4 كوارث في الأفق.. ماذا يحدث إذا توقف المجال المغناطيسي للأرض؟

في خضم الاهتمام المتزايد بالتغيرات البيئية والكوارث الطبيعية، يطرح العلماء سؤالا بالغ الخطورة: ماذا لو توقف المجال المغناطيسي للأرض؟.
هذا الدرع غير المرئي الذي يحيط بكوكبنا، ويمتد لعشرات آلاف الكيلومترات في الفضاء، يلعب دورا حاسما في حماية الحياة على سطح الأرض.
والمجال المغناطيسي الأرضي، الناتج عن حركة الحديد السائل في لب الأرض الخارجي، يعمل كدرع واقٍ يصد الجسيمات المشحونة القادمة من الشمس، المعروفة باسم الرياح الشمسية. وبدونه، فإن هذه الجسيمات ستتمكن من اختراق الغلاف الجوي الأرضي، مما يهدد استقرار المناخ، وتدمير الأقمار الصناعية، وتعريض البشر على الأرض وفي الفضاء للإشعاعات الضارة.
خطر اختفاء المجال المغناطيسي
ويقول الباحثون إن انهيار أو اختفاء المجال المغناطيسي، حتى لو بشكل مؤقت، يمكن أن يؤدي إلى انقراضات جماعية في حال ارتفاع مستويات الإشعاع الشمسي، وتلف البنية التحتية الكهربائية، وتعطل أنظمة الاتصالات والملاحة، وخلل في مناخ الكوكب.
وتشير دراسات جيولوجية إلى أن المجال المغناطيسي للأرض ليس ثابتا، بل يضعف ويقوى عبر العصور، وقد شهد "انقلابات مغناطيسية" عديدة، حيث يبدل القطب الشمالي والجنوبي أماكنهما.
آخر انقلاب حدث قبل حوالي 780 ألف سنة، ويعتقد العلماء أننا نعيش حاليا في فترة ضعف تدريجي قد تمهد لانقلاب جديد.
آثار محتملة في حال توقفه
ووفقا لتقارير علمية منشورة في دورية "نيتشر جيوساينس"، فإن حدوث انقلاب جديد قد يؤدي إلى عدة مشكلات:
- سيصبح الغلاف الجوي الأرضي مكشوفًا أمام الجسيمات الشمسية، مما يزيد من تآكل طبقة الأوزون.
- سترتفع معدلات السرطان وأمراض أخرى مرتبطة بالإشعاع، نتيجة زيادة التعرض للأشعة فوق البنفسجية.
- ستواجه أنظمة الملاحة الجوية والبحرية والفضائية خللا شديدا، لكونها تعتمد على المجال المغناطيسي لتحديد المواقع.
- قد يحدث اختلال في هجرة الحيوانات التي تعتمد على المجال المغناطيسي في التنقل، مثل الطيور والسلاحف البحرية.
هل من داعٍ للقلق الآن؟
يشير العلماء إلى أن الانقلابات المغناطيسية تستغرق آلاف السنين، ما يعني أن حدوث "توقف مفاجئ" شبه مستحيل. ومع ذلك، فإن معدل الضعف الحالي للمجال المغناطيسي، والذي انخفض بنسبة 9% خلال الـ200 عام الماضية، يثير قلقا بشأن سرعة التغيرات القادمة، وتأثيراتها على التكنولوجيا الحديثة.
في هذا السياق، يؤكد الباحث الجيوفيزيائي فينسنت كورتوا من جامعة نانت الفرنسية أن "فهم تطور المجال المغناطيسي أساسي لحماية أنظمتنا الحيوية، من الاتصالات إلى الأقمار الصناعية".
وتعكف وكالات الفضاء، مثل وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) وناسا، على رصد المجال المغناطيسي باستمرار من خلال أقمار صناعية متخصصة مثل "سوارم" (Swarm)، بهدف توقع أي تغييرات مفاجئة في بنيته أو قوته.