مريم وجيه.. أول مصابة بمتلازمة داون تلتحق بـ"الفنون الجميلة" في مصر
والدة الشابة مريم وجيه تؤكد أن ابنتها شاركت بأعمالها الفنية في عدة معارض فنية بدول أوروبية وأفريقية على مدار 3 سنوات متتالية.
بعد عناء طويل خاضته المصرية هناء أمين وهبة، بصبر وقوة مع نجلتها الشابة مريم وجيه، من أصحاب الهمم، في المشوار التعليمي، وتطوير قدراتها في مجال الرسم، حصدت الأم ثمرة مشوار كفاحها، وأصبحت ابنتها أول فتاة مصرية مصابة بـ"متلازمة داون" تلتحق بكلية الفنون الجميلة.
ولم تتوقف الأم المصرية عن هذا الحد لتنمية مواهب "مريم" في عالم الفن التشكيلي، بل استطاعت بفضل إصرارها إلحاق نجلتها برياضة السباحة، حتى أطلق عليها "بطلة العرب" لما حققته من إنجازات مبهرة في هذا المجال جعلتها في نهاية المطاف حاصلة على 50 ميدالية.
"العين الإخبارية" التقت الأم المصرية التى تعمل مدرسة لتروي لنا الرحلة الصعبة التى خاضتها نجلتها منذ مولدها، وكيف شقت الطريق أمامها لكي تتعلم وتطور موهبتها.. وإلى نص الحوار:
متى علمتِ أن ابنتك مصابة بمتلازمة داون؟
"مريم" هي الطفلة الأولى التى رزقت بها في هذه الحياة، وبعد أيام قليلة من ولادتها ونزولها إلى عالمنا، فوجئت بأنها من أصحاب الهمم، وأصبت بالصدمة لعدة أيام قليلة، وبفضل الله وعزيمتي القوية، قمت بإجراء تحليل "الكروموسومات"، وعلمت أن حالة طفلتي ليست معقدة، ولم أقف مكتوفة الأيدي أمام حالتها الصحية، فألحقتها بمراكز تخاطب، من أجل تحسين مستواها بشكل طبيعي وسريع، وحتى أتعلم بصورة شخصية كيفية التعامل مع صغيرتي، وأجعلها مؤهلة للحياة الدراسية بشكل سليم.
ما أبرز الصعوبات التي واجهتكِ؟
عند وصول مريم إلى سن المدرسة اصطدمت بعدة صعوبات أبرزها أن العمر الذي كانت عليه صغيرتي لم يكن فيه دمج، وهذا الأمر أرهقني كثيراً لأنني شعرت بأنني لن أتمكن من تعليمها، ولكن بالصمود والصبر استطعت أن ألحقها بإحدى المدارس التي تقبلت حالتها، وسارت الأمور على ما يرام حتى السنة الدراسية الثانية الابتدائية، وبعد ذلك بدأت الصعاب، واكتشفت أن "مريم" لم تستفد تعليمياً ونفسياً ومعنوياً.
وكيف واجهتِ هذه التحديات؟
تحركت سريعاً لإنقاذها من "المجتمع الصغير" الذي لا يفهم ولا يقدر ولا يستطيع احتواء حالة نجلتي، وقمت بتحويل ملفها كاملاً إلى مدرسة "دي لاسال- تربية فكرية" المتخصصة في حالات "مريم"، وبعد وقت قصير تغيرت الأمور بنسبة مئة في المئة للأفضل، وشعرت أن طفلتي تتحسن في جميع الأمور سريعاً وبمعدل مبهر، الأمر الذي شحن طاقتي بصورة إيجابية وساعدني على استكمال الطريق الصعب في حياة "مريم".
متى اكتشفتِ موهبة الرسم عند "مريم"؟
اكتشفت أنها تدرب نفسها بنفسها على المسك بالقلم بطريقة سليمة خلال طفولتها، ثم لاحظت تلوينها بعض الرسومات، ويوماً تلو الآخر تطورت موهبة "مريم" بمساعدتي لها على مسك فرش الرسم بشكل سليم، وبعد وقت قليل شعرت أنها تريد ممارسة الرسم بنفسها، ومن ثم لجأنا إلى مشاهدة فيديوهات تعاليم الرسم بأساليب مختلفة، حتى تمكنت صغيرتي من إتقان رسم البورتريهات والمناظر الطبيعية الخلابة.
كيف التحقت ابنتك بكلية الفنون الجميلة؟
بعد إتقانها للرسم، شاركت في ملتقى أولادنا للفنون، تحت قيادة سهير عبدالقادر، وشاهد الدكتور أشرف رضا، وكيل كلية الفنون الجميلة، أعمالها الفنية المبهرة المميزة، وأشاد برسوماتها، وقرر على الفور تقديراً لإبداعها، إلحاقها بكلية الفنون الجميلة عن طريق منحة دراسية حرة.
هل شاركت "مريم" بأعمالها الفنية خارج مصر؟
بالفعل، ابنتي شاركت بأعمالها الفنية في عدة معارض فنية بدول أوروبية وأفريقية على مدار 3 سنوات متتالية، وكرمت في نهاية الفعاليات الدولية على فنها التشكيلي المبهر، أما في مصر، فشاركت في مسابقة "موهوب مصر"، وفازت بالمركز الأول، بالإضافة لمشاركتها في مسابقة مشيخة الأزهر الشريف، وفازت بالمركز الرابع وأهدت لوحتها الفنية لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر.
وماذا عن مشاركتها في بطولات السباحة؟
دائماً كنت أحاول تغير نمط حياة "مريم"، وبعد إنجابي شقيقتها الصغرى بـ4 سنوات، قررت إلحاقهما برياضة السباحة التي غيرت الكثير من حياتها، سواء على المستوى العضلي أو النفسي، ومع أول بطولة أولمبياد حصلت "مريم" على ميدالية ذهبية، وتأهلت إلى بطولة العرب، ثم توالت البطولات والمشاركات، لتحصد ابنتي خلال مشوارها الرياضي الحافل على 50 ميدالية.
ما أهم أمنيات نجلتكِ؟
مقابلة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والوصول إلى العالمية في مجالها الفني الإبداعي مثلما فعلت في ممارستها لرياضة السباحة واستطاعت الحصول على العديد من الميداليات الذهبية، بالإضافة إلى إقامة معارض فنية خاصة بها داخل وخارج مصر، ورفع اسم بلدها عالياً.