من الذعر بين السكان والموظفين.
ويُعد المطار مركزا استراتيجيا للحكومة والمنظمات الإنسانية والبعثات الدبلوماسية، ومصدرا مهما للإيرادات، ما يجعله هدفًا تقليديا للهجمات الإرهابية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTcyIA== جزيرة ام اند امز