خلال الأيام الماضية كان الإيرانيون يتلقون مكالمات هاتفية على مواقع سكنهم، ويتم توجيه عدد من الأسئلة إليهم، تتعلق بمواقفهم وانطباعاتهم
خلال الأيام الماضية كان الإيرانيون يتلقون مكالمات هاتفية على مواقع سكنهم، ويتم توجيه عدد من الأسئلة إليهم، تتعلق بمواقفهم وانطباعاتهم حول الحكم في إيران. لقد كان أشبه باستبانة، لكن في الوقت الذي يخرج فيه الشعب الإيراني مناديا بحريته وبسقوط نظام «خامنئي»، يعمل النظام على استدرار إجابات من استبانات حول شعبيته.
فجأة، تنشر وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية نسبا من دون أرقام، إنها نسب مفبركة ومضحكة، وفق ما يصفها إعلاميون إيرانيون، نشر النظام الإيراني النسب الآتية: إن 4.9% من الإيرانيين فقط يريدون تغيير النظام، وأن قرابة 9% من الشعب الإيراني فقط يرون أن على النظام إيقاف برنامج صواريخه الباليستية، وحوالي 11% من الإيرانيين فقط يرون أن النظام يتدخل في شؤونهم الخاصة، و17% من الإيرانيين يرون أن ما يفعله النظام في العراق وسوريا لا يصب في صالح إيران والإيرانيين، و21.5% من الإيرانيين يرون أن على النظام خفض إنفاقه في العراق وسوريا، وأخيرًا 21.5% من الإيرانيين يعتقدون أن على النظام ألا يطبق قوانين إسلامية صارمة.
جنّد النظام الإيراني في سبيل هذه الاستبانات والنسب أساتذة جامعات من أصول إيرانية في الولايات المتحدة الأمريكية، وفجأة تم عرض نسب مؤيدة للنظام الإيراني على الوكالات الرسمية في إيران، تحت عنوان تأييد الإيرانيين في أمريكا لنظام ولاية الفقيه
إنها ولا شك نسب مفبركة من قبل النظام الإيراني، والهدف منها هو إظهار أن النظام يتمتع بشعبية بين المواطنين الإيرانيين من خلال عرض نسب قزمية وصغيرة بشأن تأييد كل الشعارات التي رُفعت ضد النظام الإيراني منذ انطلاق موجة الاحتجاجات.
ولم يتوقف النظام الإيراني عند هذا الحد، بل نشر نتائج نسب مفبركة حول تأييد الإيرانيين المغتربين في الولايات المتحدة الأمريكية لنظام ولاية الفقيه، وجنّد النظام الإيراني في سبيل هذه الاستبانات والنسب أساتذة جامعات من أصول إيرانية في الولايات المتحدة الأمريكية، وفجأة تم عرض نسب مؤيدة للنظام الإيراني على الوكالات الرسمية في إيران، تحت عنوان تأييد الإيرانيين في أمريكا لنظام ولاية الفقيه.
ما الذي يدفع النظام الإيراني إلى القيام بمثل هذه الفبركات ما لم يكن فعلاً وسط أزمة داخلية حادة؟
نقلا عن "أخبار الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة