فجأة انتفضت الطبيعة وقفزت ظاهرة التغير المناخي إلى واجهة الاهتمام العالمي في تحولات متسارعة باتت على خط التماس مع دهاليز السياسة والقوة الجيوسياسية.
اهتمامٌ عالمي يترجمه هذه المرة مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، المقرر عقده في الأول من نوفمبر، في مدينة غلاسيكو باسكتلندا، بمشاركة رفيعة المستوى بينها الإمارات التي تحضر بسجل كامل الريادة في مكافحة ظاهرة التغير المناخي.
ظاهرةٌ تجسدت بالخصوص في احتباس حراري جفف شرايين الأرض من مياهها واستفز البراكين الهامدة فحولها إلى كتل ثائرة لا تهدأ، وحرّك العواصف العاتية وترك العنان لأعاصير تدك البشرية وحرارة تلهب مكوناتها حتى بات الكوكب مشتعلا مثقلا بمآسيه.
دوت أجراس الإنذار من قطبي الأرض مرورا بخطها الاستوائي وجميع زواياها وتعالت تحذيرات لم تصمد كثيرا أمام جبروت طبيعة غاضبة قررت الانتقام على طريقتها وكتبت رسائل طفت ثائرة من أعماق البحار وتعالى صداها في قمم الجبال والبراكين والأدغال
ففي القطب الشمالي، يبدو المشهد مريعا حيث تتراجع الكتلة الجليدية بفعل احترار يعتبر أسرع بمرتين مقارنة مع باقي الكوكب ما يهدد سكان المنطقة وحتى مستعمرات البطريق
إلى أمريكا الجنوبية، ها هي غابات الأمازون إحدى رئات الأرض تستغيث من حرائق حولت جنة التنوع الحيوي إلى جحيم، فيما يهدد الجفاف بإلقاء الصوماليين بين أنياب المجاعة وبالبشرية بين فكي موت سريع.
أما في أوروبا القارة العجوز القابعة على الجزء الغربي من أوراسيا فدقت أجراس الخطر من مظاهر الجفاف على ضفاف الراين في ألمانيا وصولا إلى الأعاصير والفيضانات بمختلف أرجائها.
وغير بعيد استعرت النيران في تركيا على خط التماس مع آسيا في لهيب امتدت ألسنته إلى الجزائر في شمال أفريقيا.