«دماء الشرق» ترجئ انسحابها.. البعثة الأممية باقية بالكونغو الديمقراطية
«الظروف ليست مواتية بعد لإكمال المرحلة الثانية من انسحاب قوات حفظ السلام الأممية».. هكذا أكد زينون موكونغو نجاي، سفير الكونغو الديمقراطية لدى المنظمة الدولية.
تصريح موكونغو، جاء مدفوعا بأسباب، كشف عنها في كلمة ألقاها أمام مجلس الأمن الدولي، مؤكدا أن تصاعد الاشتباكات والعنف في الاشتباكات في منطقة شرق الكونغو التي تشهد اضطرابات، هو السبب.
- أشباح المذبحة.. لماذا تدعم رواندا التمرد في الكونغو الديمقراطية؟
- مدينة استراتيجية شرق الكونغو الديمقراطية تسقط بين أيدي «إم 23»
وأشار موكونغو إلى أن "المرحلة الأولى من الانسحاب في إقليم كيفو بجنوب البلاد اكتملت يوم 25 يونيو/حزيران رغم أنه كان من المقرر إنجازها في أبريل/نيسان".
ولفت إلى أنه "نظرا لاستمرار عدوان رواندا في شمال كيفو، فإننا سنمضي قدما في المرحلة التالية من الانسحاب عندما تسمح الظروف، وذلك بناء على عمليات تقييم مشتركة جارية".
ودأبت الكونغو الديمقراطية والأمم المتحدة على اتهام رواندا بدعم حركة 23 مارس (إم23) المتمردة، وهو ما نفته كيجالي.
وأوضحت حكومة الكونغو الديمقراطية أن "بعثة حفظ السلام الدولية التابعة للأمم المتحدة ستعلق المرحلة الثانية من انسحابها دون تحديد موعد آخر لإتمامها بعد المرحلة الأولى في يونيو/حزيران".
وفي سبتمبر/أيلول من العام الماضي، طلب الرئيس فيليكس تشيسكيدي من البعثة تسريع انسحاب قوات حفظ السلام التي جرى نشرها في الدولة الواقعة في وسط أفريقيا في مسعى للتصدي لحالة انعدام الأمن الناجمة عن الاشتباكات المسلحة بين جماعات متنافسة للسيطرة على الأراضي والثروات.
وقالت بينتو كيتا، رئيسة بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية، إنه لا يوجد "جدول زمني" للانسحاب من إقليمي شمال كيفو أو إيتوري.
وأضافت للصحفيين في مقر الأمم المتحدة، الإثنين: "لا تسألوني عن الخطوة المقبلة... كما قلنا ما سنفعله الآن هو التوقف والاستعداد وتحديد المرحلة التالية بناء على الواقع الفعلي".
وقالت تيريز وامبا فاجنر وزيرة خارجية الكونجو إن الحكومة تسعى إلى تجنب حدوث فراغ أمني.
وأضافت للصحفيين في كينشاسا: "فيما يتعلق بشمال كيفو، سنأخذ في الاعتبار التطورات التي نراها على الأرض قبل اتخاذ قرارات مسؤولة وسنبدأ عملية (الانسحاب) عندما تسمح الظروف".
وحركة "إم23" (حركة 23 مارس) هي جماعة متمرّدة كونغولية مسلّحة تقول إنها تدافع عن التوتسي في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وأعلنت -متحالفة مع كوادر في الحزب الحاكم السابق في كينشاسا- نيتها الزحف إلى العاصمة.
ويتّهم الخبراء السلطات الرواندية بأنها "انتهكت وحدة جمهورية الكونغو الديمقراطية وسيادتها"، ويعتبرون أنها "مسؤولة عن أعمال حركة إم23" من خلال الدعم الذي تقدمه "لغزوها الإقليمي".
ومنذ نهاية عام 2021 تتقدّم حركة إم23 وقوات من الجيش الرواندي في مقاطعة شمال كيفو، حيث هزمتا الجيش الكونغولي وحلفاءه وأنشأتا إدارة موازية في المناطق الخاضعة لسيطرتهما.
وحتى نهاية عام 2023 بقيت السلطات الرواندية تنفي علنا إرسال قواتها للقتال إلى جانب متمردي حركة إم23، لكن مذاك لم تعد كيغالي تعلّق بشكل مباشر على هذه الاتهامات.
وفي 20 يونيو/حزيران، قال الرئيس الرواندي بول كاغامي لمحطة فرانس 24 "نحن مستعدون للقتال" ضد جمهورية الكونغو الديمقراطية إذا لزم الأمر، لكنه تجنّب في الوقت نفسه التطرق إلى مسألة الوجود العسكري لبلاده فيها.
وتطالب الولايات المتحدة وفرنسا وبلجيكا والاتحاد الأوروبي رواندا منذ أشهر بسحب قواتها وصواريخها من الأراضي الكونغولية، ووقف الدعم الذي تقدّمه لحركة إم23.