الطائرات بدون طيار.. التهديد القادم بيد الإرهابيين والمافيا
هذا النوع انتقل استخدامه منذ 2014 من يد الجيوش إلى يد الإرهابيين والمجرمين الجنائيين وعمليات الابتزاز، وباتت تهديدا للحكومات والأفراد.
دفعت هجمات الطائرات بدون طيار التي استهدفت القواعد والقوات الروسية في سوريا مؤخرا، موسكو إلى توجيه تحذير للعالم بخطورة ترك السوق مفتوحة أمام غير العسكريين في اقتناء هذا النوع من الطائرات الذي بات سلاحا متاحا للإرهابيين والمافيا العالمية وحتى المجرمين الجنائيين.
ونقلت وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية عن رئيس إدارة بناء وتطوير أنظمة استخدام الطائرات المسيرة في هيئة الأركان الروسية ألكسندر نوفيكوف، قوله إن خطر هذه الطائرات وسهولة اقتنائها أتاحا للإرهابيين فرصا جديدة للتوسع في عملياتهم في أي نقطة في العالم.
وجاءت تصريحات نوفيكوف في إطار انتقادات وجهتها موسكو للولايات المتحدة لقيامها بتسهيل بيع الطائرات بدون طيار "درونز" في العالم، وتعقيبا على مقتل طيارين روسيين بهجوم بطائرات بدون طيار استهدف قاعدة حميميم الجوية الروسية في غرب سوريا الأسبوع الماضي.
وأضاف نوفيكوف أن التحقيق في الهجوم الذي استهدف القاعدة الروسية أظهر وجود "تهديد حقيقي يرتبط باستخدام الطائرات المسيرة لأغراض إرهابية في أي نقطة من العالم، الأمر الذي يتطلب اتخاذ تدابير مناسبة للتخلص منها".
وقال إن الإرهابيين في سوريا حصلوا على أنواع جديدة من الطائرات المسيرة خلال أيام من بدء بيعها في السوق الحرة في بلدان مختلفة.
وعن الإمكانيات التي يتمتع بها هذا النوع من الطائرات، والتي تكشف خطرها، قال نوفيكوف إنه لفت نظرهم الذخيرة التي تحملها، ومنها متفجرات وزنها نحو 400 كجم تحتوي على كرات معدنية ذات قطر تدميري بنحو 50 م، وكل طائرة كانت تحمل 10 ذخائر.
والمتفجرات من نوع "تي أي إن" الأقوى من نظيرتها "إر دي إكس" وفق المسؤول الروسي.
وانتقدت موسكو في وقت سابق إعلان وزارة الدفاع الأمريكية عن أن الأجهزة والتكنولوجيا المستخدمة في هجوم الطائرات بدون طيار "متاحة بسهولة في السوق المفتوحة"؛ ما يعني سهولة وصولها لأشخاص خطيرين.
استخدامات الطائرات بدون طيار
والطائرات بدون طيار ظهر استخدامها على يد الجيوش في الحروب خلال منتصف القرن العشرين، ثم استخدمت في محاربة الإرهاب في أفغانستان والصومال ودول أخرى في عمليات إنزال الإمدادات والجنود ومواد الإغاثة وعمليات أخرى.
ففي مارس/آذار 2017 أعلنت وزارة الدفاع العراقية مقتل داعشي طاجيكي يدعى أبو عائشة خبير في وضع المتفجرات وحمل الصواريخ على الطائرات المسيرة بدون طيار، والتي كان يستخدمها التنظيم في معركة الموصل.
وإتاحة استخدام الطائرات بدون طيار للسوق المفتوحة، ولغير العسكريين، جاءت في الأعوام السابقة بحجة توفيرها لأغراض تنموية وعمليات الإنقاذ.
فهذا النوع يجري استخدامه من جانب قوات الشرطة في عمليات الإنقاذ في الحوادث الخطرة والتفجيرات، وحوادث الغرق.
كما يجري استخدامها في استكشاف وحماية المناطق الأثرية والزراعية والشواطئ والتصوير، وأحيانا تستخدم لأغراض ترفيهية.
ولكن مع ظهور تنظيم داعش الإرهابي 2014 بدأ استخدامها على يد الجماعات الإرهابية والأشخاص الجنائيين أو العاديين، ما أثار القلق في عدد من مناطق العالم.
ففي أغسطس/آب 2015 أعلنت الشرطة في ولاية ميريلاند الأمريكية عن إحباطها لمؤامرة كان سيتم بموجبها اختراق عدة سجون بواسطة الطائرات بدون طيار وتحرير سجناء ينتمون إلى عالم الجريمة المنظمة.
وفي ذات العام، نشر شاب (18 عاما) شريط فيديو يظهر طائرة بدون طيار مزودة بمسدس يطلق عيارات نارية في الهواء في ولاية كونيتيكت الأمريكية.
وشكت فرنسا من تحليق طائرات بدون طيار مجهولة عدة مرات عامي 2014 و2015 على مواقع مهمة، ومنها الإليزيه وبرج إيفل ومحطات توليد الكهرباء وفوق مناطق أنظمة دفاعية نووية.
ورغم إعلان الشرطة الفرنسية عن فتح تحقيقات في الأمر إلا أنها لم تعلن عن جهات محددة تقف وراء الأمر.
وفي 2016 أصدرت السلطات الفرنسية تشريعا يحد من استخدام هذه الطائرات في المناطق الحضرية ويلزم من يشتريها بإبلاغ السلطات عن حيازته لها، إضافة إلى قيام الجيش بتدريب 4 نسور على إسقاطها عند دخولها إلى أماكن محظورة.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن جان كريستوف زيمرمان، الجنرال بسلاح الجو الفرنسي، أن هذه النسور تستطيع رصد الطائرات بدون طيار على بعد آلاف الأمتار وتحييدها؛ ما يقلل من الخسائر بين المدنيين التي قد تنجم عن استخدام أسلحة تقليدية أخرى في إسقاط هذه الطائرات.
ويستطيع أي فرد شراء هذه الطائرات من متجر محلي، بما فيها متاجر بيع ألعاب الأطفال تحت بند السلع الترفيهية، غير أنه يمكن لأشخاص خطيرين استخدامها في إلقاء قنابل من مسافات بعيدة على الأماكن التي يستهدفها، أو القيام باغتيال شخصيات.
ورغم هذه المخاطر فإن اندفاع العديد من رجال الأعمال والشركات الخاصة للاستثمار في تصنيع هذا النوع من الطائرات يعني زيادة انتشارها على نطاق واسع الفترة المقبلة.
وتوقعت دراسة لمكتب (Grand View Research) بالولايات المتحدة، نشر نتائجها موقع "يورو نيوز"، أن الاستثمارات الخاصة بسوق الطائرات بدون طيار ستبلغ حوالي ملياري يورو بحلول العام 2022.
aXA6IDE4LjIyMS4xMDIuMCA=
جزيرة ام اند امز