90 ثانية.. هل تحريك ساعة القيامة يجعلنا أقرب لليوم الآخر؟
نوه علماء الذرة تحرك ساعة القيامة الرمزية، لوضع المجتمع الدولي أمام مسئولياته تجاه البشرية، فهل يمكن أن تكون نهاية العالم وشيكة بالفعل؟
يحمل الحدث رمزية واضحة عن تدهور الأوضاع البيئية والسياسية على كوكب الأرض وينبه إلى كارثة محققة باقتراب البشرية من التدمير الذاتي، بعد قيام مجلس العلوم والأمن العالمي التابع لنشرة علماء الذرة بتحريك ساعة القيامة إلى الأمام بمقدار 10 ثوان، وبذلك يفصلنا عن منتصف الليل (وقوع الكارثة وفناء البشرية) 90 ثانية فقط.
وجاء تحريك ساعة القيامة مساء الثلاثاء 24 يناير في واشنظن عبر مؤتمر صحفي افتراضي، تم بثه على الموقع الرسمي لنشرة علماء الذرة وعبر قناتها على منصة يوتيوب، معلنا أنتحريك ساعة القيامة نحو منتصف الليل جاء نتيجة الحرب الروسية- الأوكرانية والمخاطر العالمية الناتجة عنها، خاصة في ظل التهديدات الروسية باستخدام الأسلحة النووية.
ساعة القيامة Doomsday Clock
وفي بيان صحفي عن قرار تحريك ساعة القيامة، أوضحت الدكتورة راشيل برونسون أننا "نعيش زمن خطر غير مسبوق"، متأملة أن يتم اتخاذ تحريك ساعة نهاية العالم الرمزية على محمل الجد، وأن يسعى قادة العالم إلى الحوار لاستكشاف سبل إعادة العقارب إلى الوراء، خاصة في ظل أزمات تغير المناخ وتداعيات جائحة كوفيد-19 والتهديدات البيولوجية.
كان آخر توقيت للساعة قبل التحديث الأخير هو 100 ثانية قبل منتصف الليل، وكانت نشرة علماء الذرة قد عدلته عام 2020 لتنبيه العالم إلى المخاطر التي تهدد البشرية وتؤدي إلى فنائها وتدميرها الذاتي، ولكن حدث التحريك الأخير بسبب تخاذل المجتمع والقادة الدوليين.
اقتراب ساعة القيامة
وتشير ساعة القيامة Doomsday Clock إلى نهاية العالم الذاتية، وهي ساعة رمزية تم تصميمها عام 1947 على يد منظمة نشرة علماء الذرة غير الربحية والمهتمة بقضايا العلوم والأمن العالمي، والتي تضم علماء ذريين وتتبع جامعة شيكاغو، وكان الهدف أن تكون الساعة بمثابة إنذار لاقتراب نهاية العالم، حيث يمثل وصول عقارب الساعة إلى 12 منتصف الليل بوقوع الكارثة وفناء البشرية.
عند تصميم الساعة بعد الحرب العالمية الثانية، وفي ظل مخاطر الأسلحة النووية والمأساة التي أعقبت استهداف هيروشيما وناجازاكي بالقنابل النووية مع نهاية عام 1945، تم ضبطها على 7 دقائق قبل منتصف الليل، وظهرت على غلاف مجلة علماء الذرة المشاركين في مشروع مانهاتن، وصممتها مارتيل لانجسدروف زوجة ألكسندر لانجسدروف عالم الفيزياء المشارك في المشروع.
ساعة القيامة تعلن اقتراب نهاية العالم.. باقٍ 100 ثانية
دلائل تحريك ساعة القيامة
هدف الساعة أن تشير إلى الحاجة الملحة لتدارك المخاطر التي يمكنها أن تؤدي إلى فناء البشرية، ومع التعديل الأخير تكون ساعة القيامة قد خضعت للتغيير 25 مرة، الأولى عام 1949 عندما اختبر الاتحاد السوفيتي نجاح أول قنبلة ذرية، والمرة الأخيرة عام 2023.
ويعتبر ضبط الساعة 90 ثانية قبل منتصف الليل هو التوقيت الأقرب لنهاية العالم، بينما كان أبعد توقيت عن منتصف الليل هو 17 دقيقة عام 1991 مع نهاية الحرب الباردة، وتوقيع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي اتفاقا لتقليل ترسانات الأسلحة النووية.
يجتمع أعضاء منظمة نشرة علماء الذرة مرتين كل عام لمراجعة الأحداث العالمية، سواء على المستوى السياسي أو البيئي، وبناءا عليه يتحدد إعادة ضبط ساعة القيامة ومقدار الثواني والدقائق، ويحمل أعضاء المنظمة درجات علمية مرموقة في علوم المناخ والبيئة والتكنولوجيا النووية، وما يقرب من 13 عالما حائزين على جائزة نوبل.
متى يوم القيامة في الإسلام
وبغض النظر عن ساعة القيامة الرمزية، باتت تنتشر شكوك التوقيت الذي يمكن أن تنتهي فيه الحياة على كوكب الأرض وتفنى البشرية، وأشار القرآن الكريم إلى يوم القيامة باعتباره نهاية الوجود البشري والانتقال إلى الدار الآخرة والحساب، ويعتبر الإيمان باليوم الآخر أو يوم القيامة، هو من أركان الإيمان التي تكتمل بها العقيدة الإسلامية.
وبالطبع، لم يحدد الله تعالى يوم القيامة "ويسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يُجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون" سورة الأعراف.
علامات يوم القيامة
عندما تُكشف الحُجب، وأصبح ما هو مغيبا عن البشر معلوما، يعني ذلك قيام الساعة أو يوم القيامة، الذي حاول العلماء والفقهاء الاستدلال عليه من أحاديث الرسول أو القرآن الكريم، وتم تقسيم علامات يوم الدين إلى علامات صغرى وأخرى كبرى، ومع اقراب ساعة القيامة ويوم لقاء العبد ربه، نلحظ هذه العلامات والدلائل.
ويظل موعد قيام الساعة مجهولا لا يمكن لأحد أن يعلم به، وعمد الله تعالى أن يخفي عنّا موعد يوم الدين ووقت لقائه، حتى يظل الإنسان عاكفا عابدا يسعى إلى الخير، ويتكشف المحسن من المسيء، والعبد الطائع من العبد العاصي، ولذلك حتى وإن ظهرت علامات ليوم الآخرة يظل علمه عند الله.
علامات يوم القيامة الصغرى بالترتيب
وذكر الشيخ مصطفى عبد الرازق، عضو اللجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف، في لقاء تلفزيوني العلامات الصغرى ليوم القيامة، وأوضح أن هذه العلامات سُميت بـ "الصغرى" لبعدها الزمني عن موعد قيام القيامة، فمنذ ظهور الإسلام وهناك علامات تشير إلى اقتراب قيام الساعة- والله أعلم- وقد تكون هذه العلامات لها وقع إيجابي أو سلبي، وهي:
- ضياع الأمانة.
- تقليد الأمم الأخرى والأمم السابقة.
- رواج التجارة على مستوى واسع.
- تخوين الأمين
- قطيعة الأرحام
- طاعة الرجل لزوجته ومعصيته لأمه، قربه من صديقه وابتعاده عن أبيه.
- انتشار الزنا والاستهانة به.
- أن يأكل الناس بألسنتهم، بمعنى أن باب رزقهم المدح الزائف والنفاق ونصر الباطل.
- تقارب الزمان بمعنى قلة بركته أو قصر أعمار أهل هذا الزمان.
- أن تكون السنوات خداعات، إما تمر كأنها شهرا أو يكثر فيها الخداع، فيصير الكاذب هو الصادق بين الناس، والخائن هو الأمين.
- ينطق فيها الروبيضة، وهو حديث السفيه والجاهل في أمر العامة وحل قضايا الأمة.
- وظهور الفُحش (الكلام والفعل القبيح).
- شيوع البخل.
- شهادة الزور وكتمان قول الحق.
- يهلك الوعول ويظهر التحوت، أي يهلك أشرف القوم وعقلائهم بينما يبقى الجهلاء الذين لم يعلم أحد بوجودهم.
- انقلاب المعايير.
علامات الساعة الصغرى التي لم تظهر
وهي علامات كلها ظاهرة وموجودة، بينما هناك علامات صغرى لم تظهر بعد:
- أن تُخرج الأرض كنوزها من الذهب والفضة والمعادن النفيسة.
- أن يفيض المال ويكثر، ويصبح رب المال مهموما فيما يصرفه ويبحث عن محتاج له لا يجده.
- يكثر الهرج، وهو كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الرجل يقتل رجلا دون أن يدري لم قتله.
- وقت عودة بلاد العرب مروجا وأنهارا، أي يجري فيها الخير الكثير، فتظهر الأنهار والمساحات الخضراء في بلاد شبه الجزيرة العربية.
- زوال الجبال إما بفعل الإنسان أو بشكل طبيعي.
- ظهور المهدي المنتظر: وهو الحدث الفاصل بين العلامات الصغرى والعلامات الكبرى، وأن اسمه سيكون موافقا لاسم النبي محمد واسم أبيه مثل اسم والد النبي، وهو من ذرية الحسن بن علي، ويبقى في الدنيا 7 أو 8 سنوات، تكون خلاله الأمة الإسلامية أعظم الأمم، وهدف ظهوره لوقف الفساد وشيوع العدل والتقوى.
علامات يوم القيامة الكبرى بالترتيب
أما العلامات الكبرى التي تُرجح قيام الساعة، فقد تكون:
- الدخان.
- ظهور المسيح الدجال.
- نزول سيدنا عيسى.
- عودة يأجوج ومأجوج.
- تظهر دابة تكلم الناس.
- 7 سنوات يعيش الناس لا يوجد بين اثنين عداوة.
- يرسل الله ريحا باردة وحلوة تقبض من كان به مثقال ذرة من خير من إيمان.
- يزول من بعدها الإسلام ويُمحى وترفع المصاحف.
- طلوع الشمس من مغربها.
- غلق باب التوبة، أي لا يقبل إيمان من كافر ولا توبة من عاصي.
- الخسف بالمشرق، ثم المغرب، ثو بجزيرة العرب.
- وأخيرا تخرج نار من عدن تسوق الناس إلى محشرهم.
لم يظهر من علامات الساعة الكبرى أي دلائل، ونعيش يوميا العلامات الصغرى التي بدأت مع بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أما ساعة القيامة فهي طريقة علمية اخترعها علماء الذرة للحفاظ على كوكب الأرض ومنع البشرية من تدمير ذاتها.
aXA6IDE4LjIyNC43My4xNTcg
جزيرة ام اند امز