"صحة دبي" تطلق حملة للكشف المبكر عن التأخر النمائي لدى الأطفال
تهدف الحملة إلى رفع وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الفحص المبكر وأدوات الكشف عن التأخر النمائي لدى الأطفال
أطلقت هيئة الصحة بدبي حملة واسعة لتوعية المجتمع المحلي والعاملين في المجال الصحي بأهمية ووسائل الكشف المبكر عن التأخر النمائي لدى الأطفال للفئة العمرية من الولادة وحتى عمر 6 سنوات، وذلك ضمن الجهود المستمرة التي تقوم بها الهيئة للوصول إلى مجتمع أكثر صحة وسعادة.
وأكدت الدكتورة فاطمة سلطان العلماء، استشاري ورئيس شعبة صحة الطفل بقطاع الرعاية الصحية الأولية، على أهمية هذه الحملة التي تأتي ضمن استراتيجية دبي لأصحاب الهمم وبرنامج الكشف المبكر عن الإعاقة والمنبثق من محور الصحة وإعادة التأهيل؛ بهدف تقديم التشخيص المناسب لأصحاب الهمم وتطوير واختبار البرامج النموذجية لخدمات الفحص المبكر للأطفال.
وقالت إن الحملة التي ستستمر بمختلف المراكز الصحية تهدف إلى رفع وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الفحص المبكر وأدوات الكشف عن التأخر النمائي لدى الأطفال للوصول الى أكبر عدد ممكن من الفئة المستهدفة، وضمان تقديم الرعاية الصحية المناسبة لمحتاجيها من الأطفال مشيرة إلى أن غياب التدخل المبكر يساهم بوجود طفل بين كل ثلاثة أطفال لديهم إعاقات أو صعوبات مدرسية كبيرة.
وأشارت الدكتورة العلماء إلى ورش العمل المتعددة التي تتضمنها الحملة والموجهة للعاملين في القطاع الطبي الخاص بدبي والتي بدأت الثلاثاء، لتوعية العاملين في هذا القطاع بأهمية الكشف المبكر عن التأخر النمائي عند الأطفال، والأساليب والوسائل المتعددة للكشف عن هذا التأخر لضمان التدخل العلاجي في الوقت المناسب وتفادي المضاعفات السلبية الناتجة عن ذلك.
وأشارت إلى أن 11% من الأطفال على مستوى العالم لديهم خطورة عالية للإعاقة ويحتاجون للمزيد من التقييم، و43% منهم على خطورة منخفضة للإعاقة ويحتاجون فقط إلى المراقبة والمتابعة الروتينية، لافتة إلى التأخرات النمائية الأكثر شيوعا والمتمثلة في الشلل الدماغي، والإعاقة البصرية والسمعية، والتخلف العقلي، وصعوبة التعليم، وقصور الانتباه وفرط الحركة، واضطرابات طيف التوحد، والاضطرابات السلوكية.
وأشارت الدكتورة العلماء إلى نتائج الاستبيان الخاص بمدى اهتمام الأمهات بالكشف المبكر عن الإعاقة النمائية، والذي أظهر أن 14% منهن ليس لديهن أي معرفة بأية وسيلة للكشف عن أي شذوذ في نمو الطفل، و9% من الأمهات لا يستشرن مقدم الرعاية الصحية إذا لاحظن أن نمو أطفالهن لا يماثل نمو الأطفال في نفس العمر، و5% لا يتابعن نمو أطفالهن.
وأوضحت الجهود التي يقوم بها قطاع الرعاية الصحية الأولية لتحقيق الأهداف المرجوة من هذه الحملة من خلال تصميم استبيان متخصص تتم تعبئته من قبل الوالدين للتأكد من تطور الطفل من حيث اللغة والحركة، ومساعدة الذات والمهارات الأكاديمية المبكرة والسلوك والصحة العقلية والعاطفية والاجتماعية، بحيث يتم تقييم هذه المعلومات من قبل الطبيب المختص ووضع البرنامج العلاجي لمن لديهم أو معرضون لخطر التأخر في النمو او الإعاقة.
وقالت إن هيئة الصحة بدبي ستقوم خلال الفترة المقبلة بربط خدمة الكشف المبكر مع تطبيق طفلي الذكي من خلال استبيان مخصص لهذه الغاية تتم تعبئته من قبل أولياء الأمور ويكون متاحا أمام الأطباء لتقييم الحالة الصحية للطفل وتعريف الأهل بمدى الحاجة لمراجعة المركز الصحي لتقييم الحالة ووضع البرنامج العلاجي لها.
ولفتت الدكتورة العلماء إلى الخدمات المتعددة التي يوفرها برنامج التدخل المبكر كالتقييم التشخيصي، والعلاج المهني، والعلاج الطبيعي، وعلاج النطق، وخدمات الدعم الاجتماعي مؤكدة على جاهزية وإمكانيات عيادات صحة الطفل بمراكز الرعاية الصحية الأولية للكشف المبكر عن الإعاقات النمائية والجسدية والذهنية والنفسية، ووضع البرامج العلاجية الشاملة لمن يحتاجها من الأطفال.
واستعرضت البرامج المتعددة التي توفرها هيئة الصحة بدبي حاليا للكشف المبكر عن الإعاقات المختلفة، ومنها الفحص الطبي قبل الزواج، والفحص المبكر عن الأمراض الوراثية والأيضية لحديثي الولادة لمن يعانون من اضطرابات لا تظهر في الغالب عند الولادة، والفحص المبكر عن مرض اليرقان، والفحص المبكر عن الإعاقة السمعية والبصرية، والكشف المبكر عن الإعاقة النمائية، وعن أعراض التوحد.