العمال الكينيون.. مأساة إنسانية بطعم "القهر" القطري
العمال الكينيون مجبرون على البقاء في قطر بعد احتجاجهم على أوضاع العمل.
منذ حصول قطر على عقود إنشاء ملاعب مونديال عام 2022، خرج للنور كثير من التقارير التي تكشف عن سوء أوضاع العمالة المهاجرة في الإمارة الصغيرة، ورغم كثير من المناشدات لتحسين أوضاعهم، دائما ما تتكشف تقارير جديدة توضح مدى المعاناة وسوء الأوضاع المعيشية التي يمر بها العمال.
ذكرت صحيفة "بيزنس ديلي أفريكا"، أن عشرات الكينيين عالقون في قطر لعدم وجود وثائق السفر وتذاكر الطيران بعد اختلافهم مع أرباب عملهم.
- عمال ملاعب مونديال قطر.. حلم يتحول إلى كابوس
- صحيفة فرنسية: عمال مونديال قطر يعانون "الرق والعبودية"
العمال الكينيون مجبرون على البقاء في قطر بعد احتجاجهم على أوضاع العمل، حيث قال أحدهم: "المرتبات أكبر مشاكلنا. لم نتلق أجورنا في موعدها وأحيانا كان يمكن أن نعمل لـ4 أشهر دون راتب، لذا قررنا مقاطعة العمل عام 2017".
وأوضح العامل أنه ذهب إلى قطر عام 2016، وعمل مدبر منزل ومضيفا بحمامات السباحة وساعيا، وله متأخرات راتب عن عام كامل بنحو 33 ألف شيلينج كيني.
وقال: "في مارس/آذار هذا العام أضربنا ثانية. وأنهت الشركة عقودنا لاحقا وطردتنا من منازلنا. توجهنا إلى المحكمة التي أمرت الشركة بتسكيننا حتى نظر القضية والإقرار فيها".
وتعد هذه القصة هي نفسها بين جميع الكينيين العالقين في قطر، وبعضهم يعيش هناك منذ عام 2013، لكنهم قالوا إنه كان من الصعب متابعة القضية "لأن كل شيء يتم باللغة العربية التي لا نفهمها".
وأضافوا: "أصبحنا نعيش في الشوارع ونعتمد على بقايا الطعام وطعام من القمامة".
من جانبها، ذكرت صحيفة "ديلي نيشن" الكينية، أن أكثر من 80 كينيا يعيشون في ظروف يرثى لها في قطر بعد فشل طلباتهم بالحصول على وظائف أفضل، وناشدوا الحكومة الكينية المساعدة في إعادتهم إلى الوطن.
وأشارت الصحيفة إلى أن كثيرا من الكينيين الموجودين في قطر يتعرضون لسوء معاملة يعجز عنها الوصف، بالإضافة إلى التعذيب والعبودية الصريحة، لافتة إلى أن كثيرا من العائلات في مومباسا يريدون من الحكومة إعادة أحبائهم إلى الوطن بعدما أنهت شركاتهم عقود عملهم.
وقالت سيدة كينية، خلال لقاء مع الصحيفة، إن شقيقها غادر البلاد عام 2013، لكنه غير قادر على العودة بسبب عدم توافر وسيلة نقل.
وتأمل عائلات العمال الكينيين الموجودين في قطر، في أن تتدخل الحكومة الكينية وتحل الأزمة لإعادة أبنائهم إلى أرض الوطن.