"روتين الدولفين".. الإنسان ليس الكائن الوحيد الذي يعتني ببشرته
الإنسان ليس الكائن الوحيد التي يعتني ببشرته، إذ كشف فريق من علماء الأحياء البرية في جامعة زيورخ بسويسرا، أن هناك حيوانات تفعل ذلك.
يمكن أن تسبب الملوثات التي نواجهها يوميًا أمراضًا جلدية مثل الشيخوخة المبكرة والصدفية وحب الشباب وغيرها من المشكلات الطبية، وفقًا للمكتبة الوطنية للطب.
وحتى وقت قريب، بدا أن البشر فقط هم الذين حاولوا مكافحة آثار التلوث على بشرتهم، لكن ثبت مؤخرًا أن البشر ليسوا وحدهم الذين لديهم نظام للعناية بالبشرة، فالدلافين تفعل مثلهم.
عناية الدلافين ببشرتها
قام فريق من علماء الأحياء البرية في جامعة زيورخ بسويسرا بدراسة المئات من الدلافين الهندية والمحيط الهادئ في البحر الأحمر منذ عام 2009.
أثناء مراقبة هذه الثدييات، اكتشف الفريق أن الدلافين لديها أسلوب روتيني كل صباح ومساء، حيث تصطف بالقرب من نوع معين من الشعاب المرجانية، "المرجان الجورجي".
يستخدم الدولفين الشعاب المرجانية لخدش وفرك أجزاء معينة من جسمه قبل السماح للدلفين التالي في الطابور بفعل الشيء نفسه، وفقًا لدراسة نُشرت في iScience .
قام علماء الأحياء بجمع الشعاب المرجانية التي اختارتها الدلافين لدراستها، فوجدوا أن الشعاب المرجانية تحتوي على مستقلبات نشطة، والتي عند فركها بالجلد يمكن أن تساعد في تخفيف الأمراض الجلدية، بما في ذلك الالتهابات.
وفقًا للدراسة المنشورة، فإن روتين الدولفين المتمثل في الاحتكاك بهذا المرجان كل صباح وليلة هو دليل على أنهم يعالجون أنفسهم بأنفسهم.
استخدامات أخرى
الدلافين ليست هي الأنواع الوحيدة التي تستخدم الشعاب المرجانية لفوائدها الطبية.
وفقًا لخدمة المحيطات الوطنية الأمريكية، تُستخدم نباتات وحيوانات الشعاب المرجانية في الطب لعلاج الأمراض، بما في ذلك السرطانات والأمراض الجلدية ومرض ألزهايمر وأمراض القلب وغير ذلك.
لماذا يقوم الدولفين بهذا الروتين؟
تعد الدلافين من بين ملايين من مخلوقات المحيطات التي تعاني من آثار أزمة المناخ.
كان دولفين المحيطين الهندي والهادئ، على وجه الخصوص، يعاني من أمراض جلدية مثل داء الفصيص، وهو مرض جلدي مزمن ناتج عن كائن حي يشبه الخميرة يسمى Lacasia loboi.
تشير نفس الدراسة إلى أن مجتمع الدلافين المرصود يعاني من آفات من هذه الحالة الجلدية منذ عام 1999 على الأقل.
دراسة أخرى نشرتها Nature تحدثت عن مرض يصيب الدلافين القارورية يسمى مرض جلد المياه العذبة. هذا يمكن أن يسبب آفات مؤلمة وحتى الموت للدلافين. تشير الدراسة إلى أن العوامل البيئية تؤثر بشكل كبير على حالات الإصابة بأمراض الجلد في المياه العذبة.
لذا، في حين أنه قد يبدو من قبيل الصدفة أن الدلافين تعتني بجلدها مثل الإنسان، كما اتضح، فهي تحاول فقط التخلص من الألم والمهيجات التي لا تستطيع تجنبها في منزلها تحت سطح البحر.