«لا يوجد متبرعين».. بنوك الدم تعاني في غزة (خاص)
تعاني بنوك الدم في قطاع غزة المحاصر من عجز في تلبية الحاجة لهذه المادة الحيوية في المستشفيات المنهارة، بسبب الزيادة السريعة والمستمرة في أعداد الإصابات.
وناشد الدكتور مروان الهمص، مدير مستشفى الشهيد محمد يوسف النجار في رفح جنوب قطاع غزة، المواطنين والمنظمات الصحية بالتبرع العاجل بالدم لآلاف المصابين بينهم أطفال أبرياء، الذين يتوافدون على مستشفيات القطاع على مدار الساعة يوميا.
ودعا الدكتور مروان الهمص المجتمع الدولي إلى الإمداد السريع والعاجل بوحدات الدم لإنقاذ مرضى "ثلاسيميا وسرطان الدم والأنيميا الشديدة"، الذين تتفاقم حالتهم الصحية يوماً تلو الآخر منذ بداية الحرب بين حركة "حماس" وإسرائيل.
وأكد لـ"العين الإخبارية" أن الوضع في بنوك الدم بات أكثر صعوبة، لا سيما بعد نفاد أغلب كميات الدم التي كانت تحتفظ بها البنوك، نتيجة الاستهلاك الكبير للوحدات الاحتياطية بالمستشفيات، وتوقف بنك الدم في مستشفى "الشفاء" عن العمل، بسبب القصف المتواصل ونفاد الوقود.
وتوقع أن يلقى الجرحى الذين نزفوا كميات كبيرة من دمائهم مصرعهم قبل وصولهم إلى المستشفيات.
وقال: "هناك صعوبة في مداواة الجرحى الذين يحتاجون إلى عمليات نقل دم، وجميعهم باتوا عرضة للوفاة في أي لحظة، ويصل يومياً مئات الجرحى الذين في حاجة إلى نقل دم".
ووفقا لمدير مستشفى الشهيد محمد يوسف النجار فإن المستشفى في حاجة للدم لأنه يستهلك يومياً ما يقارب 30 وحدة، وكذلك المستشفى الأوروبي يستهلك يوميا ما يقارب الـ50 وحدة، وعدم وجود هذه الوحدات يعيق عمل أطباء الجراحة، خاصة أن غالب الإصابات تحتاج إلى كميات كبيرة من الدم لإنقاذها.
إلى جانب نقص وحدات الدم، فإن هناك مشكلة أخرى تواجه سكان قطاع غزة الراغبين في التبرع، لا سيما أنهم يواجهون قيودا في التبرع بدمهم، حيث يتطلب ذلك فترة استراحة تتراوح بين 4 إلى 6 أشهر، وهذا الوضع يجعل من الصعب استمرار استقبال المتبرعين بشكل منتظم، لذا لم يعد لدينا متبرعين، حسب ما أفاد الهمص.
ولحل هذه المشكلة، يقترح مدير مستشفى الشهيد محمد يوسف النجار السماح بدخول وحدات الدم من الخارج، وبذلك يمكن تعويض نقص وحدات الدم، حيث إن هذا الإجراء قد يساعد في تخفيف الضغط على بنوك الدم في قطاع غزة وتوفير الدم المطلوب للمرضى المحتاجين.
وطالب الهمص، من خلال "العين الإخبارية"، بضرورة توفير الوقود والكهرباء حتى تستطيع المستشفيات أن تستقبل المصابين والنازحين وإمكانية تشغيل غرف العناية المركزة وحضانات حديثي الولادة.
كما ناشد المجتمع الدولي وطالبهم بضرورة توفير أطقم طبية متخصصة في كل الجراحات، نظرا لأن الطواقم الطبية في القطاع منهكة، وباتت تحتاج للمساعدة عبر إمدادها بطواقم لمساعدتها من دول العالم كافة، وفتح معبر رفح على مدار الساعة لإدخال المساعدات الطبية والإغاثية
ومساء الجمعة، وافقت إسرائيل على إدخال شاحنات وقود إلى قطاع غزة، وأعلنت بأنه لن يكون هناك "قيود" على المساعدات التي تطلبها الأمم المتحدة.