"دبي السينمائي" يكشف عن دفعة أولى من أفلام "المهر الطويل"
أفلام تستعرض عادات وثقافات العالم العربي تعرض ضمن مسابقة «المهر الطويل» بمهرجان دبي السينمائي الدولي
كشف «مهرجان دبي السينمائي الدولي» عن الدفعة الأولى من الأفلام المشاركة في مسابقة «المهر الطويل»، التي تشمل مجموعة من الأفلام المختارة والحصرية لمخرجين موهوبين من المنطقة، مستعرضين العادات والثقافات المتنوعة للعالم العربي. وتشمل الدفعة الأولى، بحسب بيان صادر عن إدارة المهرجان، اليوم الأربعاء، فيلم «جسد غريب» للمخرجة التونسية رجاء عماري، وتمثيل هيام عباس وسارة حناشي. يتناول الفيلم حكاية فتاة تدعى "سامية"، تجازف بكل شيء وتهاجر بطريقة غير شرعية إلى فرنسا، سعياً للهروب من أخيها المتطرف، وهناك تعيش "سامية" مع "عميد"، وهو أحد معارفها من القرية، ومع مديرتها "ليلى"، ولكن مع مرور الوقت يسيطر الخوف والتوتر عليهم الثلاثة.
ويعرض المخرج العراقي حسين حسن، صاحب فيلم «زهرة النرجس»، فيلمه الجديد «العاصفة السوداء»، الذي يصوّر قصة "ريكو" و"بيرو" خلال استعدادهما للزواج، وتطلّعهما إلى حياة مزدهرة، غير أنّ أحلامهما تدمّرت بعد اعتداء واحتلال متطرفين وخطفهم بيرو.
ويشارك المخرج اللبناني فاتشي بولغورجيان بفيلمه «ربيع»، الذي عُرض عالمياً للمرة الأولى خلال أسبوع النقاد في «مهرجان كان السينمائي»، والفيلم من تمثيل بركات جبور وجوليا قصّار، وحصل على منحة «إنجاز» من «سوق دبي السينمائي»، ويتناول العلاقة المعقدة التي تربط المواطنين اللبنانيين بدولتهم.
ويلامس الفيلم مشاعر المشاهدين مع تتبعهم حكاية ربيع؛ الشاب الموسيقي الضرير، ورحلته لاكتشاف هويته الحقيقية، حيث يقابل خلال الرحلة أفراداً يعيشون بعيداً عن المجتمع، فيروون قصصهم الخاصة التي ستزيد من تساؤلاته.
ويعود المخرج والمنتج الفلسطيني مهند يعقوبي، بعد فيلمه الناجح «لا مفر»، ليقدم فيلمه غير الروائي الجديد «خارج الإطار أو ثورة حتى النصر». يتحدث الفيلم عن تاريخ السينما النضالية، وتطورها في منطقة الشرق الأوسط، وكيفية تناولها للقضية الفلسطينية، من خلال تتبع نشأة وحياة إحدى المجموعات السينمائية الثورية.
يبحث الفيلم في العوامل الفنية والسياسية التي دفعت بهذه الأفلام للاستمرار في السبعينات، ويسأل عن أسباب انتهائها في بيروت العام 1982.
من لبنان أيضاً، يشارك المخرج ماهر أبي سمرا بفيلمه الجديد «مخدومين»، الذي يتناول قصة مثيرة عن العمل المنزلي في لبنان، المجزأ وفقاً للأصول القومية والعرقية للخادم، حيث ربّ العمل اللبناني هو السيد، والخادم هو مُلك السيد، مصوراً الحياة اليومية لكلٍّ من زين وريما ولاتي.
من مصر، تشارك المخرجة إيمان كامل بفيلمها غير الروائي «جان دارك مصرية»، الذي يُعرض للمرة الأولى عالمياً.
يبحث الفيلم في قضايا تحرّر المرأة في مرحلة ما بعد الثورة في مصر، عندما تعود مخرجة سينمائية مصرية منفيّة إلى بلدها الأم بعد غياب طويل. يحيك الفيلم سلسلة من الصور الحميمية التي تضم مقابلات وصوت راوٍ ومقاطع من رقصٍ تعبيري. كما يلقي الفيلم الضوء على قضايا القمع والإحساس بالذنب لدى نساء مصريات لا سيما الفنانات، حيث يلجأ إلى صهر التوثيق، بالرقص، بالسرد الشاعري والأسطوري، ليتمكّن من إلقاء الضوء على ظروف النساء في مصر اليوم.
وفي عرض عالمي أول أيضاً، يشارك المصري شريف البنداري، الحائز على جوائز عن أفلامه القصيرة، بفيلمه الروائي الطويل الأول «علي معزة وإبراهيم». علي شاب عشريني يحب معزة، ويواجه انتقادات كثيرة من مجتمعه بسبب ذلك، وللتغلب علي هذا الوضع تجبره أمه على زيارة أحد المعالجين الروحانيين، حيث يلتقي هناك بإبراهيم الذي يعاني من حالة اكتئاب حادة، ويسمع في أذنيه أصواتاً غريبة لا يستطيع فك رموزها. ينطلق علي ومعزة وإبراهيم في رحلة عبر مصر، يحاولان خلالها مساعدة بعضهما البعض في التغلب على محنتيهما والعثور على أمل للتمسك بالحياة مرة أخرى. الفيلم من تمثيل: علي صبحي، أحمد مجدي، وناهد السباعي. حصل الفيلم على منحة «إنجاز»، من «سوق دبي السينمائي».
كما تشهد المسابقة العرض العالمي الأول لفيلم «النسور الصغيرة»، للمخرج المصري محمد رشاد، المستوحى من العلاقة المعقدة بين المخرج ووالده العامل البسيط. يتحدث الفيلم عن رشاد الذي يشعر على الدوام أن الطريق الذي اتخذه لحياته يخيّب ظن والده، وهو في المقابل كان يتمنى لو كان لوالده قصة في حياته، يستطيع أن يرويها، ويفخر بها، كما لدى سعيد ومحمود؛ والدي صديقيه، اللذين كانا من يساريي سبعينات القرن الماضي، ويرى أنهما جاهدا في سبيل تحقيق هدف نبيل.
بمناسبة الكشف عن الدفعة الأولى من الأفلام المشاركة في مسابقة «المهر الطويل»، قال مسعود أمر الله آل علي؛ المدير الفني لـ«مهرجان دبي السينمائي الدولي»: «منذ انطلاق مسابقة (المهر الطويل) في عام 2006 وحتى اليوم، تزداد المنافسة وتشتدّ، وذلك بفضل مشاركة مخرجين قادرين دائماً على تقديم كل ما هو مغاير وشيّق، والخوض في تقاليد المنطقة الغنية، وتاريخها العريق، وواقعها المعاصر، بصراعاته المختلفة، ما يساعد في تغيير الفكرة النمطية عن العالم العربي».
بدوره قال أنطوان خليفة، مدير البرنامج العربي في «مهرجان دبي السينمائي الدولي»: «نحن متحمسون لعرض أفلام فئة «المهر الطويل» بمواضيعها الثقافية المميزة، وتناولها الحياة والواقع المعاصر في المنطقة العربية، إضافة إلى إبراز المشاكل التي تعاني منه مجتمعات المنطقة، مثل الهجرة والهوية والثقة بالنفس والتهميش، حيث يطرح المخرجون ذلك بشكل عميق وجريء».
يُذكر أن باب التسجيل للمشاركة في الدورة الـ13 من «مهرجان دبي السينمائي الدولي» مفتوح الآن أمام الإعلاميين والطلبة والعاملين في صناعة الأفلام، حيث ستُعرض مجموعة مختارة من أفضل الأفلام المحلية والإقليمية والعالمية في الفترة بين 7-14 ديسمبر المقبل، ويمكن التسجيل من خلال موقع:www.diff.ae