في ذكرى ميلاده.. "دافنشي" فنان رسم طريقه لذاكرة التاريخ
من أشهر لوحات ليوناردو دافنشي.. العشاء الأخير التي انتهى منها عام 1482 والموناليزا التي بدأ بها عام 1503.
يحتفي العالم في 15 من أبريل/نيسان بذكرى ميلاد ليوناردو دافينشي الشخصية الرائدة في عصر النهضة، التي تركت أعمالا عرفت قديما وعرفت حديثا وستظل معروفة في المستقبل.
دافينشي درس الفن واهتم بالعلوم، وأوصله حبه لاكتشاف عوالم متعددة منها عالم الرسم والنحت والاختراع والهندسة.
ولد الإيطالي دافينشي عام 1452 في قرية تدعى أنشيانو، وطغت موهبته بالرسم على جميع مواهبه الأخرى منذ صغره، فبدأ بتعلم النجارة والنحت والعمل على المعادن عندما أتمّ الـ14 عاما.
أسس دافينشي ورشته الخاصة عندما كان بالـ20 من عمره وانضم إلى نقابة فناني القديس لوك في فلورنسا في ذلك الوقت، ويقال إن دافينشي ساعد معلمه "ديل فيروشيو" آنذاك برسم العمل الفني الشهير "معمودية المسيح"، ولكن بشكل بسيط.
إنجازاته
تسلم دافينشي عام 1478 عمله الأول وهو لوحة لتزيين مذبح الكنيسة داخل قصر فيشيو في فلورنسا.
وفي عام 1482 كلّف حاكم فلورنسا دافنشي بصنع قيثارة فضية ليرسلها كهدية إلى حاكم ميلان كعربون سلام، واستطاع دافينشي أن يصل في ذلك الوقت لحاكم ميلان، وأن يقنعه بمهاراته كمهندس حربي فعينه الحاكم، وعمل عنده لمدة 17 عاما.
العشاء الأخير
في عام 1495 كلف حاكم ميلان دافينشي برسم لوحة لتعرض على الجدار الخلفي لقاعة الطعام في دير سانتا ماريا ديل غرازي في ميلانو، فعمل دافينشي لثلاث سنوات على لوحة أسماها "العشاء الأخير" وصور فيها مشهد اللحظة التي أخبر فيها المسيح رسله الاثني عشر الذين اجتمعوا لعشاء عيد الفصح بأن أحدهم سيخونه.
وتتميز اللوحة بكبر حجمها ودقة تفاصيلها، حيث إن أبعادها تبلغ 8 أمتار و83 سم عرضا و4 أمتار 57 سم ارتفاعا، أما بالنسبة لدقة التفاصيل، فإن جميع الأشخاص المرسومين في اللوحة يمتلكون تعابير واضحة ودقيقة، وكما أن جميع العناصر داخل اللوحة تشير إلى منتصفها وهو رأس السيد المسيح.
الموناليزا
في عام 1503 بدأ دافنشي مشروع لوحته الأشهر "الموناليزا" التي تمثل ابتسامة غامضة لامرأة رسمها، وزاد من سحر اللوحة، الغموض الذي أحاط ببطلتها، فاختلفت الآراء حول هوية الفتاة، كما كان معروف عن الوحة أنها تنظر إلى من ينظر إليها، ولكن أنهت دراسة ألمانية حديثة حالة الجدل التي طالما أثارتها ونفت الاعتقادات التي سادت طوال عقود نظر "الموناليزا" لمن ينظر إليها من أي زاوية يقف فيها.
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن باحثين من جامعة "بيليفيلد" الألمانية، خلصوا إلى عدم صحة الظاهرة التي يطلق عليها "تأثير الموناليزا"، إذ اكتشفوا أن عيني الموناليزا لا تنظران لمن يشاهدهما من جميع الزوايا، كما كان يعتقد أغلب الناس.
وتوجد اللوحة اليوم في متحف اللوفر وتعتبر كنزاً وطنياً يراه ملايين الزوار.
وفاته
توفي دافنشي في الثاني من مايو عام 1519 عن عمر ناهز 67 عاماً، وكان معروفاً عنه أنه غالباً لا يكمل الأعمال والمشاريع التي يبدأها، ولكن بالرغم من ذلك ترك وراءه العديد من القصص والأعمال التي ستبقيه في ذاكرة التاريخ لوقت طويل جدا.
aXA6IDMuMTQzLjIxOC4xMTUg جزيرة ام اند امز