في اليوم العاشر لـ«COP28».. إعلان دبي للمحيطات فرصة سانحة لضبط المناخ
تلعب المحيطات دوراً حيوياً في تنظيم مناخ الأرض، لما لها من قدرة على امتصاص 90% من الحرارة الزائدة، و30% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
بالإضافة إلى دورها الحاسم في تنظيم المناخ، فإن المحيطات -بما تحتويه من نظم إيكولوجية ثرية بالتنوع البيولوجي- تُسهم بدور كبير في رفاهية حياة البشر، عن طريق توفير الغذاء والدواء، إلا أن مشكلات التلوث تشكل أحد أكبر التهديدات لما تقدمه المحيطات من موارد وخدمات تدعم أشكال الحياة على الأرض.
وفي حال عدم قدرة المحيطات على القيام بالدور المأمول منها فإن عواقب ذلك تشمل الظواهر الجوية المتطرفة، وارتفاع مستوى سطح البحر الذي يهدد بغرق مساحات واسعة من اليابسة، إضافة إلى ارتفاع مستويات الحموضة في المحيطات، وتدهور مستعمرات الشعاب المرجانية، وصولاً إلى زيادة المناطق منخفضة الأكسجين.
وفي ظل اتجاه كوكب الأرض في مسار تجاوز 1.5 درجة مئوية، فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، خلصت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) إلى أن العالم قد يحتاج إلى تعزيز تخفيضات الانبعاثات، عن طريق إزالة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، لتحقيق أهداف اتفاق باريس.
ووجد تقرير صدر عن الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب، هيئة علمية تابعة للكونغرس الأمريكي، أن المحيطات يمكن أن تساعد في تخفيض الانبعاثات، ولكن هناك حاجة لتقييم الفوائد والمخاطر، وإمكانات التوسع المسؤول لاستراتيجيات إزالة ثاني أكسيد الكربون الواعدة، القائمة على المحيطات.
- «الأمم المتحدة» تخشى على سلامة المحيطات.. وتحذر من تداعيات خطيرة
- اليوم العاشر لـ«COP28».. التصالح مع الطبيعة لمعالجة تغير المناخ
تغير المناخ أكبر تهديد لسلامة المحيطات
وأكد تقرير لـ«الأمم المتحدة لتغير المناخ» أن تغير المناخ يمثل تهديداً كبيراً لسلامة المحيطات على مستوى العالم، يضاف إلى التهديدات المستمرة الأخرى الناجمة عن التغيرات البيئية، التي تسببها الأنشطة البشرية، ويتسبب في حدوث بعض التغيرات الخطيرة فيها.
وبحسب التقرير فإن المحيطات لطالما تحملت وطأة آثار الاحتباس الحراري، الذي تسبب به الإنسان، باعتباره أكبر متسبب لانبعاثات الكربون على كوكب الأرض؛ إذ يمتص المحيط الحرارة الزائدة، والطاقة المنبعثة من ارتفاع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المحصورة في نظام الأرض.
وفي إطار عقد الأمم المتحدة لعلوم المحيطات (2012-2030)، جاء إصدار «إعلان دبي للمحيطات لمؤتمر COP28»، قبل أيام من انطلاق أكبر حدث عالمي للعمل المناخي في عام 2023، لتأكيد الحاجة إلى علوم المحيطات وملاحظاتها، باعتبارها ضرورية لفهم التغيرات المناخية العالمية الجارية.
وخصص مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28»، المنعقد حالياً في مدينة «إكسبو دبي»، بدولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم العاشر من فعالياته، السبت 9 ديسمبر/كانون الأول 2023، لتناول موضوعات الطبيعة واستخدام الأراضي والمحيطات.
أهداف «إعلان دبي للمحيطات COP28»
وبمناسبة يوم المحيطات في مؤتمر الأطراف تستعرض «العين الإخبارية» أبرز ما جاء في «إعلان دبي للمحيطات COP28»، الذي يمثل دعوة لقادة العالم، من أجل دعم وتعزيز الجهود الرامية إلى توسيع وتحسين عمليات مراقبة المحيطات، بشكل كبير في جميع أنحاء العالم.
يؤكد إعلان دبي دور المحيطات في الحد من التغيرات المناخية، من خلال نصه على أنه «باعتباره أكبر خزان للكربون وأكثرها ديناميكية في النظام المناخي للأرض، يمكن للمحيطات، ويجب أن تلعب دوراً مركزياً في الجهود المبذولة لتحقيق صافي الانبعاثات السلبية، وتحقيق الأهداف المنصوص عليها في اتفاقية باريس».
ويتابع الإعلان أنه «كجزء حاسم من عمليات الكواكب الأخرى، التي تحافظ على الحياة، يجب أيضاً حماية المحيط من التغير البشري المستمر، بما في ذلك أي جهود للتخفيف من حدة المناخ، خاصة أن نظام الأرض سريع التغير، يصبح أقل قابلية للتنبؤ».
ويدعو «إعلان دبي للمحيطات COP28» الأطراف في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، إلى اعتماد تدابير تعزز حماية المحيطات، ويشدد على الدعوة إلى إجراء تخفيضات جذرية في انبعاثات غازات الدفيئة، وبذل جهود ملموسة فورية، للحد من الأضرار الأخرى التي يسببها الإنسان للمحيطات، مثل الصيد الجائر، وتدمير الموائل، والتلوث البحري، إضافة إلى تعزيز الحلول القائمة على المحيطات.
الجهود المحددة في «إعلان دبي للمحيطات COP28»
ووفقاً للجنة الأوقيانوغرافية الحكومية الدولية، التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتعليم والعلم والثقافة «يونسكو»، فإن الجهود المحددة، المنصوص عليها في «إعلان دبي للمحيطات COP28»، تشمل:
- تحسين تقديرات الجرد العالمي ومقاييس التقدم المحرز نحو الأهداف المنصوص عليها في اتفاق باريس، من خلال توفير مقاييس أفضل لتدفقات الكربون عبر المحيطات، ورؤية أكثر شمولاً لنظام مناخ المحيطات على الأرض.
- تنفيذ رصد بيئي قوي وتعاوني، وإعداد تقارير، والتحقق من استراتيجيات جديدة وناشئة لإزالة ثاني أكسيد الكربون في المحيطات، لضمان إحراز تقدم قابل للقياس، نحو صافي الانبعاثات السلبية، مع حماية النظم الإيكولوجية الحرجة للمحيطات.
- توسيع قدرات الرصد لقياس أوسع مجموعة ممكنة من المتغيرات المناخية والبيولوجية الأساسية، لفهم ومعالجة آثار تغير المناخ على توزيع الحياة في المحيطات وصحة النظم الإيكولوجية البحرية والكتلة الحيوية والتنوع البيولوجي بشكل أفضل.
- تطوير القدرات بين الدول الجزرية والبلدان النامية، وتحسين الأساليب لحساب مساهمات الوظائف الطبيعية للمحيطات والاقتصاد الأزرق في استقرار المناخ، من خلال المساهمات المحددة وطنياً، وخطط التكيف الوطنية.