التغير المناخي يضرب الهند بالجفاف والفيضانات
163 مليون شخص يعيشون في الهند، التي من المفترض أن تصبح أكبر بلد في العالم من ناحية التعداد السكاني، دون إمكانية الحصول على مياه نظيفة.
تعاني الهند من معضلة مزدوجة تتمثل في وجود الكثير من المياه والقليل منها في آن واحد، حيث يتسبب تغير المناخ في طقس متقلب وقاسٍ يترافق مع فيضانات وجفاف، وأحياناً في المنطقة نفسها.
وضاعفت إزالة الغابات والتوسع الحضري غير المخطط له من مشكلات الهند؛ حيث أصبحت الفيضانات هائلة وموجات الجفاف تستمر لفترات أطول.
ويقول العلماء إن الأمطار الموسمية تجلب حالياً كميات أقل من الأمطار، في الوقت الذي يزداد فيه الطلب على المياه مع نمو السكان والاقتصاد والصناعة، أما الأمطار غزيرة فيهدر معظمها لعدم القدرة على تخزينها.
ووفقاً لمنظمة "ووتر إيد"، يعيش 163 مليون شخص في الهند، التي من المفترض أن تصبح أكبر بلد في العالم من ناحية التعداد السكاني في الأعوام الثمانية المقبلة، دون إمكانية الحصول على مياه نظيفة.
وحذر تقرير صادر عن معهد الموارد العالمية من أن الهند تواجه ضغوطاً مائية كبيرة جداً، ما يعرض صحة مئات الملايين، فضلاً عن التنمية الوطنية للخطر.
وقال مركز البحوث، في التقرير: "حتى موجات الجفاف الصغيرة من المرجح أن تزداد وتيرتها بسبب تغير المناخ، وقد تكون عواقبها وخيمة".
وبينما قتل، في يوليو/تموز، ألف شخص عندما اجتاحت الفيضانات ولايات بيهار والبنغال وآسام، إضافة إلى النيبال وبنجلادش المجاورتين، شهدت مساحات شاسعة من جنوب الهند وغربها في الوقت نفسه موجة جفاف شديدة.
وقال مسؤولون في تشيناي، عاصمة ولاية تاميل نادو، إن الصنابير جفت من المياه، وتم الاستعانة بشاحنات مياه خاصة، فيما اضطر السكان للانتظار في الطوابير للحصول على المساعدات أو التعامل مع الأسعار المتصاعدة، التي فرضتها عصابات السوق السوداء.
وتعتبر ميغالايا من بين أكثر الولايات خضرة في الهند، لكنها فقدت بسرعة غاباتها المطيرة الغنية خلال العقود القليلة الماضية، كما أنها موطن لاثنين من أكثر الأماكن رطوبة على الأرض؛ هما تشيرابونجي وماوسينرام.
وفي قرية ماوسينرام، التي أصبحت تعتبر رسمياً المكان الأكثر رطوبة على الأرض، مع تساقط ما يقرب من 12 مليون متر من الأمطار كل عام، يقول القرويون إن كل شيء يتغير.