5 أعاصير مدمرة تجتاح الأرض بفارق أيام.. ما علاقة التغير المناخي؟
شهد أكتوبر 2021 العديد من الأعاصير القوية التي هاجمت سواحل مختلفة بشكل أكثر ضراوة من السنوات السابقة بفعل التغير المناخي، فما العلاقة؟.
على مدار سنوات، جمع العلماء معلومات أكثر دقة عن علاقة الظواهر الطبيعية بتغير المناخ، وكيف كان الأخير سببا مباشرا في جعلها أكثر شراسة، ومن بينها الأعاصير التي خضعت لعدد من التأثيرات المتعلقة بهذه الأزمة.
ورغم أن العلماء غير متأكدين مما إذا كان تغير المناخ سيؤدي إلى زيادة عدد الأعاصير، فإن هناك ثقة أكبر في أنه من المتوقع أن يؤدي ارتفاع درجات حرارة المحيطات وارتفاع مستويات سطح البحر إلى تكثيف شدتها وتأثيراتها.
ومن المتوقع أن تكون الأعاصير الأقوى أكثر تكلفة بكثير من حيث الأضرار والوفيات، حال عدم اتخاذ إجراء لجعل المناطق الساحلية أكثر مرونة.
أعاصير قوية هاجمت 5 دول
شهد الأسبوعان الماضيان عددا من الأعاصير القوية التي هاجمت سواحل 5 دول بضراوة، ولم ترحل حتى خلفت الكثير من الخسائر بعضها بشرية، من بينها:
1- إعصار كانساس – أمريكا
ضرب إعصار ضخم ولاية كانساس جنوبي الولايات المتحدة، فجر الاثنين 25 أكتوبر، وأدى إلى هطول أمطار غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية.
وتسبب الإعصار، الذي يعد الأكبر منذ خمسنيات القرن الماضي، في الكثير من الدمار بالولاية.
2- إعصار ميديكان – إيطاليا
هاجم إعصار ميديكان جنوب إيطاليا، الثلاثاء 26 أكتوير، حيث أغرقت مياه الأمطار الطرق والحقول وأدت إلى حدوث انهيارات ارضية في بعض المناطق.
وأدى الإعصار المتطرف، الذي صحبته عواصف عنيفة وسيول صخمة، إلى تعطيل الحياة في إيطاليا، بعدما أجبر السلطات على إغلاق المدارس وتحويل مسارات عشرات الرحلات الجوية وإيقاف خدمات النقل بالعبارات بين الجزر الجنوبية.
3- إعصار ريك - المكسيك
اجتاح الإعصار ريك سواحل جنوب المكسيك، الإثنين 25 أكتوبر، ودمر الممتلكات واقتلع الأشجار بعدما اشتدت قوته وتسبب في هطول أمطار غزيرة.
4- إعصار كومباسو – الفلبين
هاجم الإعصار الاستوائي كومباسو جنوب غرب الفلبين قبل أسبوعين، وتسبب في فيضانات وانهيارات أرضية ضخمة أدت إلى مقتل 9 أشخاص وفقدان 11 آخرين.
واندمج الإعصار الضخم، الذي صاحبته رياح عاتية بلغت سرعتها 100 كيلومتر في الساعة، مع بقايا إعصار سابق قبل أن يصل إلى اليابسة في الفلبين، ما دفع السلطات إلى إجلاء ما يقرب من 1600 شخص.
5- إعصار ليونروك - هونج كونج
ضرب إعصار ليونروك هونج كونج (شمال بحر الصين الجنوبي) قبل أسبوعين، وتزامن مع تصاعد رياح موسمية شمالية ما تسبب في فيضانات نجم عنها إلحاق أضرار في أنحاء الإقليم.
كيف يؤثر تغير المناخ على قوة الأعاصير؟
يؤثر تغير المناخ على الأعاصير المدارية بعدة طرق، أبرزها تكثيف هطول الأمطار وسرعة الرياح وانخفاض في التردد الكلي وزيادة تواتر العواصف الشديدة للغاية.
ولأن الغلاف الجوي السفلي للأرض أصبح أكثر دفئًا ورطوبة نتيجة لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي يسببها الإنسان، زادت احتمالية حدوث العواصف وبعض الظواهر الجوية المتطرفة.
حاليا، أصبحت الأعاصير الأكبر والأضخم من حيث الضرر الآن أكثر تواترًا بـ3 مرات مما كانت عليه قبل 100 عام.
يُعرِّف العلماء عادةً هذه الظواهر الجوية بأنها "متطرفة" إذا كانت تختلف عن 95٪ من أحداث الطقس المماثلة التي حدثت من قبل في نفس المنطقة.
يجعل الغلاف الجوي الأكثر دفئًا ورطوبة للأرض والمحيطات الأكثر دفئًا الأعاصير أكثر قوة وكثافة وتنتج المزيد من الأمطار وتؤثر على مناطق جديدة، وربما تكون أكبر وأطول عمراً.
ووفقا لموقع ناسا، فإنه منذ عام 1995 كان هناك 17 موسم أعاصير فوق المعدل الطبيعي في المحيط الأطلسي.
أيضا تدعم دراسة أجرتها وكالة ناسا في أواخر عام 2018 فكرة أن الاحتباس الحراري يتسبب في زيادة عدد العواصف الشديدة، على الأقل فوق المحيطات الاستوائية للأرض (بين 30 درجة شمال وجنوب خط الاستواء).
موقع C2ES قال إن الأعاصير تخضع لعدد من التأثيرات المتعلقة بتغير المناخ، إذ يمكن أن تؤدي درجات حرارة سطح البحر الأكثر دفئًا إلى زيادة سرعة رياح العواصف الاستوائية، ما قد يؤدي إلى مزيد من الضرر إذا وصلت إلى اليابسة.
وتوقعت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) زيادة في الأعاصير خاصة فئة 4 و5، مع زيادة سرعة رياح الأعاصير بنسبة تصل إلى 10%.
كما يتسبب ارتفاع درجات حرارة البحر في زيادة الرطوبة في الأعاصير وزيادة هطول الأمطار بنسبة 10-15%.
بينما ذكر موقع climatesignals أن تغير المناخ يؤدي إلى تفاقم هطول الأمطار خلال الإعصار، مثل ما حدث في أعاصير فلورنسا وماريا وهارفي وساندي وكاترينا والعاصفة الاستوائية إيميلدا.
بسبب تغير المناخ، تصل عواصف الأعاصير إلى مناطق داخلية أكثر وتتسبب في المزيد من الفيضانات.
أدى تغير المناخ إلى زيادة المنطقة التي غمرتها الفيضانات وتضرر البنية التحتية، مثل ما حدث في أعاصير فلورنسا وساندي وكاترينا.
يؤدي تغير المناخ إلى المزيد من الأعاصير الشديدة، والتي تقاس بالرياح أو الضغط المركزي.
في كل منطقة تتشكل فيها الأعاصير، تزداد قوة رياحها المستدامة القصوى بسبب تغير المناخ الذي يسببه الإنسان.
يساهم تغير المناخ في زيادة درجة حرارة سطح البحر في منطقتي المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ حيث تتشكل الأعاصير، ما يزيد من الطاقة المتاحة للعواصف الشديدة.
من المحتمل أن يؤدي الاحترار العالمي إلى زيادة العدد النسبي للأعاصير التي وصلت شدة الفئة 3 أو أعلى منذ الثمانينيات.
ما هي الأعاصير؟
الإعصار هو مصطلح عام لنظام الضغط المنخفض مع نشاط مثل الرعد والبرق الذي يتطور في المناطق الاستوائية أو المناطق شبه الاستوائية.
على المستوى الأساسي، فإن الإعصار هو نوع من العاصفة التي تحدث نتيجة انقطاع للضغط الجوي السائد وحقول الرياح التي تسبب رياحًا شديدة وهطول الأمطار.
وتسمى العواصف التي تتشكل في المناطق الاستوائية بالأعاصير المدارية عندما تصل أقصى رياح مستدامة لعاصفة استوائية إلى 74 ميلاً في الساعة.
في نصف الكرة الشمالي تدور هذه العواصف عكس اتجاه عقارب الساعة، أما في نصف الكرة الجنوبي تدور في اتجاه عقارب الساعة.
تقاس شدة الإعصار عادة بسرعة رياح العاصفة، وتعتبر العواصف التي تزيد سرعتها عن 111 ميلاً في الساعة "أعاصير كبرى" (الفئة 3 أو أعلى)، وتسبب خسائر فادحة تقدر بالملايين أحيانا.
وتعد الأعاصير من الفئة 5 هي الأكثر شدة وتبلغ سرعة الرياح فيها 157 ميلاً في الساعة أو أعلى.
فمثلا كان موسم الأعاصير في عام 2017 تاريخيًا، إذ بلغت تكلفة الأعاصير هارفي وماريا وإيرما ما يقرب من 300 مليار دولار معًا، وفقا لموقع C2ES .
الأضرار لا تتوقف عند التكلفة المادية، إذ تخلف عشرات الضحايا تشكل خطرا كبيرا على الصحة العامة وتدمر نحو50 مليون منزل وتحلق الضرر بالبنية التحتية وتقوض أنظمة الطاقة وأنظمة المياه والصرف الصحي والنقل وهياكل إدارة الفيضانات.