مؤتمر المانحين بالسعودية.. بوصلة نجاة اليمن من أنياب الحوثي
المؤتمر حافل بأجندة تتقاطع عند إغاثة اليمن وشعبه من مأساة حاكها الحوثي في هذا البلد.
إلى العاصمة السعودية الرياض تتجه الأنظار، اليوم الثلاثاء، حيث تتوحد عقارب الساعة لانطلاق مؤتمر المانحين لليمن 2020، في لقاء حافل بأجندة تتقاطع عند إغاثة اليمن وشعبه من مأساة حاكها الحوثي في هذا البلد.
المؤتمر الذي ينعقد عبر الفيديو في الرياض وبمشاركة الأمم المتحدة، يستبطن أهمية محورية باعتبار توقيته وسياقه وأهدافه التي تتجه نحو زيادة الوعي بالأزمة الإنسانية في اليمن، والإعلان عن تعهدات مالية لسد الاحتياجات الأساسية، ناهيك عن الوقوف مع هذا البلد المنكوب وشعبه.
وحسب ديباجة المؤتمر التي تلقت "العين الإخبارية" نسخة منها، يلقي كلمة الافتتاح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، فيما سيلقي كلمة السعودية وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله.
وأعلنت الأمم المتحدة حاجة اليمن إلى 2,4 مليار دولار أمريكي لاحتياجاته الإنسانية خلال العام 2020.
ويعيش اليمن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث تسبب نقص التمويلات في تهديد 31 برنامجا إنسانيا من أصل 41 بالإغلاق إذا لم تجد التمويل المناسب، وخصوصا المتعلقة ببرنامج الأغذية العالمي.
الحوثي.. قوت الفقراء لجيبه
لم تتسبب مليشيات الحوثي بإدخال اليمن في تلك الأزمة فحسب، لكن تدخلاتها في العمل الإنساني ونهب المساعدات وابتزاز المنظمات الدولية العاملة في صنعاء، أدت إلى امتناع المانحين عن الإيفاء بالتزاماتهم وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية.
واتهمت الأمم المتحدة، بشكل رسمي، المليشيات الحوثية بارتكاب أكثر من 400 انتهاك للعمل الإنساني خلال العام الماضي، وهو ما تسبب بتقليص حجم المساعدات.
أبرز الانتهاكات، كانت سرقة غذاء اليمنيين من أفواه الجوعى، عندما ظهرت مساعدات خاصة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي، في جبهات القتال الحوثية.
وأعلن البرنامج الأممي أنه يحقق في كيفية حرف مسار المساعدات من المتضررين الفعليين باليمن، وتوجيهها للمقاتلين بمديرية "صرواح" في محافظة مأرب، شرقي البلاد.
كما قامت مليشيات الحوثي باقتحام ونهب مستودعات برنامج الأغذية العالمي بمحافظة حجة، شمالي البلاد.
وأكدت مصادر لـ"العين الإخبارية"، أن المنظمات الأممية بدأت خلال العام الأخير برفع صوتها للمرة الأولى منذ بداية الانقلاب ضد التدخلات الحوثية، حيث دأبت طيلة السنوات الماضية على التزام الصمت خشية من بطش الانقلابيين في صنعاء.
وقالت المصادر، إن أحد أبرز الأسباب لتخفيض التمويلات، هو قيام الانقلابيين بأخذ ضرائب على كافة المساعدات الإنسانية بواقع 2 بالمائة من إجمالي التعهدات، حيث ستكون الأمم المتحدة مُلزمة بدفع 200 مليون دولار للمليشيا الحوثية إذا كان حجم تعهدات المانحين هو 2 مليار دولار أمريكي.
برامج الدعم المجتمعي
في أعقاب النهب الحوثي خلال السنوات الماضية، تأمل الحكومة اليمنية أن يساهم المانحون هذا العام في دعم برامج الدعم المجتمعي التي تؤدي إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي للأسر المستفيدة.
وقال وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، في بيان إن برامج الدعم المجتمعي التي سيدعمها مؤتمر المانحين، تهدف إلى توفير الاستدامة من خلال الاستفادة من الموارد المحلية واستثمارها وتنميتها في مجالات مختلفة منها (كفالة وتأهيل الأيتام، التمكين الاقتصادي للصيادين، دعم الأسر المنتجة، تقديم المساعدة للمزارعين)".
ونوه الإرياني إلى اهتمام مؤتمر المانحين لليمن 2020 بتمويل ودعم المشاريع الصحية بهدف تعزيز قدرات القطاع الصحي اليمني، والحد من تدهور الحالات المصابة بالأمراض المزمنة، وكذلك الحد من انتشار الأمراض والأوبئة وعلى رأسها فيروس كورونا (كوفيد19) في ظل تفشي الوباء في مختلف محافظات البلاد.
وأشار إلى أن المؤتمر يسعى كذلك لتسليط الضوء على المشاريع التعليمية، وبرامج دعم المرأة اليمنية، ومشاريع رعاية الأطفال، وإعادة تأهيل المجندين والمتأثرين في النزاع المسلح، وإعادتهم إلى حياتهم الطبيعية وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم.
إلى جانب ما سبق، يولي مؤتمر المانحين الاهتمام بالنازحين الفارين من مناطق النزاع المسلح والمتضررين من الكوارث الطبيعية الناتجة عن السيول والأمطار من الفئات الأشد احتياجاً للدعم والمعونة.
ودعت السعودية الدول المانحة بالمبادرة ودعم الجهود الرامية لنجاح هذا المؤتمر الإنساني الكبير والوقوف مع اليمن وشعبه الكريم.
وقال المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة إن الرياض أكبر المانحين للخطط الإنسانية في اليمن.
وأوضح أن الاحتياجات الإنسانية للشعب اليمني تشكل أولوية بالنسبة للمملكة، منوهاً بعمق العلاقات والروابط التاريخية والدينية والاقتصادية والاجتماعية المشتركة بين المملكة واليمن.
وأعرب الربيعة عن أمله في أن يحظى المؤتمر باهتمام من المجتمع الدولي والدول المانحة على مستوى العالم، بالرغم من الأزمة الاقتصادية وجائحة كورونا، وأن تنعكس أهداف المؤتمر على أرض الميدان في اليمن.
aXA6IDMuMTQwLjE5Ny4xNDAg
جزيرة ام اند امز