التجديد النصفي للكونغرس.. «عذراء الجليد» تكشف خطة إنقاذ الجمهوريين
في خطوة تكشف حجم القلق داخل البيت الأبيض، أعلنت سوزي وايلز، كبيرة موظفي الرئيس دونالد ترامب والمستشارة الأقرب إليه، عن خطة انتخابية جريئة تهدف إلى منع الحزب الجمهوري من التعرض لهزيمة قاسية في انتخابات التجديد النصفي عام 2026.
وايلز، التي تُعرف في أروقة واشنطن بلقب "عذراء الجليد"، أوضحت في مقابلة مع برنامج "ذا مام فيو" أنها تخطط لجعل ترامب يخوض انتخابات التجديد النصفي العام المقبل كما لو كان عامًا انتخابيًا رئاسيًا، رغم أنها — كما تقول — "لم تخبره بذلك بعد".
وأكدت وايلز أن الرئيس ترامب سيعود بقوة إلى ميادين الحملات، بدءًا من زيارات مقررة إلى بنسلفانيا ورود آيلاند، في مستهل جولة داخلية واسعة تمتد حتى العام الجديد، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

وعلى خلاف القاعدة الانتخابية التقليدية التي تُبعد الرؤساء عن مشهد انتخابات التجديد النصفي، أوضحت أن فريقها ينوي "قلب المعادلة بالكامل" بجعل ترامب نفسه محور تلك الانتخابات.
ويمثل هذا النهج رهانًا عالي المخاطر، إذ يرى الجمهوريون أن أداء الحزب يتحسن عندما يكون ترامب على ورقة الاقتراع، كما حدث في انتخابات 2016 و2024 التي منحته السيطرة على البيت الأبيض ومجلسي الكونغرس، وحتى في 2020، ساهم وجوده في تقليل مكاسب الديمقراطيين، لكن غيابه عن سباقي 2018 و2022 سمح للديمقراطيين بتحقيق انتصارات مؤثرة.
ونظرًا لتراجع حماس الناخبين الجمهوريين في الدورات الأخيرة، ترى وايلز أن الحل هو إبقاء ترامب في صدارة المشهد لاستقطاب الناخبين ذوي المشاركة المنخفضة، وهم غالبًا من أنصاره التقليديين.
وتزداد أهمية هذه الاستراتيجية في ظل معركة الشيوخ المقبلة عام 2026، والتي تشهد تنافسًا على 35 مقعدًا، بينها مقاعد شاغرة بعد انتقال جي دي فانس وماركو روبيو إلى مناصب في إدارة ترامب.
ويحتاج الجمهوريون إلى الدفاع عن 22 مقعدًا مقابل 13 للديمقراطيين، فيما تُعد ولايتا مين وكارولاينا الشمالية الأكثر عرضة للانقلاب السياسي.
وتفاقمت المخاوف داخل الحزب بعد فوز الجمهوري مات فان إيبس بفارق 9 نقاط فقط في دائرة بولاية تينيسي سبق أن فاز بها ترامب بفارق 22 نقطة.
وشهد نوفمبر/تشرين الثاني الماضي سلسلة انتصارات كبيرة للديمقراطيين في ولايات زرقاء تقليديًا، إلا أن الفوارق الكبيرة فتحت نقاشًا داخل الجمهوريين حول تراجع شعبية الحزب.

ففي نيوجيرسي تفوقت الديمقراطية ميكي شيريل على منافس مدعوم من ترامب بفارق 14 نقطة، بينما تمكنت الديمقراطية أبيغيل سبانغر في فيرجينيا من هزيمة مرشحة الحزب الجمهوري بفارق 15 نقطة، وفي نيويورك، خسر أندرو كومو — رغم دعم ترامب المتحفظ — أمام المرشح اليساري ظهران ممداني.
ومع اقتراب انتخابات 2026، يواجه الحزبان معركة إضافية بشأن إعادة ترسيم الدوائر الانتخابية. فبينما عززت تكساس مواقع الجمهوريين عبر خرائط جديدة، مرّر حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم خطة تعزز نفوذ الديمقراطيين، في حين تواجه محاولات إعادة الترسيم في إنديانا تعثرًا يجعل فلوريدا آخر فرصة محتملة للجمهوريين لزيادة مقاعدهم.
ويستعد ترامب لجولة انتخابية جديدة تبدأ الثلاثاء من مدينة ويلكس–بار في شمال شرق بنسلفانيا، على بعد 20 ميلًا فقط من مسقط رأس جو بايدن في سكرانتون.
وفي اجتماع حكومي أخير، هاجم ترامب خطاب الديمقراطيين حول "القدرة على تحمّل التكاليف"، معتبرًا إياه "خدعة سياسية"، ومتهمًا خصومه بأنهم "وراء أسوأ موجة تضخم في تاريخ البلاد".