مزدوجو الجنسية.. تكتيك إخواني للعودة من الأبواب الخلفية
دفع فشل الحرس القديم للإخوان والفوضى التنظيمية التي ضربته وانشطاره لأكثر من جبهة، الجماعة إلى العمل على طرح شكل جديد للتنظيم.
إضفاء صبغة جديدة حاول التنظيم ترويجها عليه من خلال قيادات شبابية تقيم في الغرب من مزدوجي الجنسية، يعلمون من خلال واجهات ومراكز حقوقية وثقافية.
ويرى خبراء في شؤون حركات الإسلام السياسي في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن إعادة بناء تنظيم الإخوان من جديد والظهور بـثوب غير تقليدي، سوف تعتمد في المقام الأول على جيل جديد من أبناء قيادات الإخوان في الخارج من مزدوجي الجنسية، ممن يتظاهرون بحمل أفكار جديدة وتحررية، تتماشى مع تقديم صورة عصرية عن الإخوان.
الباحث في الحركات الإسلامية عمرو عبد المنعم، يقول إن محاولات عديدة تجرى من أجل إعادة تنظيم الإخوان بثوب وشكل جديد، عبر جيل جديد من أبناء الإخوان مزدوجي الجنسية، حاصلين على درجات علمية رفيعة، ويعملون في الوقت ذاته تحت واجهات بحثية ومراكز حقوقية في الغرب.
وأضاف أن معظم أبناء قيادات الجماعة أو قيادات الإخوان الكبار وبعض قيادات الجماعات الإرهابية المقيمة في أوروبا، يسعون للحصول على درجات علمية رفيعة المستوى، ويتم احتواؤهم في مراكز حساسة تمهيدا لتأسيس جمعيات ومنظمات وأنشطة ومراكز أبحاث ومؤسسات إعلامية وفضائيات تقوم بمحاولات غزو العقول جديد، وعودة الجماعة بثوب وشكل جديد.
وتابع المحلل السياسي المصري أن محمد سلطان نجل القيادي الإخواني صلاح سلطان، وأبناء قيادات الإخوان الهاربين في الخارج؛ مثل أبناء محمد جمال حشمت، والراحل إبراهيم منير، ومحمود حسين، ومحمود الإبياري، وبعض العاملين في قطاعات الإعلام في الغرب، يعملون على إعادة تنظيم الإخوان، بغطاء الجنسيات الغربية التي حصلوا عليها مؤخرا .
إسقاط الجنسية المصرية
وإزاء هذا الخطر، يدعو عبد المنعم إلى إسقاط الجنسية المصرية عن أبناء قيادات الإخوان الفارين؛ لأنهم يسعون للحصول على إقامات وجنسيات دول أخرى بدعوى الاضطهاد، واستغلال تلك الجنسيات لضرب استقرار مصر والمنطقة.
ومحمد صلاح سلطان نجل القيادي بجماعة الإخوان الإرهابية صلاح سلطان، يحمل الجنسية الأمريكية، قد صدر قرار بإطلاق سراحه عام 2015 في القضية المعروفة إعلامياً بـ"غرفة عمليات رابعة"، بعد تنازله عن الجنسية المصرية، وتم ترحيله إلى الولايات المتحدة.
ويعمل سلطان ضمن منظمة حقوقية باسم" المنبر المصري لحقوق الإنسان" وهي منظمة إخوانية أسست في أوروبا .
وقاد سلطان وغيره داخل الولايات المتحدة، من خلال هذه المنظمة، محاولات تنظيم الإخوان البائسة لتشويه صورة مصر ونشر الأكاذيب وبث السموم ضد القاهرة.
وفي وقت سابق، وتحديدا العام 2015، أقام سلطان دعوى قضائية ضد رئيس وزراء الأسبق حازم الببلاوي، المقيم في واشنطن من محمد سلطان، ورفضت محكمة أمريكية في سبتمبر 2021 الدعوى.
ويرى الكاتب الصحفي هشام النجار، الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي، في حديث لـ"العين الإخبارية: "أن محمد سلطان ومجموعة أخرى من أبناء قيادات الإخوان في الخارج، عمدت إلى إقامة علاقات مع جهات غربية تحت رعاية وإشراف أجهزة استخبارات ودعم تيار اليسار الغربي والأجنحة والأحزاب المحسوبة على هذا التيار في الغرب.
إعادة بناء الجماعة
وينبه الكاتب الصحفي بجريدة الأهرام، أن تنظيم الإخوان يعول على هذا الدور والنشاط لإعادة بناء الجماعة؛ لتعويض فشل التنظيم الدولي، وارتباك قيادات الحرس القديم خاصة بعد الفوضى التنظيمية التي أعقبت القبض على محمود عزت أعقبت وفاة إبراهيم منير.
ومن جهته، قال الأكاديمي المصري والخبير السياسي طارق فهمي، إن إعادة طرح الأسماء والدفع بشباب الإخوان في الواجهة أمر ليس جديدا.
وتابع: يتجه التنظيم من فترة لازدواجية الجنسية للشباب، واستيعاب أكبر قدر منهم في الخارج كمحاولة لطرح شكل جديد للتنظيم، وهناك مجموعات من شباب الإخوان تتجه بعد الفترة التي عاشوها من الصراع الحالي إلى تغيير الرؤية أو التعامل مع المشهد الراهن.
وتقول تقارير إعلامية، إن محمد سلطان يتولى تشكيل شبكات اتصال مع الأجيال الجديدة من المصريين والعرب المقيمين في الولايات المتحدة، والتي تقيم في مدن نيويورك وواشنطن لضمها لجماعة الإخوان، بهدف تشكيل بنية تنظيمية جديدة من شباب الجماعة في الغرب، وتسهيل تواصلهم مع المؤسسات الدولية، وتقديم صورة جديدة وعصرية وحديثة عن الإخوان.
نفس الأساليب
لكن محاولات الإخوان تلك ستبوء بالفشل، فيؤكد الكاتب الصحفي هشام النجار أنه من الصعب تحقيق ذلك أو التسليم بأن هذه المجموعات الشبابية قادرة على إعادة البناء في أمريكا ودول أوروبا بالنظر لعدة اعتبارات.
ويشرح: أساليب هؤلاء لا تختلف كثيرا عما كان يقوم به من سبقهم ممن برعوا أيضا في الخطاب المخادع، وإخفاء هوية الجماعة وأهدافها الحقيقية والتشدق بالحديث عن الحريات والتعددية والقيم الديمقراطية بل وحتى الاعتراف بحقوق المثليين، رغم ذلك فشل من سبقهم، ومن المستبعد أن ينجح هؤلاء الشباب.
ويتابع: "بات أيضا أن هناك إدراكا ووعيا أوروبيا على مستوى مراكز البحث والتفكير، وعلى مستوى الأجهزة الأمنية ومؤسسات الدولة بحقيقة الإخوان وخطورتها، وكيف أنها تصدر خطابا ناعما توافقيا، وتخفي ارتباطات قوية مع جماعات الإرهاب وخلايا العنف المسلح، فضلا عن تغذيتها الكراهية والانقسام المجتمعي وعزلة المسلمين عن مجتمعهم والانفصالية الإسلامية بهدف الهيمنة وتحقيق النفوذ على المدى البعيد".
وفي أعقاب ثورة 30 يونيو/حزيران 2013 في مصر، تصدعت صورة الجماعة التي سعت لتكريسها على مدار عقود، وتجاوز هذا الصدع الصورة الذهنية عن الإخوان وامتد إلى الجسم التنظيمي نفسه ليشطره إلى جناحين رئيسيين الأول بقيادة النائب السابق للمرشد إبراهيم منير الذي توفي في وقت سابق من العام الماضي في لندن، في مقابل جبهة محمود حسين الأمين العام السابق للجماعة.
وعلى مدار عامين من خروج الخلافات الداخلية إلى العلن، تبادل قادة الجبهتين الاتهامات وكان أكثرها خطورة ما يتعلق بالتكسب من الأموال التي تدفقت على التنظيم الإرهابي
aXA6IDEzLjU5Ljg3LjE0NSA= جزيرة ام اند امز