خبراء أمريكيون يطالبون باستراتيجيات أمنية لمواجهة الإرهاب المحلي
الإرهاب المحلي أصبح قضية ملحة في وقت يتسبب فيه أصحاب نزعة تفوق البيض والمتطرفين بمزيد من جرائم القتل بأمريكا
حذر خبراء أمريكيون من مخاطر متزايدة للإرهاب المحلي في غياب صلاحيات تسمح للمؤسسات الأمنية في الولايات المتحدة بمواجهته، وسط مطالبات باستراتيجيات أمنية لمكافحة تهديدات المتطرفين المحليين.
وشهدت الولايات المتحدة العديد من حوادث إطلاق النار العشوائي طالت جامعات ومدارس ومتاجر ومقاهي، لتسقط ضحايا أبرياء من الأطفال والكبار، آخر تلك الحوادث وقع نهاية الأسبوع في ولايتي تكساس وأوهايو، مدفوعة بنزعات عرقية عنصرية تظهر إرهابًا محليًا لا يقل خطورة عن الإرهاب الدولي.
وعقب حادثي إطلاق نار نهاية الأسبوع، طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السلطات الفيدرالية، الإثنين، بالقيام بعمل أفضل في تحديد المتطرفين داخل الولايات المتحدة، لكن المهمة لن تكون سهلة.
وذكرت صحيفة "تلجراف" البريطانية أن المحققين الفيدراليين الذين يتطلعون لمنع أعمال الإرهاب المحلي، مثل مذبحة الـ22 شخصًا خلال الهجوم على متجر بمدينة إل باسو في ولاية تكساس، لديهم أدوات وسلطات محدودة عما لو كانوا في مواجهة شخص مرتبط بمنظمة دولية، مثل تنظيمي داعش أو القاعدة الإرهابيين.
وقد أثار التحدي تساؤلات حول ما إذا كان مكتب التحقيقات الفيدرالية (إف بي آي)، الذي حول نفسه بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول للتصدي للإرهاب الدولي وحصل على سلطات مراقبة جديدة أوسع، في وضع يسمح له بمواجهة التهديد الذي يشكله المتعصبون البيض المسؤولون عن بعض أعمال العنف الأشد فتكًا خلال السنوات القليلة الماضية.
وأشارت الصحيفة إلى أن مواجهة الإرهاب المحلي مسألة ملحة بالنسبة لوكالات إنفاذ القانون في وقت يتسبب فيه أصحاب نزعة تفوق البيض والمتطرفين من أصحاب نفس الفكر بمزيد من جرائم القتل، وقد نفذ مكتب (إف بي آي) 90 عملية اعتقال مرتبطة بالإرهاب المحلي منذ بداية العام، ولديه مئات من القضايا المفتوحة.
قوانين فيدرالية
ومنذ عدة أشهر، دق مسؤولو وكالات إنفاذ القانون ناقوس الخطر، لكن الإرهاب الداخلي بات مصدر تهديد بالغ يساوي الإرهاب القادم من الخارج، ومع حادث إطلاق النار في إل باسو، أصبح من الواضح مدى ضعف استعدادات التصدي له، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وأمضت الولايات المتحدة حوالي 20 عامًا وتركيزها ينصب على التهديدات التي يشكلها الإرهاب، إذ أعادت هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 توجيه آلية الحكومة لمكافحة تهديدات المتطرفين، لكن تراجع هذا النوع من الهجمات خلال السنوات الأخيرة، وحل محلها عنف المتعصبين البيض.
وقال نائب وزير العدل الأمريكي السابق، رود روزنشتاين إن هناك حاجة استباقية في تحديد وتقويض الإرهابيين المحتلمين قبل ضرباتهم، لافتًا إلى أنه يمكن تحقيق ذلك من خلال مراقبة الدعاية والاتصالات الإرهابية.
لكن بموجب القانون الفيدرالي الحالي، يصعب هذا؛ فالمسؤولون الفيدراليون يتمتعون بسلطات موسعة في التصدي لمخططات الإرهابيين الأجانب، والتي حصلوا عليها بعد هجمات 2001، لكن محليًا، لا يوجد لديهم كثير من الخيارات.
أولويات أمنية
وفي أعقاب الهجومين اللذين خلفا عشرات القتلى والمصابين في تكساس وأوهايو نهاية الأسبوع، أصدر عدد من مسؤولي مكافحة الإرهاب البارزين تصريحات تؤكد ضرورة التعامل مع الإرهاب المحلي على أنه أولوية قصوى كما أصبح الإرهاب الدولي بعد هجمات سبتمبر، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وقال كثير من الخبراء إن جهود التعبئة في أعقاب الهجمات التي شهدتها نيويورك وواشنطن كانت فعالة وأن أعداد القتلى الأمريكيين على يد الإرهابيين كانت لتكون أعلى بدون الإجراءات التي تم تبنيها بعد ذلك.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تواصل توظيف ترسانة هائلة من القوات المسلحة والطائرات دون طيار ووكالات الاستخبارات وسلطات محلية كاسحة لاحتواء الإرهاب الذي حصد أرواح حوالي 100 شخص على الأراضي الأمريكية بعد تلك الهجمات، وفي المقابل لا يمكن مقارنتها بالقوى التي وجهت ضد التهديد الذي يشكله اليمين المتطرف الآن.
وأوضحت أن حادث إل باسو يضاف إلى سلسلة من 5 هجمات مميتة على الأقل على مدار العام الماضي استهدفت أهدافًا بعينها لأسباب دينية أو عرقية.