ذبابة الفاكهة تحل لغز "تخزين الدهون" عند الرجال والنساء
البشر وذبابة الفاكهة يتشابهان وراثيا بشكل مذهل، حيث يمكن العثور على ما يقرب من 75% من الجينات المسببة لأمراض البشر في الذبابة
عندما يتعلق الأمر بتحديد كيفية تخزين النساء والرجال للدهون بشكل مختلف، فقد يتبين أن ذباب الفاكهة يحمل المفتاح.
ويتشابه البشر وذبابة الفاكهة وراثيا بشكل مذهل، حيث يمكن العثور على ما يقرب من 75% من الجينات المسببة لأمراض البشر في الذبابة.
وفي دراسة جديدة نُشرت مؤخرا في دورية "بلوس بيولوجي"، استخدم باحثون من كلية الطب في جامعة كولومبيا البريطانية ذبابة الفاكهة للوصول إلى اكتشاف وراثي حول الاختلافات بين كيفية تخزين الذكور والإناث للدهون واستقلابها.
وفي معظم الحيوانات، تخزن الإناث الدهون أكثر من الذكور، وتوجد اتجاهات مماثلة بين الرجال والنساء، وفي حين أن هذا الاختلاف في استقلاب الدهون بين الرجال والنساء قد تم تفسيره جزئيا من خلال نمط الحياة، فإن العوامل البيولوجية مثل الهرمونات الجنسية وكروموسومات الجنس تلعب أيضا دورها.
وحددت الكثير من الأبحاث المئات من جينات التمثيل الغذائي للدهون التي تتأثر بهرمونات الجنس وكروموسومات الجنس، ولكن لا يُعرف إلا القليل عن أي من هذه الجينات يسبب اختلاف الذكور والإناث في تخزين الدهون.
ولأن ما يقرب من 75% من الجينات المسببة للأمراض البشرية توجد في ذبابة الفاكهة بشكل مماثل، نظر الباحثون في الذباب الأنثوي فوجدوه يخزن أيضا دهونا أكثر من الذكور، وتستقلبها ببطء أكثر، وهذا ما يجعلها مثالية لإثراء فهم الجينات التي تؤثر على الاختلافات بين الذكور والإناث في العمليات الخلوية الأساسية مثل استقلاب الدهون.
ونجح الباحثون من خلال التجارب على ذبابة الفاكهة في تحديد جين استقلاب الدهون الذي ينظم الفرق بين الذكور والإناث في تخزين الدهون، ففي الذباب، وبدون هذا الجين، يخزن الذكور والإناث كمية الدهون نفسها بالضبط، وهذا الاكتشاف يمهد الطريق لتحديد الجينات الأيضية التي تتحكم في الاختلافات بين الذكور والإناث في جوانب أخرى من التطور وعلم وظائف الأعضاء.
وتعد هذه الدراسة أولية، ويأمل الباحثون بأنه من خلال تحديد الجينات التي تفسر السبب في أن الذكور والإناث لديهم كميات مختلفة من الدهون، سيكونون أكثر قدرة على فهم سبب اختلافات الرجال والنساء في خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بتخزين الدهون غير الطبيعية، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والنوع الثاني من داء السكري.