ازدواجية معايير.. أردوغان المنشق عن أربكان يتهم المنشقين عنه بالخيانة
كاتبة تركية تسلط الضوء على ازدواجية المعايير لدى أردوغان، في مقال لها بعنوان "الخيانة ودفع الثمن"
سلطت كاتبة تركية الضوء على ازدواجية المعايير لدى الرئيس رجب طيب أردوغان في تعامله مع المنشقين عن حزبه ويسعون لتأسيس حزب سياسي جديد مناهض للعدالة والتنمية الحاكم، وعلى رأسهم علي باباجان نائب رئيس الوزراء السابق، ورئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو.
الكاتبة فاطمة تشَليك، في مقال لها بعنوان "الخيانة ودفع الثمن" نشره الموقع الإلكتروني لصحيفة "يني جاغ" التركية المعارضة، قالت إن أردوغان لم يتعامل مع المنشقين عن حزبه بالطريقة نفسها التي عامله بها نجم الدين أربكان حينما انشق عن حزبه "الرفاه" نهاية تسعينيات القرن الماضي، وأسس العدالة والتنمية عام 2002.
وطرحت الكاتبة في مقالها تساؤلا قالت فيه "لو كان أحد منكم رئيس حزب سياسي، وانشق أحد عن حزبكم بالتأكيد تحتم اللباقة السياسية عليكم أن تستخدموا عبارات مهذبة عند الحديث عن مثل هذه الانشقاقات، كأن تقولوا: لقد تفرقت بنا السبل أو اختلفنا في وجهات النظر أو اختلفت سياساتنا".
وتابعت "وقد تستخدمون عبارات أكثر قسوة لكن مهذبة أيضا، كأن تقولوا عمن انشق عنكم: لقد تركونا بمفردنا"، مضيفة "لكن هل يمكنكم أن تقولوا: لقد خانونا ومزقوا الأمة، هؤلاء الخونة سيدفعون الثمن؟!".
واستطردت تشليك قائلة "على ما أعتقد أن مثل هذه العبارات لا تتفق مع ثقافة الديمقراطية، فمن الطبيعي جدا أن يحدث اختلاف في الرأي داخل الكيان السياسي الواحد، ويحتم على طرف ما أن ينشق ليؤسس كيانا جديدا يعبر من خلاله عن وجهة نظره السياسية، فلماذا يوصف هؤلاء بالخونة إذن؟!".
وأضافت "وإذا عاملنا أردوغان بنفس منطقه اليوم حيال انشقاقه في تسعينيات القرن الماضي عن أستاذه نجم الدين أربكان وحزب الرفاه، هل يمكننا القول إن أردوغان خان أربكان؟ وهل هو بهذه الخطوة والانشقاق قد مزق الأمة حينها؟
وذكرت أن أردوغان قال في تصريحات مؤخرا، خلال إحدى الاجتماعات بقياديي حزبه، "يقولون إن بعضهم يؤسسون حزبا، لا تضعونهم في بالكم، فكم شاهدنا من انشقوا عنا وأسسوا أحزابا، ولم يعد لهم ذكر حاليا، لأن من يقوم بمثل هذه الخيانات حتما يدفع الثمن غاليا".
الكاتبة أشارت معلقة بالقول "وعلى الرغم من أن أردوغان طلب من أعضاء حزبه عدم شغل بالهم بمن يسعى لتأسيس حزب جديد، إلا أنه يضعه في رأسه جيدا والأمر يقلقه بشدة، وهذا أمر واضح".
ولفتت إلى أن أردوغان استعمل الأساليب والتهديدات نفسها ضد المعارضة التركية، مستشهدة في هذا المقام بزعيم المعارضة كمال قليجدار أوغلو، وزعيمة حزب "الخير" ميرال أكشينار.
واستغربت تشليك من تبني أردوغان مثل هذه المواقف "وهو يعرف أن تأسيس حزب جديد حق دستوري تكفله الأعراف السياسية، ويعرف أن ذلك ما حدث إلا لما رأى رفقاؤه أن الدولة تحولت إلى نظام الرجل الواحد، الذي بات يجمع بيده كافة الصلاحيات والسلطات".
وتابعت قائلة "على أردوغان أن يعرف أن أساليب التهديد لم تعد تجدي نفعا، ولم يعد لها قبول أو رواج لدى الرأي العام".
يذكر أن المشهد السياسي التركي تسيطر عليه حالة من الارتباك في الوقت الحالي، بسبب انشقاق نائب رئيس الوزراء السابق علي باباجان عن حزب العدالة، وانتقاده سياساته ومبادئه، والإعلان عن تحركه لتأسيس حزب جديد بالتعاون مع رموز سياسية أخرى.
كما يسعى داود أوغلو لتأسيس حزب جديد أيضاً، مع المنشقين المحتملين عن حزب العدالة والتنمية.
وقدم باباجان، في 8 يوليو/تموز الجاري، استقالته رسمياً من "العدالة والتنمية"، في خطوة كان لها بالغ الأثر على الحزب الحاكم الذي يعاني من انشقاقات متتالية، اعتراضاً على سياسات أردوغان التي أدخلت البلاد في نفق مظلم.
وعلى وقع انشقاق باباجان، كشفت وسائل إعلام تركية مؤخراً عن نية 40 برلمانياً منتمين للحزب الحاكم الانضمام إلى الحزب الجديد.
وسارع 4 وزراء سابقين منتمين لحزب أردوغان، يوم 10 يوليو/تموز الجاري، إلى تأييد باباجان في خطوته الجديدة.
كما يعتزم 40 نائباً من الكتلة البرلمانية للعدالة والتنمية الانضمام لحزب نائب رئيس وزراء تركيا السابق، الذي يؤسس له رفقة رئيس البلاد السابق عبدالله جول، وفقاً لتقارير صحيفة محلية.
ويُرجع النواب الذين يعتزمون الاستقالة من العدالة والتنمية، اتجاههم لهذه الخطوة، إلى إصرار أردوغان على سياساته القائمة حاليا في المجالات كافة.
ويسعى كل من باباجان وجول منذ 3 أشهر تقريباً لإقناع نواب العدالة والتنمية بالانضمام لحزبهما الجديد.
ويضم الحزب التركي الجديد خليطاً من الوجوه القديمة والجديدة الناجحة، حيث يدرك كل المقربين من باباجان مدى دقته ومعاييره العالية، إذ إنه يعمل على التفاصيل الصغيرة لكل الخطط قبل الإعلان عنها.
aXA6IDMuMTM4LjEyNC4xMjMg جزيرة ام اند امز