جيم شيريدان لـ"بوابة العين": في دبي اكتشفت سحر السينما العربية
المخرج الأيرلندي جيم شيريدان يقول في حوار خاص لـ"بوابة العين" إنه اكتشف سحر السينما العربية في دبي.
تعرفه هوليوود بلقب "سيد رواة القصة"، فهو يعرف في السينما من أين تؤكل الكتف، فكان في رصيده جوائز أوسكار ست، نالها عن جدارة بعد تقديمه فيلم "قدمي اليسرى"، وكذلك "باسم الأب"، إنه المخرج الأيرلندي جيم شيريدان.
التفت شيريدان إلى السينما العربية منذ سنوات قليلة، ليجد فيها سحر الحكاية وثقافات عربية لم تكتشف بعد، وفق ما صرح به في حوار مع "بوابة العين".
خصص جيم شيريدان جزءاً من حياته المهنية لتنظيم مهرجان دبلن للفيلم العربي، الذي أسدل الستار أخيراً على دورته الرابعة، حيث اعتاد المهرجان على عرض مجموعة من أبرز إنتاجات السينما العربية أمام عشاق السينما في العاصمة الأيرلندية دبلن.
الحديث مع شيريدان لا يجد طريقه إلى الملل، فلا يكاد يخرج من السينما حتى يعود إليها، فهو إلى جانب عشقه للسينما، عارف بخباياها وما يجري خلف كواليسها، فيحتفظ برأسه بملايين الحكايات التي التقطها من شوارع هوليوود واستوديوهاتها.
جيم ورغم زيارته الوحيدة لدبي، إبان ترأسه لجنة تحكيم جوائز المهر العربي للأفلام الروائية في مهرجان دبي السينمائي، لا يزال يحتفظ بتلك اللحظات التي جمعته مع صناع السينما العربية.
وعن تلك الزيارة يقول شيريدان: "تلك اللحظات ساعدتني في اكتشاف الثقافة العربية، والنظر إليها بطريقة مغايرة، حيث وجدت فيها أشياء مثيرة، وحكايات تستحق أن تروى، ولذلك أعتقد أن الكثير من الجوانب في الثقافة العربية لا تزال مجهولة، وتحتاج إلى من يكتشفها سينمائياً".
مهرجان
وحول السبب الذي دعاه إلى إقامة مهرجان مخصص للأفلام العربية في دبلن قال: "وجود مثل هذا المهرجان في مدينة دبلن أعتقد أنه يمثل خطوة وفرصة جميلة للجميع، حيث تمكننا من الاطلاع على الإنتاج السينمائي العربي، وكذلك على الثقافة العربية بكل أشكالها واختلافاتها، وهذا المهرجان استطاع أن يثبت نجاحه على الأرض، وأصبح جزءاً من الحركة الثقافية في دبلن، ويشبه إلى حد كبير تلك المهرجانات التي تهتم بالفيلم العربي، والتي تقام في مالمو ونيويورك ولندن وغيرها".
وتابع: "المشكلة تكمن في أن الغالبية العظمى في أوروبا وأمريكا يظنون أن الثقافة العربية الممتدة من المغرب إلى العراق هي واحدة، ويجهلون أن واقع الثقافة العربية مختلف من بلد لآخر، ليس فقط في اللهجات وإنما في طبيعة التفكير والتعامل والعادات وغيرها، وأعتقد أن ذلك انعكس بشكل واضح على النتاج السينمائي العربي بشكل عام".
وأشار شيريدان إلى أن "ما تظهره أفلام هوليوود لا يمثل حقيقة الثقافة العربية.. فهي مختلفة تماماً".
حكايات مؤثرة
شيريدان في حديثه الدائم عن السينما العربية، لا يخفي وقوعه في سحر السينما العربية، وإعجابه بما تقدمه السينما اللبنانية والمصرية والفلسطينية. وقال: "لدي إعجاب خاص بما تقدمه السينما اللبنانية والفلسطينية والمصرية أيضاً، ولا يعني ذلك أن بقية السينما العربية لا تعجبني وإنما أشعر أن تلك السينما لديها ما تقوله من حكايات جميلة ومؤثره".
وواصل: "أعترف أنه في كل مرة أتابع فيها فيلماً عربياً أشعر بأن الثقافة العربية عظيمة، ولديها الكثير من الحكايات التي تستحق أن تروى، وهو ما اكتشفته عندما زرت دبي للمرة الأولى في 2015، حيث التقيت هناك العديد من المخرجين العرب، كما التقيت أيضاً المخرجة السعودية هيفاء المنصور، التي قدمت في فيلمها "وجدة" جانباً من المجتمع السعودي، كما التقيت أيضاً المخرج الفلسطيني هاني أبوأسعد، الذي رأيت من خلال فيلمه "عمر" طبيعة الوضع في الأراضي الفلسطينية".
رغبة
وفي إجابته عن مدى رغبته بالتعاون مع صناع أفلام عرب. قال شريدان: "أتطلع إلى ذلك، وأرغب في العمل مع مخرجين عرب، خاصة أنني أشعر بأن لديهم طاقة عالية، وسبق لي أن عملت مع صديقي الراحل عمر الشريف، ولكن ما لا أفهمه هو سبب تلك الرغبة الموجودة لدى المخرجين العرب للعمل في هوليوود، وتفصيل أفلام على مقاساتها، كما قام هاني أبوأسعد أخيراً بتقديم فيلمه "الجبال بيننا"، وبتقديري أن ذلك طموح جيد".
وأضاف: "هذه الرغبة جيدة، ولكن عليهم أن يدركوا أن هوليوود لها مقاساتها وثقافتها الخاصة، ولا يمكن لأحد أن يلتقطها إلا اذا عاش في كنف الثقافة الأمريكية، ويعرف كيف تدار عملية الإنتاج في هوليوود، ويتقن خبايا هذه الصناعة وطرق الدخول إلى السينما التجارية، خاصة في مثل هذا الوقت، حيث اختلفت نوعية الإنتاج في هوليوود، ولم تعد تشبه العقود الماضية".
سيناريو
سحر الثقافة العربية، قاد شيريدان أثناء عمله على فيلمه الجديد إلى اختيار حكاية ترتبط ببعض تفاصيلها في ليبيا، حيث انتهى أخيراً، وفق تصريحاته لـ"بوابة العين" من إعداد سيناريو فيلم يتناول حادثة لوكربي التي وقعت عام 1988.
ووفقاً لحديثه فقد كان شيريدان على اطلاع كامل على تفاصيل القضية منذ اللحظة التي أعلن فيها عن سقوط الطائرة فوق لوكربي وحتى وفاة الليبي عبدالباسط المقرحي المتهم في القضية.
وقال: "سيناريو الفيلم أصبح جاهزاً للعمل، وأنا حالياً بصدد البحث عن ممول له، وأتمنى أن يرى النور قريباً".
aXA6IDMuMTQ1LjY4LjE2NyA= جزيرة ام اند امز