"دونالد بوث".. دبلوماسي مخضرم مبعوثا أمريكيا للسودان
إلى جانب عمله مسؤولا بالخارجية الأمريكية عن بلدان أفريقيا، عمل سفيرا في ليبيريا وزامبيا وإثيوبيا والجابون ومبعوثا للسودان وجنوب السودان
عينت وزارة الخارجية الأمريكية الدبلوماسي المخضرم دونالد بوث، منتصف الأسبوع الماضي، مبعوثاً خاصاً للسودان ضمن مساعي واشنطن لاحتواء الأزمة في الخرطوم.
ولم يكن بوث بالاسم الغريب على المشهد الأفريقي والسوداني على وجه الخصوص، حيث شغل منصب المبعوث الخاص لدولتي السودان وجنوب السودان عام 2013م وأحدث نجاحات غير مسبوقة في تسوية النزاع بين الخرطوم وجوبا.
وفور تعيينه، وصل دونالد بوث برفقة مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية تيبور ناجي إلى العاصمة السودانية الخرطوم الأربعاء الماضي والتقيا بمسؤولين حكوميين ورئيس المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير، وبحثا معهم سبل دفع التسوية السياسية في البلاد.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مورجن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مورجن أورتاجوس إن المبعوث الجديد دونالد بوث سيحاول التوصل إلى حل سياسي وسلمي للأزمة السودانية.
ولد بوث عام 1952، والتحق بجامعة جورج تاون، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الخدمة الخارجية، ونال درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة بوسطن، كما حصل على درجة الماجستير في دراسات الأمن القومي من كلية الحرب الوطنية.
ووفق سيرته الذاتية، فقد شغل بوث عدداً من المناصب الدبلوماسية البارزة، بما في ذلك المستشار الاقتصادي في أثينا، ورئيس قسم الشؤون التجارية الثنائية في وزارة الخارجية، ومسؤول العلاقات الدولية في مكتب شؤون أوروبا الشرقية بالوزارة.
كما تولى منصب رئيس قسم الشؤون المصرية ومكتب شؤون شرق أفريقيا بوزارة الخارجية الأمريكية، ومناصب مختلفة في سفارات واشنطن لدى رومانيا وبلجيكا.
وإلى جانب عمله مسؤولاً بوزارة الخارجية الأمريكية عن بلدان في القارة السمراء، انتقل للعمل سفيراً لبلاده في عدد من الدول الأفريقية من بينها؛ ليبيريا وزامبيا وإثيوبيا والجابون على الترتيب، بداية من عام 2005.
ولخبرته الواسعة في الشأن الأفريقي التي اكتسبها خلال توليه الملف، أصدر الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قراراً في أغسطس 2013، بتعيينه المبعوث الأمريكي الخاص لدولتي السودان وجنوب السودان، عندما كان الصراع محتدماً بين البلدين.
وقال عنه أوباما آنذاك، إنه من أكثر الدبلوماسيين الأمريكيين خبرة، ولديه خبرات واسعة في المساعدة على تعزيز السلام ومنع نشوب النزاعات في أفريقيا، ويتميز بمواهبه الدبلوماسية ومعرفته العميقة للقارة، وله قوة تصميم لا تتزعزع.
دبلوماسي محنك ومرن
ويقول عنه الباحث بأكاديمية السودان للعلوم الدبلوماسية، عبدالرحمن أبوخريس، إنه "دبلوماسي محنك ومرن، ويمتلك قدرة تفاوضية عالية أهلته في وقت سابق إلى إنهاء التوتر بين السودان وجنوب السودان، وتوقيع 11 اتفاقية تعاون رسمت ملامح علاقات متميزة بين البلدين".
وشدد أبوخريس الذي تحدث لـ"العين الإخبارية" على أن "بوث" انتهج طريقاً مغايراً لسلفه المبعوث الأمريكي الأسبق للسودان بريستون ليمان؛ حيث اعتمد مبدأ المرونة في التعاطي مع المشهد وتعقيداته، وتحاشى كثيراً لغة التهديد ورفع العصا، ودائماً ما كان يمد الجزرة.
وتوقع أن يكون لبوث تأثير إيجابي في دفع التسوية السياسية في السودان، معتبراً أن تعيينه مبعوثاً أمريكياً للخرطوم جاء في توقيت مناسب وأوضاع مشابهة للتي أتى فيها سابقاً؛ حيث كانت الخرطوم وجوباً على أعتاب الدخول في حرب ضارية بسبب النزاع الحدودي.
وبعد انفصال جنوب السودان عن السودان في 2011 تأزمت علاقات البلدين بسبب صراع حول منطقة أبيي الغنية النفط، ووصل الأمر لقيام جيش جوبا بضرب حقل هجليج البترولي التابع للخرطوم، ولكن حنكة بوث أعادت الأمور إلى نصابها.
وعينت الإدارة الأمريكية 11 مبعوثاً خاصاً للسودان خلال حكم الرئيس المخلوع عمر البشير، لكن العلاقات الثنائية بين واشنطن والخرطوم ظلت متدهورة بفضل الممارسات الإرهابية لتنظيم الحركة الإسلامية الإخوانية، باستثناء اختراق محدود حدث في عهد دونالد بوث عام 2017 تمثل في تخفيف العقوبات الاقتصادية عن السودان.
aXA6IDE4LjIyNC4zMS45MCA= جزيرة ام اند امز