ذبابة الفاكهة تقدم حلا لمشاكل القلب الوراثية.. ما يصيب الإنسان يصيبها
75 % من جينات الأمراض التي تصيب الإنسان يوجد لها نظائر يمكن تمييزها بهذه الحشرة، كما أن تعاقب الأجيال السريع لديها يجعلها مادة ملائمة
حدد باحثون من معهد "سانفورد بورنهام بريبس ديسكفري" الطبي (SBP) بالولايات المتحدة الأمريكية، علامة جينية وجينين تؤدي إلى مرض قصور القلب لدى الأطفال بسبب السمنة الوراثية، بما يسمح لاحقاً بالتدخل لحمايتهم، خلال دراسة منشورة في 14 يناير/كانون الثاني الجاري، في دورية نيتشر كومنيكيشن Nature Communications.
واستخدم الفريق البحثي ذبابة الفاكهة للوصول لهذه النتيجة، إذ إن 75% من الجينات الخاصة بالأمراض التي تصيب الإنسان يوجد لها نظائر يمكن تمييزها في ذبابة الفاكهة، كما أن تعاقب الأجيال السريع في تلك الحشرة (حوالي أسبوعين بين كل جيل) يجعلها مادة ملائمة للبحث، كما يقول الدكتور رولف بودر، الباحث الرئيسي في الدراسة لـ"العين الإخبارية".
وخلال هذه الدراسة، غذّى العلماء ذباب الفاكهة بنظام غذائي غني بزيت جوز الهند لمدة 5 أيام، ليصبح الذباب زائد الوزن ويعاني من تراكم الدهون في خلايا القلب، والتي تؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب (اضطراب ضربات القلب) وضعف تقلصاته، وهو الأمر الذي انتقل إلى الجيل الثاني والثالث، على الرغم من أنهم تعرضوا لنظام غذائي عادي.
وبمقارنة هذه الأجيال مع أجيال من الذباب المولود من الآباء والأمهات الذين تناولوا نظاماً غذائياً طبيعياً، حدد العلماء علامة وراثة جينية موروثة تدعى (H3K27me3) يؤدي تخفيض مستواها في ذبابة الفاكهة إلى حماية الأجيال اللاحقة من أي خلل وظيفي في القلب.
وحدد الباحثون أيضاً جينيْن مشاركين في عملية التمثيل الغذائي وهما (bmm وPGC-1). ويقول الدكتور بودر: إن النتائج التي توصلنا إليها تكشف عن آلية وراثية وراء قصور القلب تغذيها حمية عالية الدهون، وتكشف أيضاً عن عامل جيني وأهداف جينية يمكن استكشافها لحماية الأفراد من آثار النظام الغذائي السيئ لآبائهم أو أجدادهم.
وعن انتقال هذه التجارب لآليات يتم تطبيقها مع البشر، يقول الدكتور بودر "ما زال الوقت مبكراً جداً، هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات في الذباب والفئران، قبل الانتقال إلى البشر، فالدراسة الحالية هي أول الجهود الرائدة في هذا الاتجاه".
aXA6IDE4LjIxOS4yNTMuMTk5IA== جزيرة ام اند امز