حكاية نهر يوم القيامة.. البشر على حافة الخطر
وصل تأثير التغيرات المناخية إلى نهر يوم القيامة في القطب الجنوبي؛ فكيف يُشكل خطرًا على حياتنا؟
في يناير/كانون الثاني من العام 1947، وبينما كانت فرقة من البحرية الأمريكية تُجري مسحًا فوتوغرافيًا في غرب القارة القطبية الجنوبية، ووجدوا نهرًا جليديًا، لفت انتباههم؛ إذ تقارب مساحته 192 ألف كيلومتر.
وأعطوا هذا النهر اسم "نهر ثويتس"، نسبة إلى عالم جيولوجي من جامعة ويسكونسن ماديسون، يُدعى "فريدريك ثويتس"، على الرغم من أنّ الدكتور ثويتس لم يزر النهر طوال حياته.
لكنْ هناك اسم آخر حمله هذا النهر الجليدي، وهو مرعب بعض الشيء، على الرغم من انتقاد بعض العلماء لهذا الاسم، واعتباره مبالغة، ويجب التوقف عن استخدامه، إلا أنه مشهور به، إنه "نهر يوم القيامة".
لماذا يُسمى "نهر يوم القيامة"؟
حسنًا، عادةً ما يُوحي لفظ القيامة إلى نهاية العالم، وهذا يعني أنّ هذا النهر مرتبط بشكل ما بنهاية العالم، أو بالأحرى انتهاء حياة البشر على الكوكب؛ فعلى الرغم من وجوده في القارة القطبية الجنوبية، إلا أنّ انهياره أو ذوبانه، قد يؤثر على حياة إنسان يعيش في قارة أفريقيا، فذوبان نهر جليدي بهذا الحجم، يمكنه رفع منسوب المياه على سطح الكوكب، وما يترتب على ذلك من تآكل القارات وغرق المدن والجزر تحت الماء، ونزوح الإنسان من الساحل إلى داخل القارة، وتزداد المنافسة على الموارد، وتفقد الحيوانات والنباتات موائلها. فضلًا عن تدمير نُظم بيئية بأكملها، وارتفاع معدل انقراض الأنواع، وما إلى ذلك.
على وشك الانهيار
كشفت دراسة حديثة عن الخطر المحدق بنهر ثويتس، إذ وجد الفريق البحثي بقيادة الدكتور "بيتر دافيس"، عالم محيطات في هيئة المساحة الجيولوجية البريطانية، أنّ هناك تسربا للمياه الدافئة بين شقوق نهر ثويتس، ما قد يتسبب في ذوبان جليده، وارتفاع منسوب المياه، وحصل الباحثون على النتائج بعد رسم خريطة باستخدام مسح الأقمار الصناعية، التي أظهرت أنّ الارتفاع في درجات الحرارة، نتيجة الاحترار العالمي، قد تسبب في فقدان الجليد سيطرته على منطقة التأريض، وهي المنطقة المسؤولة عن تثبيت النهر الجليدي في مكانه، وتقع في قاع البحر.
وهذا قد يؤدي في النهاية لذوبان جليد نهر ثويتس، وتتسرب المياه إلى المحيط، ما يتسبب في رفع منسوب المياه على الكوكب بما يُقارب نصف مترًا. الأمر لا يتوقف عند هذا الحد؛ فنهر ثويتس، يعمل كدرع واقٍ من انهيار الكتل والأنهار الجليدية المجاورة له التي قد ترفع منسوب المياه إلى ما يقرب من 3 أمتار. وهذا كفيل بغمر جزر وبلاد تحت الماء. ونُشرت الدراسة في دورية "نيتشر" (Nature) في 15 فبراير / شباط 2023.
حتى لا نُزعج الطبيعة
جدير بالذكر أنّ مساهمة هذا النهر في رفع مستوى سطح المياه على الكوكب بنحو 3 أمتار، لا علاقة لها بالخطر الآخر المحدق بالكوكب عندما يتسبب الاحترار العالمي في فقدان غرينلاند أو غيرها من المناطق الجليدية على سطح الأرض للجليد الذي تحمله.
والسؤال الأهم، هل توجد حلول؟ الإجابة باختصار، هي توقف البشر عن الأنشطة التي تبعث غازات الاحتباس الحراري، والعمل على احتواء الموقف، وتحقيق هدف الحياد الكربوني بأقرب وقت ممكن؛ حتى لا نُزعج الطبيعة ونعيش بسلام.
aXA6IDE4LjE4OC4xODMuMjEg
جزيرة ام اند امز