مفاجأة.. العلماء يقتربون من كشف سر الأحلام
العلماء يتوصلون لطريقة عمل المخ خلال الأحلام مما سيسهل معرفة تفاصيل الأحلام وسبب حدوثها.
نجح علماء أمريكيون في التوصل إلى أجزاء من المخ لها صلة بطريقة عمل الأحلام مما سيسهل قريبا معرفة الهدف من الأحلام وأحداثها. وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن العلماء من جامعة ويسكونسن-ماديسون وصفوا هذا الكشف بأنه مذهل وسيفسر الكثير من الأسئلة الغامضة التي تتردد منذ سنوات طويلة بشأن الأحلام.
وكان من المعتقد أن الأحلام قد تحدث أثناء حركة العين السريعة خلال النوم، وهي فترة من النوم يزداد فيها نشاط الدماغ، ولكن تبين أيضا أن الأحلام تحدث في وقت لا تتسارع فيه حركة العين، مما حير العلماء، ولكن بعد استخدام الرنين المغناطيسي بالألوان علي نشاط المخ تمكن العلماء من الوصول لحل.
فقد وجد العلماء أنه عندما يظهر لك وجه أحدهم في الحلم، يكون ذلك مرتبطا بزيادة النشاط عالي التردد في المنطقة الموجودة في المخ التي تساعدك على التعرف على الوجوه في حالة اليقظة. أما الأحلام التي تدور حول مكان ما والحركة والتفكير فهي متصلة بأجزاء المخ التي تقوم بالمهام ذاتها عندما يكون الشخص مستيقظا.
وأوضح العلماء أن ذلك دليل على أن الحلم هو حقا تجربة تحدث أثناء النوم، لأن العديد من الباحثين يرون أنه مجرد شيء قد يخترعه الشخص عندما يستيقظ، وهكذا فإن المخ في حالة الحلم أو في حالة اليقظة يكونا متشابهين أكثر مما يتخيله الكثيرون لأنهما يشتركان في المناطق نفسها، وقد أشاد خبراء كثيرون بأهمية البحث، قائلين إنه سيساعدهم فى حل لغز الأحلام، بل طبيعة الوعي البشري.
وذكر العلماء الأمريكيون أن علماء من سويسرا وإيطاليا تعاونوا معهم لإجراء سلسلة من التجارب شملت ٤٦ مشاركا، لتسجيل نشاط مخهم خلال النوم. وتم توجيه عدة أسئلة للمشاركين عند استيقاظهم من النوم، منها الوقت الذي يظنون أنهم قضوه في الحلم وتفاصيل الحلم وهل يتذكرون وجود وجوه في الحلم أو حركة أو تفكير أو كان حلما صخبا.
وبعد تحليل البيانات تبين أن الحلم كان مرتبطا بانخفاض في النشاط قليل التردد في منطقة في الجزء الخلفي من الدماغ يطلق عليها اسم "المنطقة القشرية الساخنة"، وهي المنطقة التي تشمل المناطق البصرية، وكذلك المناطق المعنية بدمج الحواس، وتم تسجيل النتيجة بغض النظر عما إذا كان المشاركون قد تذكروا الحلم أم لا، وما إذا كان حدث خلال حركة العين السريعة أم لا.
كما نظر الباحثون في التغيرات في النشاط عالي التردد في الدماغ، ووجدوا أن الحلم مرتبط بزيادة في هذا النشاط في "المنطقة الساخنة" أثناء مرحلة النوم التي لا تتحرك فيها العين سريعا، وعلاوة على ذلك، فقد حدد الفريق منطقة الدماغ التي يبدو أنها مهمة في تذكر تفاصيل الحلم، والتي بدا أنها تتركز في الجزء الأمامي من الدماغ، وقد لوحظ كذلك نمط مماثل من النشاط في المنطقة الساخنة وخارجها للأحلام خلال حركة العين السريعة. والنتيجة هي أن الحلم يحدث بنفس التغييرات في نشاط الدماغ بغض النظر عن نوع النوم.
وباستخدام هذه النتائج، اكتشف العلماء أنهم كانوا قادرين على التنبؤ بما إذا كان المشاركون يحلمون عند النوم أم لا، ويقول العلماء إن الدراسة يمكن أن تساعد في تسليط الضوء على طبيعة الوعي، وما يحدث في الدماغ أثناء النوم عندما تنتقل من حالة فقد الوعي إلى وجود تجارب واعية.