أبواب تحرس الطبيعة.. قرية تركية تستلهم ماضيها لوقف حرائق غاباتها

في مشهد يعيد للأذهان صورة الأحياء القديمة ذات الأبواب الكبيرة التي كانت تحمي سكانها، ابتكر أهالي قرية "أورهاني" بولاية بورصة التركية وسيلة فريدة للحفاظ على غاباتهم وحقولهم الزراعية من خطر الحرائق المتكرر، عبر إقامة بوابات حديدية عند مداخل الغابة
هذه الأبواب لا تُفتح إلا من قِبل مختار القرية أو السكان أنفسهم، وهو ما حدّ بشكل كبير من دخول الغرباء والعابرين الذين قد يتسببون في اندلاع الحرائق.
وقد أنشئت البوابات الجديدة بجهود أهلية خالصة، إذ ساهم نحو 500 شخص من سكان القرية في تمويل المشروع من خلال التبرعات. وتمتاز البوابات بكونها حديدية ومتينة، كما يمكن التحكم في فتحها عن بُعد، لتجمع بين الطابع التقليدي للفكرة والوسائل الحديثة للتنفيذ. وإلى جانب البوابات، جرى تركيب كاميرات مراقبة عند المداخل، لضبط حركة الدخول والخروج ورصد أي نشاط غير مألوف في محيط الغابة.
ويأتي هذا المشروع في ظل القلق المتزايد الذي يعيشه المزارعون والسلطات التركية على السواء، بعد صيفٍ شهد سلسلة حرائق مدمرة اجتاحت مناطق واسعة من البلاد، وأثارت موجة من الغضب والخوف. وتشير التحقيقات إلى أن بعض هذه الحرائق اندلع بفعل فاعل أو نتيجة إهمال من متنزهين وزوار، فيما يخضع عدد منهم للمحاكمة حالياً.
من جهته، أوضح مختار القرية، عثمان يلدز، أن الهدف الرئيس من إقامة البوابات هو حماية الغابة من أخطار الحرائق والحفاظ على البيئة الزراعية التي تمثل مصدر رزق أساسي للأهالي. وكشف عن خطة مستقبلية لجمع تبرعات جديدة لشراء جرارات وصهاريج مياه، بحيث تكون القرية مجهزة للتدخل السريع في حال نشوب أي حريق، إلى جانب الاستفادة منها في خدمة الأراضي الزراعية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI0IA== جزيرة ام اند امز