25 مارس/ آذار هو الموعد السنوي لأكبر فعالية مناخية بالعالم، حيث تطفئ الأنوار والمصابيح في عدد من المدن والعواصم.
أكبر فعالية مناخية سنوية بالعالم توافق اليوم 25 مارس/ آذار ، حيث تطفئ الأنوار والمصابيح في عدد من المدن والعواصم، من أجل توجيه رسالة للعالم بضرورة الانتباه لأخطار التغيير المناخي، وما يليه من تأثيرات سلبية على الموارد المائية والثروة السمكية والمناطق السكانية.
وخلال العام الحالي، تشارك حوالي 178 دولة حول العالم في اليوم الذي يحدد فيه " ساعة الأرض" بإطفاء أنوار بعض المعالم والمناطق المهمة بهذه الدول. خلال الفترة من الساعة 8:30 مساء إلى الساعة 9:30 مساء بحسب التوقيت المحلي لكل دولة.
ساعة الأرض.. رسالة لشعوب العالم
ومنذ عام 2007، انطلقت فكرة اختيار يوم لـ "ساعة الأرض" من قبل الصندوق العالمي للطبيعة، بهدف خفض نسب استهلاك الكهرباء، خلال الساعة الواحدة التي يلتزم فيها مليار شخص بمدن ودول مختلفة بأطفاء الأنوار والمصابيح الكهربائية.
وبدأت الفكرة بإطفاء المؤسسات والمطاعم والمنازل والشوارع الأنوار واستبدالها بإضاءة الشموع في مدينة سيدني الاسترالية فقط، لتنتقل الفكرة تدريجيًا ويتم تعميمهم في مئات المدن والعواصم بالعالم.
وتعد مصر من أوائل الدول بالمنطقة العربية المشاركة في المؤتمرات الموجهة لقضية التغيير المناخي، وخلال فترة التسعيينات وقعت مصر على عدة اتفاقيات دولية، لتصدق على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتغييرات المناخية عام 1994، كما شكلت عدة لجان ووحدات بوزارة الدولة لشؤون البيئة لمتابعة التغييرات المناخية.
وخلال مؤتمر باريس للمناخ الذي انعقد منذ عامين، تولت مصر مهمة التفاوض مع دول قارة إفريقيا، والخروج بعدة مبادرات متعلقة باستخدام الطاقة المتجددة لمواجهة التغيير المناخي، لتتلقي وقتها القارة الإفريقية عشرات المليارات لدعم الجهود في هذه الظاهرة البيئة.
وحول سبب الاحتفال السنوي بساعة الأرض، قال الدكتور جمال جمعة، الأمين العام المساعد للاتحاد العربي لحماية الحية البرية، أن ظاهرة التغييرات المناخية فرضت نفسها وبقوة على المنظمات الدولية، وتحولت الشغل الشاغل للعالم بشكل عام، نظرًا لما تحمله الظاهرة بداخلها من تأثيرات سلبية على المستقبل القريب، ما دفع دول العالم للحذر والانتباه لضرورة إتخاذ استراتيجية جديدة منذ عام 2007، والحد من المخاطر المتوقعة على الحياة الطبيعية ومصادر المياه، لذا حددت ساعة لإطفاء جميع الأنوار كرسالة لتنمية ثقافة شعوب العالم بشأن هذه الظاهرة البيئية.
التغيير المناخي.. ظاهرة تهم مصر
وعلى مستوى مصر، أوضح جمعة، أستاذ ورئيس قسم الحياة البرية بجامعة قناة السويس، أن مصر في بؤرة المشكلة وستعاني من نتائج ظاهرة الاحتباس الحراري والتغيير المناخي كباقي دول العالم، مشيرًا إلى أن الظواهر السابقة تؤدي إلى ارتفاع نسب منسوب مياه البحار، ما ينتج عنه غرق للمناطق القريبة من مصادر المياه.
ونوه جمعة في تصريحاته لـ بوابة " ال
عين" الإخبارية، أن التخوف من غرق منطقة الدلتا كما يروج البعض له، هو أمر لا يمكن الجزم به، حيث يرتبط ارتباطًا كليًا بالسيناريوهات المتعلقة بأبحاث ودراسات علمية، مؤكدًا عدم وجود دليل علمي واضح يثبت صحة هذا التخوف. مضيفًا أن الإجراءات الاحترازية واجب العمل بها، والابتعاد عن بناء مناطق سكانية وتشييد مصانع وأنشطة عملاقة بالقرب من البحار، بينما المشروعات المرتبطة بـ الزراعة والثروة السمكية هما الأنسب في هذه المناطق.
اتفاقية المناخ.. نقطة تحول
وتعد اتفاقية تغيير المناخ بباريس نقطة تحول لمصر وعدد من دول شمال إفريقيا، بعد تقديم الدعم المادي لمواجهة مخاطر التغيير المناخي، خاصة وأن أغلب دول القارة تعاني من ضعف الموارد المائية ومصادر التمويل، وفقًا لما ذكره الأمين العام المساعد للاتحاد العربي لحماية الحياة البرية.
واعتبر جمعة، أن الممارسات البشرية الخاطئة هي سبب من أساب تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، فالتدخل السلبي بسوء استخدام الأجهزة الإلكترونية الحديثة، وتسرب غاز الفريون من الأجهزة، وتقلص مساحة الحزام الأخضر، وزيادة تجريف التربة، يزيد من تصاعد الغازات كـ أول وثاني أكسيد الكربون المسببة في الاحتباس الحراري، مطالبًا بضرورة نشر الوعي لخطورة هذه الممارسات اليومية من خلال احتفال ساعة الأرض.
وأعلنت وزارة البيئة المصرية، خطتها في الاحتفال بساعة الأرض، حيث تطفئ الأنوار في تمام الساعة الـ 8:30 مساء – الساعة 9:30 مساء وفقًا للتوقيت المحلي للقاهرة، بعدد من المدن والمحافظات، فضلًا عن مشاركة بعض المناطق الآثرية والسياحية المعروفة بالقاهرة، منطقة الأهرامات، وقلعة صلاح الدين، ومعابد الأقصر وأسوان بصعيد مصر، بالإضافة إلى عدد من المؤسسات والمباني الحكومية.