أرباح غير مضمونة للمنقبين المستقلين عن الياقوت في بورما
عاد آلاف العمال المستقلين إلى التنقيب في مناجم الياقوت الكبيرة في وادي موجوك بوسط بورما بعد أشهر من منع السلطات البورمية التنقيب
عاد آلاف العمال المستقلين إلى التنقيب في مناجم الياقوت الكبيرة في وادي موجوك بوسط بورما، بعد أشهر من منع السلطات البورمية التنقيب العشوائي.
بفعل كثرة المناجم المنتشرة في أراضيه وأصبح وادي موجوك شبيها بسطح القمر، ويسمى الياقوت "دم الحمام" وهو من الأحجار الكريمة الأكثر ندرة والأغلى ثمنا في العالم. وفي 2016 بيعت إحدى هذه الجواهر واسمها "سانرايز" مقابل أكثر من 30 مليون دولار.
- روسيا تبدأ التنقيب عن النفط والغاز في السودان
- الاتحاد الأوروبي يتعهد بالرد على تنقيب تركيا غير القانوني قبالة سواحل قبرص
وعلى مدى سنوات، استغلت المناجم شركات خاصة كبرى بالتعاون مع شركة "ميانمار جيمز انتربرايز" العامة المسؤولة عن منح تراخيص التنقيب.
وكانت هذه الشركات تحفر قطع أرض كبيرة وصولا إلى عمق مئات الأمتار ما يلحق أضرارا بيئية كبيرة.
وللجم هذا التنقيب المتفلت من أي ضوابط جمدت الحكومة البورمية منح تراخيص جديدة للتنقيب عن المناجم في 2016، ويتعين على الشركات حاليا التزام تشريعات بيئية أكثر صرامة بغية الحصول على الحق في التنقيب.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي أرغمت السلطات الشركات على الكف عن التنقيب في مساحات تفوق هكتارين لمدة 3 سنوات كحد أقصى.
ونتيجة لذلك أغلقت كبرى مناجم الياقوت، كما أن المواقع لم تعد خاضعة للمراقبة، ما فتح الباب أمام عودة منقبين مستقلين كثر في المنطقة.
ويحفر هؤلاء العمال بلا هوادة على عمق 30 مترا، كما أن الأنفاق الضيقة التي بالكاد تتسع للمنقبين الذين يزحفون في الداخل، ترتكز فقط على بعض الخيزران، ما يجعل العمل محفوفا بالأخطار وإجراءات السلامة في الحدود الدنيا فيما حوادث انهيار التربة كثيرة، وتزداد خطورتها مع انطلاق موسم الأمطار في البلاد.
الأرباح ليست مضمونة
ويقول عامل منجمي طالبا عدم كشف اسمه "لقد أنفقنا نحو 600 ألف كيات (390 دولارا) لشراء بعض الآلات والوقود"، ولم يعثر فريقه المؤلف من 5 أشخاص سوى على حجر واحد خلال شهر، بيع مقابل نحو 70 دولارا، ويقول "لا ننجح في الحفر إلى العمق الكافي".
وشهد قطاع التنقيب عن الياقوت طفرة كبيرة في منتصف التسعينيات، حين سمح المجلس العسكري الحاكم حينها بإقامة شركات خاصة تملك وسائل تنقيب عصرية أكثر.
وفي خطوة تندرج في سياق تأييد إقامة حكومة مدنية بقيادة أونج سان سو تشي، رفع الرئيس الأمريكي حينها باراك أوباما في أكتوبر/تشرين الأول 2016 آخر العوائق التي وضعت في 2003، والتي كانت تمنع استيراد الأحجار الكريمة في الولايات المتحدة.
تهريب الياقوت
ويقول بول دونوفيتز من منظمة "جلوبل ويتنس" البريطانية غير الحكومية إن هذا القطاع يسوده "الفساد"، وهو "على صلة وثيقة بشخصيات قريبة من العسكريين والمجموعات المسلحة" المتمردة التي تخوض حربا ضد الدولة المركزية في المناطق الحدودية في البلاد.
ومنذ رفع الحظر الأمريكي لا تزال القطع الأثمن تخرج عن مسارات التجارة الرسمية وتهرب خلسة نحو تايلاند أو الصين، لبيعها مباشرة إلى جهات خاصة وتحويلها إلى حلي.
أما بقية الإنتاج فيصل إلى سوق موجوك، حيث يرقب الوسطاء والباعة أكوام الأحجار الكريمة بالاستعانة بمصابيح صغيرة وعدسات مكبّرة.
غير أن زمن الازدهار يبدو كأنه ولّى، ويقول تاجر يعمل في القطاع منذ ربع قرن "لم نعد نرى سوى أحجار كريمة بنوعية رديئة".