دواء للسرطان يمنح الأمل في هزيمة فيروس الإيدز.. ما القصة؟
اكتشف باحثون أن دواء يستعمل على نطاق واسع لمعالجة السرطان، لديه القدرة على كشف الفيروس المسبب لفقدان المناعة المكتسبة "الإيدز".
وتشير الدراسة الجديدة إلى أن "بيمبروليزوماب"، وهو دواء لعلاج السرطان، قد يكون قادرا على إجبار فيروس الإيدز على الظهور في الجسم.
وخلال الدراسة التي نشرت في مجلة "علوم الطب الانتقالي"، أظهر الدواء قدرة على جعل فيروس الإيدز ظاهرا للجهاز المناعي للإنسان، ما جعله أضعف أمام مقاومة الجسم.
وبحسب الدراسة، يتميز فيروس الإيدز بقدرته على الاختباء من الجهاز المناعي داخل الخلايا وهو ما يصعب علاجه. والدراسة الواعدة أظهرت أن الفيروس بظهوره للجهاز المناعي تسهل مهاجمته والقضاء عليه، بحسب موقع "الحرة" الأمريكي.
وتقول خبيرة الأمراض المعدية، شارون لوين، من معهد بيتر دوهرتي للعدوى والمناعة في ملبورن، أستراليا، إنه على الرغم من أن التجربة كانت صغيرة، حيث شارك فيها 32 شخصا مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية والسرطان، فقط، إلا أنها أكبر دراسة من نوعها حتى الآن والنتائج "مثيرة للغاية".
ويعمل الدواء على إعادة تنشيط الخلايا المناعية المتدهورة. وسبق لتجارب أخرى أن أظهرت أن فيروس الإيدز يتسلل إلى هذه الخلايا المتهالكة. وبإعادة تنشيط هذه الخلايا تبدأ في محاربة الخلايا السرطانية داخلها.
وقال طبيب الأورام والمؤلف الرئيسي للدراسة، توماس أولدريك، من مركز فريد هاتشينسون لأبحاث السرطان، إن الدواء "لم يقض على فيروس نقص المناعة البشرية في هذه الدراسة، ولكن النتائج تساعد في الجهود التي تبذل في البحوث حول إعادة تنشيط الخلايا المتهالكة".
وتشير التقديرات إلى أن عدد المصابين بفيروس الإيدز بلغ 37,7 مليون شخص في نهاية عام 2020، ويعيش أكثر من ثلثي هؤلاء المصابين (25,4 مليون شخص) في أفريقيا، بحسب منظمة الصحة العالمية.
ورغم أن معدلات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية ومتلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز) تناقصت على نحو مطرد في العقد الماضي، فإن منطقة غرب ووسط أفريقيا سجلت زيادة 22 بالمائة من الوفيات المرتبطة بالإيدز في 2020. وكشفت بيانات من البرنامج أن نحو 200 ألف في غرب ووسط أفريقيا أصيبوا بالمرض في 2020 من 1.5 مليون في أنحاء العالم.
وتتزايد الإصابات الجديدة في هذه المنطقة على نحو سريع بين الفئات المهددة والتي تشمل الفتيات والنساء والمثليين والعاملات في الدعارة ومدمني المخدرات والسجناء، الذين لا تتوفر لهم دائما إجراءات الوقاية والعلاج.
وقالت ويني بيانيما، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز"، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إن منطقة غرب ووسط أفريقيا قد تشهد زيادة في الإصابات والوفيات المرتبطة بالإيدز في غضون أعوام قليلة بسبب عدم انتظام الخدمات الصحية بفعل جائحة كوفيد-19.