مستشفى غزة الأوروبي يدق ناقوس الخطر: نزوح مرضى «الشفاء» فوق طاقتنا (خاص)
بات جنوب قطاع غزة هو الملاذ الآمن لآلاف النازحين من مستشفيي الشفاء والقدس اللذين تعرضا للقصف خلال الأيام الماضية.
وخرج هذان المستشفيان تماما عن الخدمة بعد نفاد الوقود من المولدات الكهربائية وغرقا في ظلام دامس.
ويتزامن ذلك مع نزوح عدد كبير من مرضى وسكان قطاع غزة سيرا على الأقدام بين الجثث والأشلاء وسط الدبابات الإسرائيلية داخل القطاع المحاصر من الشمال إلى الجنوب، وخاصة إلى المستشفى الأوروبي بخان يونس جنوب قطاع غزة.
وفي حديثه لـ"العين الإخبارية" استغاث الدكتور يوسف العقاد مدير المستشفى الأوروبي جنوب غزة، من الوضع الصحي المأساوي بالمستشفى عقب نزوح آلاف الناجين من قصف مستشفى الشفاء إليه.
وأكد مدير المستشفى الأوروبي أن ساحة المستشفى تحولت إلى موقع للتخييم، منذ بداية نزوح سكان شمال القطاع بحثا عن مكان آمن في الجنوب.
وأشار إلى أن الأعداد في المستشفى الأوروبي زادت بشكل كبير مع اشتداد الحرب على غزة، وأصبحت تفوق طاقة المستشفى الاستيعابية، الأمر الذي ينبئ بحدوث كارثة صحية كبرى.
وفي وصفه للوضع الصحي بالمستشفى الأوروبي بعد وصول آلاف النازحين إليه، يقول العقاد إن الوقود على وشك النفاد نظراً لاعتماد المستشفى على المولدات الكهربائية التي تحتاج إلى كميات كبيرة من الوقود.
وأوضح أنهم قاموا بإيقاف المستشفى الميداني وهو أحد المستشفيات التابعة لمستشفى غزة الأوروبي، وإغلاق غرف العناية المركزة ووقف استخدام أجهزة التنفس الصناعي والتكييفات بالمستشفى الميداني لتوفير الوقود.
بالإضافة إلى وقف تشغيل جميع الأجهزة الطبية اللازمة لاستمرار الحياة في المستشفى الميداني، لتوفير كميات السولار اللازمة لتشغيل مستشفى غزة الأوروبي الأساسي، بحسب ما ذكر الدكتور يوسف العقاد.
وعبر مدير المستشفى الأوروبي عن حزنه الشديد من معاناة مرضى الحروق من إغلاق التكييفات، نظراً لأن إصابتهم تحتاج إلى الجلوس في درجات حرارة معينة، منعا لحدوث التهابات خطيرة وتسمم قد يؤديان إلى الوفاة.
ونوه إلى أن مستشفى غزة الأوروبي يعمل بأقل الإمكانيات للاستمرار في إجراء بعض العمليات الجراحية، وتشغيل قسمي العناية المركزة، وحضانات حديثي الولادة، محذرا من أن الأدوية بالمستشفى لا تكفي الاحتياجات المطلوبة، بالرغم من وصول بعض الشاحنات المحملة بالأدوية عبر معبر رفح خلال الأيام القليلة الماضية.
بيد أن المستشفي بات يعاني من عدم توافر أسرة للمرضى، نظرا لأن الأقسام مكتظة بالمرضى وخاصة قسم الطوارئ، والمستشفى يعمل بقدرة تفوق قدرته الاستيعابية بسبب تضاعف أعداد المتواجدين به، فباتوا يفترشون الممرات والمناطق البعيدة عن الخدمة التمريضية بالمستشفى.
ويتخوف الدكتور يوسف العقاد من مصير الأطفال حديثي الولادة المتواجدين بـ8 حضانات بالمستشفى، خاصة أن احتمال توقف محطات الأكسجين بالمستشفى عن العمل، عقب توقف مولد الكهرباء أمر وارد، وبالتالي سيتسبب في توقف جميع أجهزة دعم الحياة عن الأطفال.
ونادى العقاد بأهمية فتح المعابر المصرية لتسيير قوافل من المرضى إلى المستشفيات والمراكز الصحية المصرية، لضرورة إسعافهم بشكل عاجل.
aXA6IDMuMTM2LjIzLjEzMiA=
جزيرة ام اند امز