كيف أوقف 30 جنديا أوكرانيا زحفا روسيا تجاه كييف؟
تمكنت مجموعة تتألف من 30 جنديا أوكرانيا من القوات الخاصة ومشغلي طائرات مسيرة من تعطيل زحف رتل روسي بطول نحو 60 كيلومترا نحو العاصمة.
ووفقا لصحيفة الجارديان البريطانية، تنتمي هذه المجموعة إلى وحدة الاستطلاع الجوي في الجيش التي تسمى "أيروروزفيدكا" والتي تشكلت عام 2014 من مجموعة من المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات المتطوعين والهواة، الذين يصممون أجهزتهم الخاصة وتطورت لتصبح عنصرا أساسيا في القوات الأوكرانية التي تنخرط في مواجهة القوات الروسية.
ورغم تزويد الدول الغربية أوكرانيا بآلاف الصواريخ المضادة للدبابات والمضادة للطائرات وغيرها من المعدات العسكرية، فقد اضطرت أيروروزفيدكا للجوء إلى التمويل الجماعي وشبكة من الاتصالات الشخصية من أجل الاستمرار، والحصول على مكونات مثل أجهزة المودم المتطورة وكاميرات التصوير الحراري، في مواجهة ضوابط التصدير التي تمنع إرسالها إلى أوكرانيا.
وشرح قائد الوحدة، الليفتنانت كولونيل ياروسلاف هونشار، تفاصيل الكمين الذي نصبته الوحدة للرتل العسكري عند بلدة إيفانكيف مؤخرا، وقال إن المقاتلين الأوكرانيين الذين استقلوا دراجات رباعية كانوا يقتربون من الرتل الروسي ليلا عبر الغابات على جانبي الطريق المؤدي إلى كييف عبر تشيرنوبل.
ويصعب التحقق من صحة الرواية الأوكرانية من مصدر مستقل.
وكان أفراد المجموعة مجهزين بنظارات رؤية ليلية وبنادق قنص وألغام مفخخة عن بعد وطائرات بدون طيار مزودة بكاميرات تصوير حراري وأخرى قادرة على إلقاء قنابل صغيرة بوزن 1.5 كغم.
وتستخدم الفرقة نظام الأقمار الصناعية "ستارلينك" الذي زودهم به رجل الأعمال الأميركي، إيلون ماسك، لتزويد وحدات المدفعية الأوكرانية بالبيانات الحية، مما يسمح لها برؤية جوية للتحركات الروسية
وقال هونشار: "نجحت هذه الوحدة الصغيرة في تدمير مركبتين أو ثلاث في مقدمة القافلة، وبعد أن تعطلت، مكثوا هناك ليلتين أخريين، ودمروا العديد من المركبات".
ووفقا للصحيفة، قام الروس بتقسيم الرتل إلى وحدات أصغر لمحاولة إحراز تقدم نحو العاصمة الأوكرانية، لكن الفريق شن هجوما على مستودع الإمدادات، ما أدى إلى شل قدرة الروس على التقدم، وفق القائد العسكري.
وأصبح الصف الأول في القوة الروسية "عالقا بلا حرارة ولا نفط ولا قنابل ولا غاز بفضل عمل 30 شخصا".
، لكن فريق الهجوم نفسه كان قادرًا على شن هجوم على مستودع الإمدادات، كما زعم، مما أدى إلى شل قدرة الروس على التقدم.
وتزعم الوحدة أيضا أنها أحبطت هجوما جويا روسيا على مطار هوستوميل، شمال غرب كييف، في اليوم الأول من الحرب، بواسطة مسيرات مكنتهم من تحديد مواقع حوالي 200 مظلي روسي مختبئين في المطار واستهدافهم مباشرة.
وقال الليفتنانت تاراس، أحد مساعدي هونشار: "أسهم ذلك إلى حد كبير في منعهم من استخدام هذا المطار لتطوير هجومهم".
ولم يتسن التحقق من هذه التفاصيل على لسان القائد الأوكراني بشكل مستقل، لكن مسؤولي الدفاع الأمريكيين قالوا إن الهجمات الأوكرانية ساهمت في وقف تقدم الرتل حول إيفانكيف.
وتؤكد كمية المقاطع المصورة المنشورة على الإنترنت لهجمات بدون طيار أهمية هذا السلاح المستخدم في الحرب.
ويقول هونشار "نحن مثل خلية النحل.. نحلة واحدة لا شيء، ولكن إذا واجهت 1000 منها، تستطيع هزيمة قوة كبيرة. نحن مثل النحل، لكننا نعمل في الليل".