لحماية الجنود والمقاتلات.. أمريكا «تستنجد» بتكنيك أوكراني

في ضوء المتغيرات المتلاحقة على ساحة المعركة في أوكرانيا، تسعى الشركات الدفاعية دائما لابتكار المزيد من الحلول منخفضة التكلفة.
وبحسب موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي، كشفت شركة "بي دي دبليو" الأمريكية لتصنيع المسيرات عن ابتكار جديد لحماية الطائرات المقاتلة والجنود على الخطوط الأمامية للمعركة يقوم على مسيرة صغيرة بحجم حقيبة الظهر، لكنها قادرة على القيام بمهمة تحديد الأهداف بالليزر.
وفي يوليو/تموز الماضي، قدمت الشركة عرضا لوزارة الحرب الأمريكية (الاسم الجديد لوزارة الدفاع) أظهر أن طائرتها المسيرة صغيرة الحجم "سي100" يمكنها تحديد الأهداف للمقاتلات الهجومية وهي المهمة التي كانت تؤديها تقليديًا القوات على الأرض أو الطائرات التي تبلغ تكلفتها ملايين الدولارات.
"تخفيض المخاطر"
في تصريحات للموقع، أكد ريموند ديبولي مدير الحسابات الاستراتيجية بالشركة أن الجيش الأمريكي يمكنه "تخفيض المخاطر" على الطائرات والجنود والمهام وبالفعل حصلت الشركة على عقود متعددة من الجيش لشراء مسيرتها "سي100".
وقال ديبولي إنه "في الماضي، كان الجندي يعتمد على سلاح الجو أو المسيرات الأكبر حجما لاستخدام تحديد الأهداف بالليزر، وفي حالات أخرى، قد تضطر القوات البرية إلى تنفيذ المهمة".
وأوضح أنه الآن "يمكن للجنود سحب المسيرة من حقائبهم وتشغيلها في أقل من 5 دقائق"، وأشار إلى إمكانية إطلاقها من موقع مخفي بعيد عن الهدف للحد من التعرض والمخاطر.
كما لفت إلى أن الهدف هو "تقليل المخاطر على المستخدم حتى يتمكن من تحقيق أهدافه".
وفي ساحة المعركة، تستخدم أوكرانيا بالفعل المسيرات الصغيرة المزودة بأشعة الليزر لتحديد أهداف لأسلحة أخرى وهو أمر يُجري الجيش الأمريكي تجارب عليه استعدادًا للمعارك المستقبلية.
ويتيح هذا التكنيك تحديد الأهداف من مسافة آمنة، مما يُقلل الحاجة إلى طائرات باهظة الثمن مزودة بطاقم، كما أنه يُبقي الطائرات الهجومية مثل "إف-35" على ارتفاعات أعلى.
"ناجحة للغاية"
خلال العرض التجريبي الذي أجرته شركة "بي دي دبليو" في يوليو/تموز الماضي، قامت مسيرات "سي100" بتوجيه أربع ذخائر دقيقة ألقتها مقاتلة "إف-35" نحو أهداف محددة مسبقًا وذلك من مسافات مختلفة ما بين 1000 و2000 متر.
وصف ديبولي التجربة بأنها "ناجحة للغاية بشكل عام"، وقال إنها واحدة من "بعض العروض الحية المختلفة التي أُجريت مع أفراد البنتاغون خلال الأشهر القليلة الماضية".
واعتبر ديبولي، أن معركة أوكرانيا تُبرز الحاجة إلى هذا النوع من التكنولوجيا، حيث تُستخدم مسيرات رخيصة بمئات أو آلاف الدولارات، لتدمير معدات تُقدر بملايين الدولارات، ولأداء مهام مثل المراقبة أو الهجوم، والتي كانت تُنفذها عادةً معدات باهظة الثمن مثل الطائرات المأهولة.
وفي حين تمتلك الولايات المتحدة وحلفاؤها أسلحةً أكثر تطورًا من أوكرانيا، مما يجعلهم أقل اعتمادًا على المسيرات، إلا أن هذه التقنية لا تزال ذات أهمية كبيرة.
وأكد ديبولي أن المسيرات لن تحل محل الطائرات، "لكنها تُعزز قدراتها فقط، وتُمكّن من القيام بالمزيد".
وأشار إلى ميزة التكلفة المنخفضة حيث تبلغ تكلفة "سي 100" المزودة بجهاز تحديد الأهداف بالليزر "ما يقرب من 400,000 إلى 500,000 دولار، مقارنةً بالأصول الجوية" التي تزيد قيمتها بشكل كبير حيث يبلغ سعر طائرة "أباتشي ايه إتش-64 30 مليون دولار على الأقل.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjUg جزيرة ام اند امز