تؤثر السوشيال ميديا في نمط حياتنا بشكل ملحوظ، وتسابُق روادها للحاق بركب الموضة جعل كثيرا منا يدخلون إياه دون أن يدركوا عواقبه.
أصبحنا نلهث وراء كل ما هو جديد بغض النظر عن مدى احتياجنا إليه وأثره في البيئة والطبيعة التي نعيش فيها.
مقاومة شراء أحدث إصدارات الموضة أصبحت صعبة في عالم يعج بالتباهي، خاصة في ظل استعراض البعض بتفاصيل حياتهم على منصات السوشيال ميديا، حيث تحولت الأزياء من كونها وسيلة لستر البشر وحمايتهم من عوامل الطقس الخارجية إلى علامة تحدد الطبقة الاجتماعية ومستوى المعيشة، وهي أزمة متفشية في أغلب مجتمعاتنا بكل أسف.
ويظل تهافت المستهلكين على شراء منتجات -لمجرد الفوز بشرف اقتنائها- أمرا يثير الدهشة، في ظل ما يعانيه العالم من ظروف اقتصادية وجيوسياسية ومُناخية صعبة، فهل فكرت يوما أن القميص الذي تشتريه دون احتياج يؤثر في مستقبل الأجيال القادمة؟
تقول الدراسات إن صناعة قميص قطني واحد تتطلب 2700 لتر ماء، وذلك بالإضافة إلى أن زراعة القطن لها تأثير بيئي بسبب الاستهلاك المفرط للمياه والمواد الكيميائية الكثيفة، فتخيل كم كلفت الأرض ثمنا بشرائك منتج لا داعي له؟
صناعة الأزياء تعد ثاني أكثر الصناعات استهلاكا للمياه في العالم، حيث تستخدم 215 تريليون لتر مياه سنويًّا، وينبعث منها 3.3 مليار طن متري من غازات الاحتباس الحراري، بحسب برنامج الأمم المتحدة للبيئة.
لا أقصد بحديثي أن أحمّل الأفراد مسؤولية ما يحمله المستقبل من عواقب مُناخية، أو لومهم على اقتنائهم لما يجذبهم أو يحبونه، بالطبع هذا ليس حلا، ولكن بالنظر إلى حالات الطوارئ المتعلقة بالمناخ والتنوع البيولوجي والتلوث، يمكن للجميع محاولة التسوق باعتدال والانتباه إلى مقدار ما يستهلكون.
تقليل الاستهلاك هو أحد الإجراءات التي يمكن اتباعها للحد من تغيرات المناخ، ولكنه نقطة في محيط، فالتحول نحو الاستدامة بات أمرا لا مفر منه، حيث تؤكد الأبحاث أن التغييرات في نمط الحياة يمكن أن تساعد الكوكب في خفض الانبعاثات بنسبة تصل إلى 70 في المائة بحلول عام 2050.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة