الاتحاد الأوروبي يتعهد بالرد على تنقيب تركيا غير القانوني قبالة سواحل قبرص
الاتحاد الأوروبي يحذر تركيا من المضي قدما في أعمال التنقيب عن النفط والغاز قبالة قبرص، واصفا الخطة بأنها غير قانونية
حذّر الاتحاد الأوروبي، الإثنين، تركيا من المضي قدما في أعمال التنقيب عن النفط والغاز قبالة قبرص، واصفا الخطة بأنها غير قانونية ومتعهدا "بالرد بشكل مناسب".
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني إنّ وزراء خارجية الاتحاد الـ28 أعادوا تأكيد دعمهم لقبرص في النزاع.
- غاز شرق المتوسط.. حماقة أردوغان في مواجهة القانون الدولي
- تركيا.. حلم السيطرة على غاز شرق المتوسط يتحول إلى كابوس مرعب
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أعربت، الأحد، عن قلقها، وطلبت من تركيا التوقف عن خططها للبدء بنشاطات تنقيب عن الغاز في المنطقة الاقتصادية الخالصة في قبرص، وهو الاعتراض الذي رفضته أنقرة.
وقالت موجيريني بعد محادثات مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل "ندعو تركيا في شكل عاجل لضبط النفس واحترام الحقوق السيادية لقبرص في منطقتها الاقتصادية الخالصة والامتناع عن أي إجراء غير قانوني سيرد عليه الاتحاد الأوروبي في شكل مناسب وبتضامن كامل مع قبرص".
وكانت تركيا أعلنت، الجمعة، عزمها على القيام بأعمال تنقيب عن الغاز حتى سبتمبر/أيلول المقبل في منطقة من البحر المتوسط تقول وسائل الإعلام القبرصية إنها تدخل في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص.
ولا تسيطر الحكومة القبرصية المعترف بها دوليا سوى على القسم الجنوبي من الجزيرة الذي تصل مساحته إلى ثلثي مساحة البلاد. في حين أن المنطقة الشمالية تخضع لاحتلال تركي منذ عام 1974 عندما تدخلت أنقرة عسكريا ردا على محاولة انقلاب فاشلة قام بها قبارصة يونان أرادوا ضم الجزيرة إلى اليونان.
وسبق أن وقعت قبرص عقود تنقيب مع شركات عالمية عملاقة مثل الإيطالية إيني، والفرنسية توتال، والأمريكية إكسون موبيل.
لكن أنقرة تعارض أي تنقيب عن موارد طاقة تستثني جمهورية شمال قبرص التي لا تعترف بها سوى تركيا.
وأثار اكتشاف احتياطات غاز كبيرة في البحر المتوسط طمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الحصول على أي مكتسبات من كعكة غاز البحر المتوسط جاءت بعد تحقيق اكتشافات غازية ضخمة أعلنتها دول بمنطقة شرق البحر المتوسط، على رأسها مصر وقبرص.
وأعلنت مصر في 2015 اكتشاف حقل ظهر لإنتاج الغاز الطبيعي باحتياطيات تقدر بـ30 تريليون قدم مكعب، قبل أن تبدأ الإنتاج الفعلي منه في ديسمبر 2017، ويعد حقل ظهر أضخم حقل لإنتاج الغاز الطبيعي بالبحر المتوسط.
فيما أعلنت قبرص اكتشافها حق أفروديت في ديسمبر 2011، باحتياطيات تقدر بنحو 4.5 تريليون قدم مكعب، قبل أن تعلن شركة إيني الإيطالية في 8 فبراير/شباط 2018 عن اكتشاف حقل كاليبسو 1، شمال الحدود البحرية بين مصر وقبرص، ووفقا لبعض التقديرات قد يصل احتياطي الحقل إلى 5.6 تريليون قدم مكعب.
ولا يستند أردوغان إلى أي أسس قانونية لإعلان التنقيب عن الغاز والنفط بمياه البحر المتوسط، فإن قبرص اليونانية البلد العضو في الاتحاد الأوروبي- تستمد قوتها والدعم الدولي من اتفاقيات ترسيم حدود وقعتها مع كل من مصر وإسرائيل ولبنان.
اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص التي بدأت 2003، حيث تم تحديد 8 نقاط إحداثية تحدد مساحة المياه الاقتصادية لكل بلد، وتم توقيع الاتفاقية في ديسمبر/كانون الأول 2013، قبل أن يصدق عليها في سبتمبر 2014 من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس القبرصي نيكوس أنستاسيادس.
ووقعت قبرص مع لبنان اتفاقية ترسيم حدود بحرية أيضا عام 2007، كما وقعت إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول 2010 اتفاقية تحديد الحدود البحرية مع قبرص.