لماذا تكثر حوادث إطلاق النار في الولايات المتحدة؟
أستاذ العدالة الجنائية في جامعة ألاباما، ادام لاكفورد، يرصد 3 أسباب لانتشار ظاهرة حوادث إطلاق النار في الولايات المتحدة
في أعقاب هجوم أورلاندو الذي راح ضحيته ووصف بأنه حادث إطلاق النار الجماعي الأكثر دموية في تاريخ أمريكا كشف أستاذ العدالة الجنائية في جامعة ألاباما، ادام لانكفورد، عن 3 أسباب رئيسية لانتشار حوادث إطلاق النار في الولايات المتحدة.
ويشير لا نكفورد إلى أن السبب الأول والرئيسي هو اختلاف طبيعة حوادث إطلاق النار في الولايات المتحدة من حيث طرق التنفيذ ومسارح الجرائم، حيث تحدث تلك العمليات في الولايات المتحدة في المدارس وأماكن العمل مقارنة بالحوادث التي تقع في أي دولة حيث تركز على القواعد والتجمعات العسكرية.
ويضيف لانكفورد أنه في الحالات التي رصدها داخل الولايات المتحدة، فإن المهاجم يستخدم أكثر من سلاح في الهجوم، مقارنة بالحوادث التي تحدث في خارج الولايات المتحدة والتي يستعمل فيها سلاح واحد فقط.
ويشرح لانكفورد أن السبب الثاني لانتشار تلك الظاهرة هو انتشار الأمراض النفسية والعقلية المزمنة داخل المجتمع الأمريكي، حيث إن نسبة الإصابة بالأمراض النفسية ارتفعت بشكل كبير خلال العقد الماضي داخل الولايات المتحدة.
ونتيجة لذلك زادت وتيرة الهجمات 300% بين 2011 و2015 طبقا لتحليل نشر في المجلة العلمية التابعة لكلية الصحة العامة في جامعة هارفارد، حيث زادت وتيرة الهجمات بنسبة هجوم واحد لكل 64 يومًا، ويساهم في ذلك زيادة العنف باستخدام السلاح خلال الـ 5 سنوات الأخيرة.
ويضيف لانكفورد أن بعض الباحثين في هارفارد توصلوا أيضًا إلى أن هناك ترابطًا بين حوادث إطلاق النار، نظرًا لوجود عامل التقليد بين المنفذين، حيث يسهل الوصول إلى السلاح وينتاب الكثير من المرضى النفسيين الرغبة في تقليد قتلة ومهاجمين دخلوا في التاريخ.
ويقود ذلك الاستنتاج إلى السبب الثالث الذي توصل إليه لانكفورد وهو حب الشهرة والبحث عنها، فطبقا معهد بيو للدراسات والأبحاث الإحصائية الأمريكي شجعت أشهر عمليات القتل باستخدام السلاح منفذين آخرين على انتهاج نفس المنهج.
ويشير لانكفورد أيضًا إلى أن هناك نموا لدى الأمريكيين للبحث عن الشهرة بمختلف أنواعها، حيث هناك ترابط قوي بين التغطية الإعلامية لمنفذي الهجمات والطريقة التي نفذت بها تلك الهجمات، لكنه يشدد على أن المشكلة في هجوم أورلاندو هي أن تلك الحادثة ستشجع بعضا من المعتدين الآخرين لإتباع نفس النهج.
ويختم لانكفورد تحليله بأن نسبة الجريمة في الولايات المتحدة من أعلى النسب في العالم، بسبب انتشار السلاح بالشكل الذي يجعل من السهولة لأي شخص شرائه واقتنائه، وهو الأمر الذي يظهر الولايات المتحدة بشكل سلبي على أنها أحد أكثر البلاد عنفًا في العالم.